/وكالة الصحافة اليمنية/تحليل خاص: محمد العزي//
ما بُني على باطل فهو باطل.. ذلك وصف بسيط للتحالف الذي تقوده أمريكا والسعودية على اليمن منذ السادس والعشرين من مارس 2015م، من اجل استعادة ما اسموها الشرعية حسب زعمهم، فأباح التحالف دماء اليمنيين ومقدرات وطنهم وارضهم وكل مظهر من مظاهر الحياة في اليمن.
لم توقفها أي آلة القتل التابعة للتحالف، اعراف ولا قيم ولا مبادئ ولا قانون، ولا حق من حقوق الجورة أو الإنسان، فانتهجت على مدى خمسة أعوام ولا تزال حتى اليوم، سياسة الأرض المحروقة، مستهدفة البشر والحجر فقتلت عشرات الآلاف من المدنيين ومثلهم جرحى اغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ودمرت الالاف من المباني والمشاريع الخدمية وفرضت حصارا جائرا برا وبحرا وجوا ومنعت دخول الدواء والغذاء.
سعت دول التحالف بماكنتها العسكرية وهيلمانها الإعلامي، الى اذلال الشعب اليمني العزيز الكريم، وتركيعه، واشترت دول التحالف مراكز الدراسات والبحوث العالمية وقدمت الرشاوى لأكبر المؤسسات الإعلامية العالمية واستطاعت شراء مواقف دول ومؤسسات دولية ومنظمات على رأسها الأمم المتحدة، ليعترف امينها العام ان السعودية هددت بتوقيف دعمها لبرامج الأمم المتحدة والتي تمثل ما نسبته 80%، من الدعم الممنوح للأمم المتحدة على مستوى دول العالم، واكد في تصريحه انه لا يستطيع فعل أي شيء حيال ما تقوم به السعودية من جرائم في اليمن، فأعرب عن قلقه من جديد وغط في سباته.
واصلت آلة القتل عملها، وتغيرت معها الذرائع الباطلة، فمن شماعة استعادة “الشرعية” الى إيجاد شماعة أخرى تعلق عليها دول التحالف مبرراتها لقتل أبناء اليمن بمسمى محاربة “إيران”، من أجل استعطاف الامة الإسلامية، وذلك بعد أن رأت ان استعادة الشرعية حسب زعمها بائت بالفشل وجنت من خلالها الخزي الكبير والخسائر الهائلة في المعارك.
اليوم، واليمنيون على اعتاب عام جديد من الصمود، وتفصلها عن الذكرى الخامسة، أسابيع قليلة جدا لا يتجاوز عددها أصابع اليد، ليطووا عامهم الخامس، ويولجون عامهم السادس من الصمود، بات التحالف أكثر إدراكا بان الأعوام الأولى من الحرب على اليمن لم تعد ذاتها في الأعوام الثلاثة الأخيرة ولم يعد العام الماضي كما هذا العام، فقد تغيرت موازين القوى عسكريا بمختلف جوانبها التطويرية والتأهيلية وبعددها وعتادها، واصبح اليمنيون قادرون على استهداف القواعد والاهداف الاستراتيجية في السعودية والامارات وإسرائيل أيضا، وهو ما جعل التحالف من يبحث عن دعوات للسلام ويسعى إليه، ولعل اندفاعه وقبوله بمبادرة الرئيس المشاط خير دليل.
يبقى الصمود الأسطوري الذي ابداه الشعب اليمني هو الجسر الذي سيعبر من خلاله ليحقق الانتصار على اعدائه بمختلف جنسياتهم وتوجهاتهم وقواتهم، ولعل ما يحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من اقتتال بين أطراف وأدوات التحالف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان التحالف يتآكل من الداخل، ومآله السقوط والخسران، وأن راية النصر اليمني تلوح في الأفق.