أولئك الذين كانوا يتقلدون المناصب العالية، وكانوا هم المسؤولين عن حماية الشعب اليمني وعن أمنه واستقراره، وتحرره من الوصاية الخارجية والاستعمار، وكانت مهامهم القبض على العملاء والخونة والفاسدين والمجرمين.
وأولئك من ترعرعوا على عرش هذا الوطن، وتربوا في أحضانه، من أكلوا من خيراته وموارده بِشرَه عجيب وبطش شديد، ثم لما احتاج إليهم واستنجد بهم لحمايته ممن يستبيح دمه وينتهك عرضه ويبسط نفوذه ويخترق سماه، ويزحف على أرضه، ويفرض سيادته؛ تخلوا عنه وذهبوا لبيوتهم وكأنهم لم ينشئوا فيه ويأكلوا من خيراته من أجل حمايته، بل سولت لهم أنفسهم أمرا أكبر من ذلك بكثير، وهو الارتماء في أحضان العمالة والخيانة والارتزاق، وباعوا أوطانهم بثمن بخس، فلم تركوه في حاله وحسب، بل أنهم جعلوا من أنفسهم أداوت بين يدي من يحتلوا بلادهم ليحركهم كيف يشاء وأنّ شاء.
القوسي.. خائن برتبة لواء
اللواء محمد عبد الله القوسي الذي كان وزيرا لوزارة الداخلية اليمنية، بعد أن باع نفسه لتحالف العدوان على اليمن أصبح هو من يحشد ويدرب ويأهل من كانوا ضباطا لديه في الوزارة يحملون على عاتقهم مسؤولية أمن وسلامة البلاد في القيام بأعمال تخريبية وتدميرية في العديد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة أنصار الله، بل وفي مختلف المجالات التعليمية والإعلامية وغيرها من المجالات التي تثير الفوضى وتزعزع أمن واستقرار هذه المناطق التي تنعم بالأمن والاستقرار بعد أن فر منها هاربا متوجسا خائفا ذليلا.
عشرات الأشخاص تم إلقاء القبض عليهم في مختلف المؤسسات الحكومية وهم يقومون بأعمال إجرامية وتخريبية، كان أغلبهم ضباطا في وزارة الداخلية، فكيف انقلب السحر الساحر، وبدلا من أنهم كانوا يقومون بملاحقة المجرمين والقبض عليهم، أصبحوا هم المجرمون الذين لطالما بحثوا عن أنفسهم كثيرا عندما كانوا في مناصبهم يمارسون الفساد ويأكلون أموال الناس بالباطل، ولكن الباطل كان زهوقا.
انجاز عظيم
عملية “فأحبط أعمالهم” التي أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اليمنية العميد/ عبد الخالق العجري والتي وصفها بالكبرى هي إنجاز عظيم وتعتبر صفعة قوية لقوى التحالف خاصة بعد أن اغلقت أمامه أبواب الأمل الضعيف في الجبهات العسكرية.
وبحسب العقيد/ نجيب العنسي مدير مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أن هذه الخلايا الإجرامية كان العدوان معول عليها بالتزامن مع إعداد جبهة نهم للتقدم نحو العاصمة صنعاء وتصدى لهم الجيش واللجان الشعبية وحقق انتصارا عظيما في العملية النوعية ” البنيان المرصوص”.
ماذا يقول قانون الجرائم والعقوبات؟
لنقف قليلا على قانون الجرائم والعقوبات الماسة بأمن الدولة لنرى اين موقع الخلايا التخريبية المتورطة في خيانة الشعب والوطن والتي تم القبض عليها من قبل رجال الأمن وتم الإعلان عنها مساء السبت الموافق 15/ فبراير / 2020.
في قانون الجرائم والعقوبات اليمني المادة (126) وتنص على الآتي ” يعاقب بالإعدام ويجوز مصادرة بعض أو كل أمواله كل من تعمد بارتكاب فعل لقصد إضعاف القوات المسلحة بأن :
1- خرب أو اتلف او عطل أحد المواقع أو القواعد أو المنشآت العسكرية أو المصانع أو البواخر أو الطائرات أو طرق المواصلات أو وسائل النقل أو المرافق أو الذخائر الأدوية أو غير ذلك مما أعد للدفاع عن البلاد أو مما يستعمل في ذلك.
2- أذاع أو بيانا أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو عمل على دعاية مثيرة وكان من شأن ذلك كله الحاق الضرر بالاستعدادات الحربية للدفاع عن البلاد أو العمليات الحربية للقوات المسلحة أو إثارة الفزع بين الناس، وإضعاف الروح المعنوية في الشعب.
3- أفشى سرا من أسرار الدفاع عن البلاد.
مادة (127) يعاقب بالإعدام ويجوز مصادرة كل أو بعض أمواله:
1- اليمني الذي يلتحق بأي وجه للقوات المسلحة لدولة في حالة حرب مع الجمهورية.
2- من سلم أحد أفراد القوات المسلحة إلى العدو أو ساعد أحد أسراه في العودة إلى صفوفه.
3- من أعد العدو بالجند أو الأشخاص أو الأموال أو كان له مرشدا.
مادة (128) يعاقب بالإعدام:
1- كل من سعى لدى دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لمصلحتها وكان من شأن ذلك الإضرار بمركز الجمهورية الحربي أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي.
2- كل من سلم دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لصالحها بأي صورة أو بأية وسيلة أشياء أو أخبار أو معلومات أو مكاتبات أو وثائق أو خرائط أو رسوما أو صورا مما يكون خاصا بالمصالح الحكومية والهيئات العامة أو المؤسسات ذات النفع العام، وصدر أمر من الجهات المختصة بحظر نشره أو إذاعته.
3- كل من سلم دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لمصلحتها أو أفشى إليها أو إليه بأية وسيلة سرا من أسرار الدفاع عن البلاد أو سعى بأي طريقة للحصول على سر من هذه الأسرار وإفشائه أو تسليمه لدولة اجنبية أو لأحد ممن يعملون لمصلحتها.