خاص//وكالة الصحافة اليمنية//
منذ قتل صالح في ديسمبر الماضي والحزب يعاني من غيبوبة سياسية واعلامية بالرغم من تكليف قيادة جديدة للحزب مطلع يناير الماضي، عدا بعض الإشاعات التي يطلقها ناشطين من هنا وهناك، فأصبحت قواعد المؤتمر الشعبي العام عرضة للابتزاز السياسي والعاطفي من قبل المحسوبين على الحزب وإن من خارج الحدود.
ومع أن قواعد الحزب ومحبي الرئيس الأسبق لم تشفى عواطفهم التي جُرحت عميقاً بعد تأكدهم من أن التسجيل الصوتي الذي زعمت قناة اليمن اليوم_فرع القاهرة أنه تم تسجيله قبل مقتل صالح بيوم وأنها ستبثه قريباً كان مجرد كذبة، عادت نفس الشخصيات التي فرت الى القاهرة للانضمام الى “الشجاع اليوم” لتشيع كذبة أخرى مفادها أن “العميد أحمد علي عبدالله صالح سيلقي كلمة هامة قريباً”، وهو الأمر الذي لقي تعاطفاً وتصديقاً واسعاً لدى عامة المؤتمريين المحبين للزعيم ونجله.
الأسوأ في الكذبة الأخيرة أنها تزامنت مع حملة قوية كان قد دشنها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع العميد ومطالبة الأمم المتحدة برفع العقوبات عنه، ومع دخول كذبة الخطاب على الخط، ترك الناشطين حملة التضامن وضبطوا تردد شاشاتهم على قناة “الشجاع اليوم” في انتظار خطاب العميد المرتقب.
وبعد أيام من إطلاق طاقم قناة الشجاع للكذبة الثانية خرج عادل الشجاع نفسه ليقرأ على مشاهديه بياناً نسبه للعميد، ليعبر نشطاء المؤتمر اليوم عن سخطهم وغضبهم من الشجاع وأمثاله من الإعلاميين الذين باتوا يكذبون عليهم ويستغلونهم ويلعبون بأعصابهم، وذهب بعضهم للتحذير من التعاطي مع طاقم القناة التي قالوا أنهم مجموعة صحفيين تم طرد بعضهم من مكتب الرئيس السابق قبل سنوات وأشهر، وبعضهم فر مؤخراً من صنعاء بحثاً عن الشهرة ولهاثاً خلف المال والمصالح الخاصة.
وبسخرية لاذعة علق أحد الناشطين بالقول “إن المؤتمريين دشنوا كذبات العام 2018م قبل موعدها، فبدلاً من نشرها في أبريل القادم قرروا نشرها في فبراير الحالي”، وذهب آخرين للقول بأن اعلامي المؤتمر هواة تصوير ومنشورات وظهور تلفزيوني وكل واحد منهم يحاول أن يظهر وكأنه صاحب القرار في الحزب.
تأتي مثل هذه الإشاعات في ظل غياب رسمي لإعلام مؤتمري تابع فعلاً لقيادة الحزب، فهؤلاء الناطقين المتجولين باسم المؤتمر استفادوا من حالة الانقسام التي شهدها الحزب بعد مقتل رئيسه السابق، ولأن الاعلاميين الذين كانوا من المقربين صالح فر كل منهم الى جهة، فمنهم من استقر في عدن للعمل مع حكومة بن دغر وطارق صالح، ومنهم من وصل للرياض للانضمام لـ “شرعية هادي وعلي محسن” والعمل معهم وتحت رايتهم، ومنهم من وصل الى القاهرة للعمل مع الشجاع في القناة الممولة من الإمارات.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه المؤتمريين لصدمات متلاحقة من مقتل صالح الى الزعم بأن له خطاب مسجل الى الإعلان عن خطاب لنجله، هناك عقلاء في المؤتمر لا ينجرون لمثل تلك الشائعات ولا يتعاطون معها، كما يقلل الكثير منهم من أهمية بث خطاب سواء مسجل لصالح أو مباشر لنجله كون المعادلات السياسية تغيرت جذرياً بعد أحداث ديسمبر.