المصدر الأول لاخبار اليمن

جرحى التحالف : أجساد بلا أطراف وجروح متعفنة تستجدي العلاج والمرتبات وتشتكي من “الإذلال” !!

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية

كل الإغراءات والوعود التي قدمتها قيادة التحالف عبر سماسرة كبار في حكومة هادي وبن دغر وقيادات عسكرية كبيرة، لألاف الشباب اليمنيين الذين جندوهم للقتال نيابة عن الجيش السعودي في جبهات عديدة ..كل تلك الوعود كانت مجرد سراب، فيما الحقيقة تتمثل بأطراف مقطعة وجراح لم تندمل، ومرتبات لم تأتي، وكرامة بِيعت في سوق نخاسة رُعاته ملك، وشيخ ، ورئيس مستقيل، وقائد عسكري هارب.

ووجد آلاف الجرحى من المغرر بهم أنفسهم وقد حوصروا بالمهانة وهم عاجزين تماماً عن تغيير واقعهم البائس.. وهاهم وقد تجاوزوا 30 ألف جريح يستجدون علاجهم على الأقل.. لكن أبواب قياداتهم التي غررت بهم أوصدت في وجوههم غير عابئة بأطرافهم المقطوعة ولا جراحهم التي يشكو الكثيرين جداً من تعفنها.

وشهدت مدينة مأرب منذ أكثر من أسبوع اعتصامات متكررة لجرحى الحرب الذين شاركوا ضمن قوات تحالف العدوان على اليمن ، احتجاجاً على الإذلال الذي يتعرضوا له من خلال طردهم من المستشفيات وقطع الأدوية عنهم ومستحقاتهم الخاصة.

الجرحى الذين تم استغلالهم من قبل قيادات حزبية وعسكرية موالية للتحالف، بعد أن تم الزج بهم في مواجهات ومعارك ضد أبناء وطنهم واخوتهم، كافأهم التحالف بالإهمال وطردهم من المستشفيات إلى قارعة التسول والإهانة.

منذ عامين وأكثر والتحالف لا يلقي بالاً لمطالبات الجرحى المواليين له الذين قاتلوا في صفوفه.. فقد اعتبرهم حطباً لحربه العدوانية على اليمن، فإما أن يقتلوا أخوتهم أو يقتلوا هم أو أن مصيرهم أرصفة الشوارع المطلة على بوابة قيادتهم التي قادتهم إلى مصير بائس كالذي يعيشونه بمرارة منذ شهور عديدة بعضها تمتد إلى أكثر من عامين.

والأسبوع الفائت كان حافلاً باعتصامات جرحى التحالف ومن بينهم أولئك الذين أصيبوا خلال معارك الدفاع عن السعودية داخل حدودها وهم يقاتلون نيابة عن جيشها الهش.

ويوم الخميس الفائت اعتصم جرحى من مسلحي التحالف أصيبوا في منطقتي صحراء ميدي و حرض، احتجاجاً على الإذلال الذي يتعرضوا له، وطردهم من المستشفيات ومصادرة مستحقاتهم المالية.

قال أولئك الجرحى مخاطبين قيادات تابعة للتحالف وأخرى موالية له، أنهم ضحوا بأرواحهم وبأجسادهم للدفاع عن مواقع الجيش السعودي في معارك ما وراء الحدود.. رافعين لوحة مكتوب عليها :” وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

لم ولن تكترث قيادة التحالف لمطالب أولئك الجرحى، لأنهم يعتبرونهم مجرد مرتزقة يعملون بالأجر اليومي، وما عدا ذلك فليس لهم حقوق.

اعتصامات الجرحى مستمرة ومهينة لأنها لا تلقى صدى أو تجاوب أو تفاعل.. وقد رصدت وكالة الصحافة اليمنية بعضاً من فيض تلك الاعتصامات في هذا التقرير.

في 13 فبراير الجاري قدم عدد من الجرحى شكوى رسمية بهاني بن بريك المسئول عن ملف جرحى مسلحي التحالف في الهند.

أصحاب الشكوى البالغ عددهم 1000 جريح كانوا حصلوا على منحة علاجية من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي تشارك بلاده في العدوان على اليمن ضمن تحالف عربي بقيادة السعودية، كما أنها تحتل 5 موانئ يمنية رئيسية فضلاً عن سقطرى وعدن.

قال الجرحى في تصريحات صحفية عديدة أن هاني بن بريك تخلى عن مسئولياته الاخلاقية والانسانية وعين مندوب عليهم لا يحمل أي مؤهلات علمية أو صحية كما أنه يتعامل معهم بطريقة سيئة تاركاً إياهم على أرصفة شوارع المستشفيات الهندية.

ونفذ العشرات من الجرحى وقفة احتجاجية يوم الاربعاء 7فبراير2018 أمام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بصرف مستحقات العلاج في الداخل والخارج.. وطالب المعتصمون الجهات المسئولة التوجيه بصرف رواتبهم وترقيمهم أسوة بمن تم اعتمادهم من الجرحى في محافظتي عدن ومأرب.

وناشدوا المحافظ المعين من قبل الرئيس المستقيل اللواء أحمد عبدالله تركي بوضع الحلول والمعالجات لمطالبهم والتوجيه بصرف مخصصات العلاج لهم نظراً لظروفهم المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على تحمل نفقات العلاج في الداخل أو الخارج على حسابهم الخاص.

وتداول ناشطون صورة لأحد منتسبي ما تسمى بالمنطقة العسكرية الخامسة في مدينة مأرب وهو معتصم بقدم واحدة بينما قدمه الأخرى مبتورة يشكو من إهماله وعدم ضم أسمه في كشوفات المرتبات.

وكشف العشرات من الجرحى الموالين للتحالف أن كشوفات الجرحى التي رفعت للهلال الأحمر الإماراتي قبيل عيد الأضحى الفائت كان الجزء الأكبر منها وهمية وحرم منها مئات الجرحى.

ونفذ أولئك الجرحى وقفة احتجاجية، صباح الأحد 10 سبتمبر 2017، في الطريق المؤدي إلى ميناء الزيت في البريقة.. وطالب الجرحى المحتجون باستكمال إجراءات علاجهم وترقيمهم وصرف مرتباتهم، وصرف كل المعونات والمساعدات الإنسانية التي تقدم باسمهم من دول التحالف.. منددين بمن وصفوهم بالفاسدين الذين يعملون على عرقلة ملف الجرحى ونهبه الأموال المخصصة لهم.

وصباح الخميس 3 ديسمبر 2015،شهدت مدينة عدن جنوب اليمن تظاهرة لذوو الجرحى ممن قاتلوا في صفوف التحالف، وطالبوا بنقل الجرحى إلى الخارج لتلقي العلاج، كما طالب المحتجون محافظ عدن الالتزام بوعوده أو تقديم استقالته في حال عجز عن تلبية مطالبهم.

كان أولئك المحتجون  قد ناشدوا محافظ عدن المعين من الرئيس المستقيل هادي آنذاك نايف البكري في أكثر من مناسبة الالتزام بوعوده تجاه جرحى المقاومة، وحين لم يلقوا جواباً شافياً، انتقلوا باحتجاجاتهم إلى أمام مكتبه في عدن لتنفيذ مطالبهم.

وقالت قناة سكاي نيوز عربية التي نقلت خبر التظاهرة الاحتجاجية أن جرحى ما أسمتهم بالمقاومة والجيش الوطني يعانون من عدم الاستجابة لمطالبهم لعلاجهم في الخارج..بدورها دعت اللجنة الطبية لشؤون الجرحى والإخلاء الطبي الحكومة إلى سرعة التحرك ونقل الجرحى إلى الخارج للعلاج.

 وأقدم أحد جرحى الحرب في تعز على الانتحار برمي نفسه من مكان عال احتجاجاً على الإهمال في علاجه ثم توقيف راتبه، فيما هو العائل الوحيد لأسرته.. وحاول جريح أخر على الانتحار أيضاً بعد أن فقد الأمل في استكمال علاجه بإلقاء نفسه من مبنى طويل.. وثالث اشعل النار في جسده، وغيرهم آلاف يعيشون حالات نفسية متأزمة جداً.

وما تزال اعتصامات الجرحى وذويهم مفتوحة ومستمرة منذ أكثر من عامين، دون جدوى.. غير مزيد من الإهمال والمماطلة. .وفي حين ترتفع أعداد القتلى والجرحى الموالين للتحالف تذهب أرواحهم وجرحاهم ومعاناتهم في مهب “العمالة”.

وربما بإمكان الجرحى التعايش مع إعاقتهم، لكنهم حتماً سيتذكرون بخيبة مريرة كيف تم استغلالهم بطريقة مهينة في الحرب ضد وطنهم.. وكيف تم مكافأتهم عن طريق إذلالهم ..!

قد يعجبك ايضا