وكالة الصحافة اليمنية/خاص/
كشف مصادر مطلعة لوكالة الصحافة اليمنية أن حلقات أمريكية مهتمة ونافذة ووسيطة اقترحت على الملك سلمان شخصيا أن يتبناها عبر إعادة استقطاب واحتواء الأمراء الغاضبين وأولئك المحتقنين الذين شملتهم اعتقالات محمد بن سلمان، في حملته التي اطلقها تحت مسمى “مكافحة الفساد”.
مؤكدة أن الملك سلمان اقتنع بالاقتراحات الامريكية أخيرا وادخل على خطوطها شريطة عدم المساس بنجله ولي العهد.
واشارت المصادر الى ان الولايات المتحدة الامريكية تلعب اليوم دوراً اخر في المملكة العربية السعودية بعد الدور الذي لعبته في حملة مكافحة الفساد لمحمد بن سلمان، يتمثل في تخفيف حالة الاحتقان داخل العائلة الحاكمة في السعودية.
واوضحت المصادر أن الاشتباك الأمريكي الخفي مع هذه المسألة أبعد الأمير الشاب محمد بن سلمان ولو مؤقتا عن الأضواء والواجهة ولأسباب تكتيكية وأسهم في تأجيل البحث في استحقاق نقل السلطة رسميا وبصورة شاملة إلى ولي العهد نظرا لما يمكن ان تثيره مثل هذه الخطوة من تصدعات من الصعب السيطرة عليها لو تسارعت او نفذت في سقف الأجندة الزمنية التي يتبناها الأمير الشاب.
وتابعت المصادر أن الأمريكيين لديهم اليوم أجندة أولويات ومتطلبات أهم من البقاء خلف مشروع تصعيد الأمير محمد بن سلمان والسكوت عن الأزمة الأفقية الصامتة والعنيفة داخل العائلة السعودية المالكة.
وهو ما يبرر الدخول بقوة على خطوط الاحتواء على المستوى الأميري وبين العناصر الأهم في مرحلة التمهيد لطي تداعيات ملف اعتقالات فندق الريتز.
من جانب اخر كشفت مصادر سعودية مطلعة أن الملك سلمان بن عبد العزيز عمل على احتواء حالة الغضب التي اشتعلت في نفوس الأمراء بفعل سياسات نجله محمد بن سلمان، مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ابتعدت حاليا عن ملف تصعيد ولي العهد محمد بن سلمان وهو الامر الذي يعكس غيابه منذ قرابة الثلاثة أسابيع.
وبحسب المصادر عن دبلوماسيين مختصين فإن الصور التي التقطها مؤخرا الملك سلمان بن عبد العزيز مع أبزر ضحايا اعتقالات فندق “الريتز”، الأميران متعب بن عبد العزيز والوليد بن طلال جاءت ضمن سياق عملية الاحتواء المشار إليها.
ووفقا للمعلومات، فإن صورة الملك سلمان والأميرين “متعب والوليد” جاءت لإنصاف الرجلين وإظهار أن ما حصل معهما من اعتقال وتوقيف وتحقيق كان مرحلة وانتهت وأنهما خلافا لما يشيعه رموز “الذباب الإلكتروني” الناشطون لمصلحة الأمير محمد بن سلمان غير منبوذين او مطرودين من النظام، وذلك وفقا لما أكدته صحيفة “القدس العربي” اللندنية.
وأشارت المصادر إلى أن عموم الأمراء وخاصة الأمراء الكبار حاولوا المحافظة على تقاليد العائلة بعد أن أوصلوا شكواهم عشرات المرات للملك كما أرسلوا عشرات الرسائل الاعتراضية والمحذرة، وهو ما وضع الملك نفسه في زاوية محرجة.
ووفقا للمعلومات، فإن الأمير متعب بن عبد العزيز الذي يوصف بأنه صاحب ملاءة مالية منخفضة ولا تنافس أصلا الأثرياء من الأمراء حرص على إعادة بناء صورته الاجتماعية عبر التقارب إيجابيا من الملك سلمان حتى لا يتم التعامل معه بعد انتهاء مرحلة الاعتقال والتحقيق باعتباره خائنا للنظام والعائلة.
وكشفت المصادر، أن الأمير الوليد بن طلال من جانبه شرح للملك وفي لقاء خاص ومغلق وجهة نظره في مسألة مناكفة ولي العهد بصلابة خلال فترة اعتقاله.
وأوضحت المصادر أن شروحات الوليد تضمنت الإشارة إلى أن ثروته وأمواله كلها ستبدد وفي العالم لو وافق على مبدأ التحقيق معه بناء على تهمة مثل غسيل الأموال وشرح الأمير للملك بأنه كان مستعدا للموت فعليا بدلا من قبول التحقيق معه على أساس هذه التهمة.
الى جانب كل هذا فقد شهدت الدبلوماسية السعودية تدهورا كبيرا مع الكثير من الدول العربية” الكويت وعمان والأردن والمغرب وقطر والامارات” وغيرها، وذلك في ظل السياسة الطائشة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع تلك الأنظمة العربية، وتقربه وانبطاحه للأنظمة الغربية.