تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
شن ناشطون وإعلاميين يمنيين هجوماً لاذعاً على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رداً على قوله أن بلاده استقبلت أكثر من مليون لاجئ يمني، واصفين الجبير بالكاذب.
وفي حين تقوم السلطات الأمنية السعودية بطرد العمالة اليمنية بصورة مكثفة منذ 2012، ازدادت حدتها خلال العامين الأخيرين.. خرج عادل الجبير وزير الخارجية السعودي بتصريح مستفز أشار فيه إلى أن بلاده استقبلت أكثر من مليون لاجئ يمني.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الحبير خلال مؤتمر صحافي في بلجيكا أمس الأول أن السعودية استقبلت أكثر من مليون لاجئ يمني.
وتأتي تصريحات الجبير بالتزامن مع حملة شرسة تقوم بها السلطات السعودية لطرد المغتربين اليمنيين، بذريعة تصحيح وضبط أوضاع العمالة اليمنية، وكذا سعودة الوظائف والمهن التي يعمل بها
ورصدت وكالة الصحافة اليمنية بعض ردود أفعال ناشطين وإعلاميين يمنيين هاجموا النظام السعودي ووزير خارجيته على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الناشط الحقوقي خالد الشيباني :”السعودية تكذب بشكل مفرط امام العالم، هناك شيء مؤكد الآن وهو أن ما قاله الجبير غير صحيح ويجب ارسال لجنة تقصي من مفوضية حقوق الإنسان ليتم معرفة الحقيقة وعلى السعودية أن تسمح بذلك حتى تنكشف اخلاقها للملأ”.
وأضاف الشيباني:” السعودية تكذب وتكذب وتكذب وتكذب حتى اصبحت تصدق كذبها ونسيت بأن كل شيء تقوم به مفضوح. .رحلتم 180 ألف شخص بتهمة المخالفة ، فأين هم اللاجئين الذين تم استقبالهم؟!”.
وبكلمات مختصرة عميقة سخر توفيق الجند من وزير خارجية السعودية بقوله :”مع أنه ما فيش نظام لجوء بالسعودية، كلها إقامات وغرامات ورسوم وكفلاء، اللاجئ الوحيد هو فخامة هادي وشركاؤه !!؟”.
وأتفق الإعلامي أحمد الزرقة مدير قناة بلقيس مع توفيق الجند في أن اللاجئ الوحيد داخل السعودية هو الرئيس المستقيل هادي، وقال الزرقة :”في الحقيقة لا يوجد في المملكة لاجئين يمنيين غير هادي ونائبه، الحكومة ووكلاء الوزارت وقيادات الأحزاب وجميعهم يعملون بالأجر اليومي.. أما بقية اليمنيين هناك فهم مغتربون ودخلوا السعودية بفيز عمل دفعوا دماء قلوبهم لشرائها”.
ووصف الصحفي أبوبكر عبدالله تصريح الجبير بالوقاحة وقال :”السعودي عادل الجبير يدعي بوقاحة أن بلاده استقبلت أكثر من مليون يمني لاجئ ووفرت لهم الوظائف.. هكذا صار اليمنيون الذين يعملون في السعودية منذ عقود لاجئون مرشحون للطرد القسري من مملكة الملح الداعشية، هروب فاشل عبء التركة الثقيلة لجرائم الحرب الوحشية بحق اليمنيين”.
وكشف عامر الدميني عن أن السعودية تقوم بمزايدة واضحة لتحسين الصورة لا أكثر.. وأضاف :”اللي دخلوا بتأشيرة حكومية.. تم ادخالهم في البداية الاولى على اعتبار أن الحرب لن تطول أكثر من ستة أشهر ثم لاحقاً تم اقفال الدخول إلا بدائرة ضيقة جدا.. وعن طريق المحسوبية، ومن دخلوا أغلبهم كانت ظروفهم صعبة جدا ولم تقدم لهم الحكومة السعودية شيء.. واعرف بعضهم كان ينام في ملحقات
الجوامع.. وتم فرض رسوم تجديد كل ثلاثة أشهر على من دخل السعودية بتأشيرة حكومية ومن يتأخر فرضت عليه عقوبات مالية طائلة وصلت عند بعض الاسر الى عشرة الف ريال سعودي خلال ثلاثة أشهر”.
وأكد مغتربون لوكالة الصحافة اليمنية مطلع الاسبوع الفائت أن قوات أمنية سعودية تهاجم مساكنهم في أكثر من منطقة ومدينة، ومنها حي البطحاء في العاصمة الرياض وقد اعتقلت العشرات منهم بغرض ترحيلهم القسري.
ولفت المغتربين إلى أن حملات المداهمة لا تستثني حتى منازل العوائل، وأن الأمن السعودي اقتاد عدداً كبيراً من أرباب الأسر إلى الحجوزات تمهيداً لترحيلهم إلى اليمن بحجة مخالفة الإقامة.
وكانت السعودية في بداية عدوانها على اليمن قالت أنها حربها العدوانيه من أجل الشعب اليمني، وذات القول أكده هادي وحزب الاصلاح وناشطين واعلاميين كثيرين فضلاً عن إغراق المغتربين اليمنيين بوعود “سرابيه “- تحولت إلى كوابيس تؤرقهم وتطارد لقمة عيشهم -..لكن حقائق نواياها الخبيثة انكشفت لليمنيين يوماً بعد آخر ..وها هي جارة “السوء” تنكث كل عهودها وتقوم بطرد 4390 لاجئ يمني.
وعبر المرصد الأورو متوسطي” لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء ترحيل السلطات السعودية آلاف اليمنيين المقيمين على أراضيها ممن دخلوا بطريقة غير مشروعة إما هربًا من الحرب أو للبحث عن عمل، مطالبا السعودية أن تأخذ بعين الاعتبار تدهور الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب المندلعة في اليمن والتي تعد السعودية قائد لتحالف العدوان على اليمن “.
بدلاً من استقبالهم كلاجئين هاربين من جحيم الحرب التي أشعلتها في اليمن، أوصدت في وجوههم كافة المنافذ وأحكمت عليهم حصار بري وبحري وجوي، قبل أن تعمد إلى تكثيف إجراءاتها التعسفية لإجبار أكثر من مليون و200 ألف عامل يمني على ترك أعمالهم والرحيل من داخل المملكة .
وشنت السلطات السعودية عدواناً آخر على اليمنيين الذين يعملون في أراضيها في مارس 2017م، عندما أصدرت قراراً قضى بتوطين وظائف بيع “الجوالات” في السعودية، وهو قطاعٌ يشكّل اليمنيون النسبة الكبرى من المشتغلين والمالكين فيه.
هذا القانون أدى الى فقدان آلاف اليمنيين لوظائفهم وخسارة استثماراتهم، واضطرار آخرين إلى بيع محالهم، ليأتي بعد ذلك قرار ”سعودة” المولات والمراكز التجارية، الذي حرم آلافاً اليمنيين من أعمالهم، هاربين من الملاحقات ومكدّسين في “عزب” تفتقر إلى الحياة الصحية.
ولم تنته حزمة القوانين السعودية ضد العمالة اليمنية عند هذا الحد. ففي الثالث من يوليو 2017م، أصدرت وزارة المالية السعودية قوانين جديدة تستهدف العمالة الوافدة.
حيث نصت على وجوب أن يدفع الوافد مئة ريال شهرياً كرسوم عن كل فرد تابع أو مرافق له. وتتضاعف تلك الرسوم في عام 2018، لتصل في نهاية 2020 إلى 400 ريال شهرياً. وتضاف إليها رسوم عن العامل نفسه، تبدأ بـ400 ريال شهرياً في العام الحالي، وتنتهي بـ800 ريال في عام 2020، إضافة إلى رسوم الكفيل ومكتب العمل والتأمين.
وفي نهاية يناير الماضي، صدرت قرارات سعودية جديدة بسعودة 12 مهنة، منها منافذ البيع في محال الملابس الجاهزة وملابس الأطفال والمستلزمات الرجالية، ومنافذ البيع في متاجر السيارات والدراجات النارية، ومحال الأثاث المنزلي والمكتبي.. وهو ما عرّض مئات آلاف الأجانب، أغلبهم يمنيون، للخسارة والخروج النهائي من المملكة.
جدير بالذكر أن أغلب اليمنيين لا يدخلون السعودية إلا بنظام الـكفالة، وهي نظام ظالم منح الحق لمواطني السعودي بأخذ نسبة شهرية من دخل المغترب اليمني تصل أحياناً الى 70%، وها هو المغترب اليمني اليوم مضطر لاستئجار الوظيفة في المملكة من عدة أطراف تبدأ بالمواطن السعودي ”الكفيل” وتنتهي بالدولة السعودية “المؤجر”.
رسوم العمالة الوافدة تسترجع 50% من دخل المغترب في المملكة، وفقاً للكاتب والباحث اليمني، مصطفى راجح، الذي يذكّر، بأن “
السعودية نفذت في عام 1990 عقاباً جماعياً بطرد مليون مغترب يمني بسبب تأييد النظام في صنعاء للغزو العراقي للكويت. واليوم، تطرد السعودية ضمنياً أكثر من مليون ومئتي ألف مغترب يمني بإجراءات تعسفية، مضافة إليها سعودة الوظائف. لكن الرياض مطمئنة إلى صمت الرئيس المستقيل هادي ووزراء حكومته المتواجدين في فنادقها.
وعلى عكس الموقف المخزي لهادي وحكومته، أظهر حسين العزي نائب وزير الخارجية اليمنية في صنعاء تفاعلاً مسئولاً مع المغتربين اليمنيين حيث رحب بالمغتربين العائدين من السعودية عقب ترحيلهم القسري مؤكداً أن الوطن يتسع للجميع.
وندد العزي على إقدام نظام آل سعود على ترحيل اليمنيين العاملين في السعودية.. معتبراً أن هذه الخطوة تأتي استكمالا للعدوان وفشل ذريع للتحالف وهادي وحكومته لإدارة البلاد.
وقال العزي :”أن ترحيل اليمنيين بتلك الصور المهينة يعكس الإجرام والنفسية الخبيثة للنظام السعودي الذي قتل اليمنيين ودمر بناهم التحتية.. مذكرا النظام السعودي بإخلاله لوثيقة الاتفاق المبرمة بين ذلك النظام المجرم وبين اليمن عقب سيطرة الأول على الأراضي اليمنية في نجران وجيزان وعسير، التي نصت على استقبال العمالة اليمنية مقابل بقاءهم في تلك المناطق”.