تقرير خاص: عبدالملك الهادي: وكالة الصحافة اليمنية//
السعودية فشلت في الاستفادة من مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، عشية ذكرى ثورة 21 سبتمبر، وراحت تتحايل على المبادرة بمختلف الوسائل.. وقد دفعت الثمن غالياً .
لقد أظهرت سنوات الحرب الخمس في اليمن إن السعودية كيان هش، ومجرد وحش من ورق لا أكثر، رغم ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة التي تمتلكها، ورغم أنها حشدت لحربها في اليمن قوى الشر العالمية وعشرات الآلاف من المرتزقة دوليين ومحليين.. وحين تمرغت السعودية داخل اليمن، وكشف الجيش اليمني واللجان الشعبية عن أنها ليست إلا فقاعة إعلامية ينفخها المال وتفضحها الحقائق في ميادين المعارك.
وصباح الأحد الفائت، كانت قيادة الدولة اليمنية في صنعاء تزيح الستار عن 4 منظومات دفاع جوي جديدة.. الإعلان لم يكن إعلان حرب بمقدر ما كان تأكيداً على أن موازين المعركة تغيرت، وأن اليمن الجديد لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي عدوان أو انتهاك لسيادته وغزو لأراضيه ونهب لثرواته.
فرصة أخيرة لم تستغل
يرى خبراء في السياسة اليمنية الخليجية، إن مبادرة المشاط الخاصة بوقف العمليات العسكرية التي تستهدف العمق السعودي، كانت بمثابة طوق نجاة وفرصة أخيرة.. مشيرين إلى أن “السعودية لم تستغلها جيداً وتعاملت معها بغطرسة حمقاء”.
يقول الناشط السياسي عباس علي، إن “المشاط مد يده بالتحية لجارة سوء لم تخوض حربها في اليمن بشرف، ورغمذلك أراد المشاط والقوى الوطنية اليمنية منح السعودية فرصة لإنقاذ نفسها من هزيمة نكراء باتت وشيكة”.
جاءت المبادرة في توقيت مثالي، وكان واضحاً أن صنعاء أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل 5 أعوام، في حين أصبح بكاء السعوديين وعويلهم ورعبهم من الصواريخ الباليستية اليمنية مثار سخرية العالم.
توقيت مثالي
ويشير عباس علي إلى أن المبادرة جاءت في وقت تتلقى فيه السعودية طعنات غادرة من حليفتها الرئيسية في تحالف العدوان، كما وأنها ظهرت على حقيقتها ..عاجزة وهشة.. ولا تجيد إلا حبك المؤامرات والدسائس وشراء الذمم.. وما هو أكيد أن الساحر ينقلب على الساحر ولو بعد حين”.
وأضاف علي:” لم يكن أمام السعودية إلا رد تحية المشاط بمثلها أو أحسن منها.. واغتنام المبادرة بذكاء سياسي، لأن الحرب واستمرارها لا معنى لها إلا مملكة مدمرة”.
سريع يكشف والعجري يوضح
مساء الجمعة 21 فبراير الجاري، كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عن عملية توازن الردع الثالثة داخل العمق السعودي.
عملية توزان الردع الثالثة نفذت بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد 3 وصاروخين من نوع قدس المجنح وصاروخ ذو الفقار الباليستي بعيد المدى استهدفت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أخرى في ينبع أصابت أهدافها بدقة عالية.
“العملية جاءت كرد طبيعي ومشروع على جرائم التحالف والتي كان آخرها جريمة الجوف” هكذا قال العميد سريع، وقد توعد السعودية التي تقود عدواناً غاشماً على اليمن بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمرت في عدوانها وحصارها على اليمن.. ووعود ووعيد سريع لا تكذب وليست للاستهلاك الإعلامي، ولا تخلف مواعيدها أبداً، والرياض تعرف ذلك جيداً.
وخرج عضو الوفد الوطني عبدالملك العجري، معلقاً على عملية توازن الردع الثالثة، كاشفاً عن ما بين سطور العملية من رسائل سياسية وحربية بالغة الأهمية.
العجري قال إن “دول التحالف تثبت يوما بعد آخر أنها غير قادرة على التعافي من تقديراتها الخاطئة”.
ويضيف :”كما اخطأت دول التحالف في قراءتها لنتائج، عدوانها تخطئ مرة أخرى في النظر لمبادراتنا الايجابية مجرد فرصة للدخول في تلهية تكتيكية وافراغها من مضمونها لتخدير المجتمع الدولي وترتيب اوضاعها الداخلية واستكمال الحصار”.
عملية ثالثة.. وماذا بعد؟
ما الذي أضاعته السعودية عندما لم تتعامل مع مبادرة المشاط بحصافة؟ يؤكد الكاتب محمد الحاضري إن “السعودية ضيعت فرصة سلام لن تتكرر مرتين، مؤكداً أن عملية توازن الردع الثالثة ليست إلا البداية”.
وقال الحاضري، في مقال نشره موقع “المسيرة نت”، أنه وعلى” مدى خمسة أشهر من عمر المبادرة اليمنية لم تبدي السعودية أي تجاوب متجاهلة تحذيرات المسؤولين اليمنيين المتكررة، كتلك التي أطلقها وزير الدفاع العميد محمد العاطفي في الثامن من ديسمبر مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية استكملت كـل جوانب البناء التي تؤهّلُها لشن هجوم استراتيجي شامل يشل قدرات العدو، منوها أن الجهوزية والاستعداد القتالي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل تقديم قيادتنا السياسية للمبادرة التي انطلقت منموقع القوة، وأكد أن الصناعات العسكرية اليمنية تمضي في سباق مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وبخبرات وكوادر فنية يمنية خالصة”.
وأضاف الحاضري:”على عكس ما جاء على لسان مسؤولين سعوديين من تجاوب إيجابي مع مبادرة السلام والدخول في تهدئة إلا أنه على الأرض استمرت السعودية في ديدنها فكانت مقاتلاتها الحربية تشن الغارات على الأراضي اليمنية، كما استمر دعمها لعملائها ومرتزقته، وأوعزت للمرتزقة التصعيد في جبهات القتال وخصوصا في جبهة الساحل الغربي وجبهة نهم التي شن مرتزقتها زحفا واسعا انقلب عليهم بهجوم معاكس للجيش واللجان الشعبية تكلل بتطهير كامل مديرية نهم، وقد شن الطيران السعودي الحربي 250 غارة حينها لمساندة مرتزقته، وردا على الغارات قصفت القوات المسلحة اليمنية مطارات ومنشئات حيوية في نجران وجيزان وعسير، وفقا للعميد يحيى سريع خلال إعلانه لعملية البنيان المرصوص الشهر الماضي”.
عدو على حافة الهاوية
لا مخرج للسعودية في اليمن إلا الخروج من حرب اشعلتها ولم تستطع اطفائها .. ولعل رسائل صنعاء الباليستية دليل واضح على أن استمرار العدوان على اليمن ليس إلا مغامرة ستوصل السعودية ومرتزقتها إلى الهاوية، وقد باتوا على حافتها.