خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
لا يزال اتفاق الرياض الذي انهار اليوم الأربعاء، حجر زاوية الأحداث في عدن؛ فعلى الرغم من انتهاء المدة الزمنية التي نصت عليه، وفقًا للتوقيع بين حكومة المستقيل (هادي) أو ما تسمى بـ “الشرعية” المدعومة من السعودية، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، إلا أن التهديدات لا زالت تجسد حالة العداء المتصاعد الذي فشلت دول التحالف في وأده أو التخفيف منه على الأقل.
الاتفاق الذي جاء بعد أحداث دامية بين الطرفين في اغسطس الماضي، لم تنفذ بنوده المتفق عليها؛ بل على العكس تصاعدت التهديدات والحملات الإعلامية ضد كل طرف؛ فالانتقالي يُهدد بطرد الشرعية والأخيرة ترد باجتياح عدن.
ووفقًا لوكالة “سبوتنك” الروسي الذي أفرد تقريرًا عن فشل الاتفاق، فإن أهم وأبرز البنود لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع ومنها تشكيل حكومة كفاءات لا تتعدى24 وزيرًا، يعينهم المستقيل (هادي) بالتشاور مع رئيس الوزراء خلال شهر من التوقيع على تلك البنود، إلا أن المهلة انتهت دون نتائج وتطبيق فعلي للاتفاق.
تهديدات الانتقالي مجرد ثرثرة
في لقاءات أجرتها “سبونتك” قال عبد الستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن: إن تهديد الانتقالي بالتصعيد في الجنوب، مجرد ثرثرة، كونه غير قادر على أن يذهب بعيدًا بفرض مكتسبات جديدة، وأن أي تحرك للانتقالي سيطيح بالعديد من مكاسبه سواء على الصعيد الإداري أو العسكري.
وأضاف الشميري: يعلم الانتقالي جيدًا أن القوات المرابطة في عدن قوات سعودية ومن الصعب أن يحتك معها، خاصة وأنه لا يملك الكثير من الأوراق لكي يقوم بأي مخطط.
مؤكدًا بأن قيادات الانتقالي لا يملكون حاليًا سوى العودة إلى الضامن للاتفاق وهي الرياض لطرح الملف لديها من جديد من أجل عقد جلسة أخرى أو دفع الرياض لحكومة (هادي) من أجل تنفيذ الاتفاق.
وعن عودة الاشتباكات إلى عدن قال رئيس مركز جهود للدراسات : إن الحرب حتى الآن إعلامية، فيما تظل التهديدات بالاشتباك بين الجانبين قائمة، كون الانتقالي انشغل بأوضاعه بعد أن تم تفكيك بعض قواته ودمجها مع الجيش، حد تعبير الشميري.
من جهة ثانية قال عبد العزيز قاسم قيادي في الحراك الجنوبي : إنه لا خيار أمام المجلس الانتقالي سوى مكاشفة ومواجهة الشارع الجنوبي، بكل التعقيدات والضغوط التي يواجهها من قبل المجتمعين الإقليمي والدولي وتحديدا التحالف، خاصة وقد بات مدانًا أمام الجنوب، وقابعًا في المنطقة الرمادية دون تحديد موقف واضح من اتفاق الرياض.
وتابع قاسم: إن الانتقالي أمام خيار المواجهة مع الشرعية أو الشعب، فالأصوات بدأت ترتفع ضد السعودية، بل ووصلت بعضها إلى مطالبة الرياض بإنهاء وجودها في عدن، وطالبت بعودة القوات الإماراتية بدلًا عنها.
بدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي قاسم عسكر أن هناك اجراءات حاسمة سيتم اتخاذها، عقب الخامس من فبراير الجاري، موعد انتهاء مهلة اتفاق الرياض، وأن هذه الاجراءات تشمل خطط عسكرية وإدارية وسياسية.
مضيفًا: إن لم يحدث تطور قبل الخامس من فبراير/شباط الجاري بشأن تنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع مع التحالف والشرعية، هناك خطة لدى الانتقالي لإدارة الجنوب بشكل واضح وصريح، وسوف يستخدم كل الوسائل المتاحة له بما في ذلك طرد المليشيات التابعة لحزب الإصلاح، وإخراج ميليشا حكومة هادي بالقوة.
هذا وكانت حكومة المستقيل (هادي) و(المجلس الانتقالي الجنوبي)، وقعا، برعاية سعودية، في الخامس من نوفمبر الماضي، اتفاق الرياض لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري بينهما على خلفية سيطرة قوات المجلس على العاصمة المؤقتة عدن في العاشر من أغسطس/آب الماضي، عقب مواجهات دامية مع الجيش اليمني استمرت أربعة أيام وأسفرت عن سقوط 40 قتيلاً و260 جريحاً، بحسب الأمم المتحدة.