في مواجهة عدو غادر، كان على الجيش اليمني واللجان الشعبية العمل على تطوير قدراته الدفاعية والهجومية، وذلك ما حصل فعلاً.. وباستمرار يخرج متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع بمؤتمر صحافية كاشفاً عن منظومة اسلحة جديدة صاروخية ومسيرة، منها ما تم تصنيعها أو تطويرها بواسطة خبراء يمنيين.
وفي سطور هذا التقرير تستعرض ” وكالة الصحافة اليمنية” كيف دخلت الطائرات اليمنية المسيرة المعركة، وماهي أنواعها وكيف نكلت بالعدو في عمليات نوعية.
في الـ26 من فبراير 2017 دشن سلاح الجو اليمني في صنعاء أولى معاركه الجوية ضد التحالف بطائرة هجومية و3 استطلاعية.. كان 2017 عام دخول الطيران المسير المعارك بعد 700 يوم من الحرب التي شنتها قوات التحالف.
الأربع الطائرات هي “قاصف1 الهجومية وبجانبها 3 طائرات من دون طيار، تقوم بمهمات الاستطلاع أطلقت عليها«هدهد1» و«راصد» و«رقيب» في المعرض الأول لطائرات بدون طيران المسيرة الذي افتتحه الرئيس الشهيد صالح الصماد.
باكورة الإنتاج الحربي
كشفت دائرة التصنيع العسكري في وزارة الدفاع اليمنية آنذاك أن الطائرات الأربع هي باكورة لبرنامج وطني حديث الانشاء باتت تمتلكه دائرة التصنيع العسكري لأول مرة في تاريخها الطائرات الهجومية “قاصف1″، يبلغ طولها
250 سم وجناح بطول 300 سم ، وبزمن تحليق يُقدر بـ 120 دقيقة ، بمدى 150 كم. مُزوّدة بنظام ذكي لرصد الهدف، بإمكانها حمل رأس حربي زنة 30 كيلو جرام.
أما موصفات طائرات الاستطلاع”هدهد1 “.. فيبلغ طول البدن 150 سم، وجناح بطول 190 سم ، وبزمن تحليق جوي 90 دقيقة، بمدى 30 كيلو متر . تتمتع بصُغر مقطعها الراداري ما يصعب من عملية اكتشافها، صُغر كمية الإشعاع الحراري، ما يُقلل من احتمالية إصابتها بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء ..أما طائرة “رقيب “، فيبلغ طولها 100 سم ، وهي ذات جناح بطول 140سم وبزمن تحليق 90 دقيقة وبمدى 15 كم، وتتمتع بنظام دقيق للرصد والتعقب باستخدام الليزر وذات تقنيّات تصوير متعددة تُستخدم في المناطق الوعرة وتُرافق كتائب المشاة.
أما طائرة “راصد” التي يبلغ طولها 100 سم، فهي بجناح طوله 220 سم، بزمن تحليق جوي 120 دقيقة، بمدى يصل إلى 35 كيلو متر، مُزوّدة بأحدث تقنيّات التصوير الفوتوغرافي ونظام خاص بالمسح الجغرافي ورسم الخرائط ، ذات محرك كهربائي.
لم تمضي سوى بضعة أسابيع حتى أعلنت القوات الجوية في صنعاء، في الـ 11 من أبريل 2017، عن قصف منشأة نفطية لشركة «أرامكو» في جيزان ومطار أبها في عسير بطائرات مسيرة.
في ذلك الوقت أكدت وسائل إعلام سعودية وناشطون تعطل حركة الملاحة الجوية في المطار لساعات.. وبعدها، خرج الناطق الرسمي لـ«التحالف»، المالكي، ليندد بالعملية ,وتوالت عمليات سلاح الجو المسير من صنعاء، التي قصفت في الـ 19 من أبريل 2018 منظومة «باتريوت» (PAC-3)، ومركز قيادة القوات الإماراتية في المخا وموشج بطائرة مسيرة «قاصف 1»، مسيرات صماد بعيدة المدى انجاز نوعي وتطور فاجئ العدو وأذهل العالم في انجاز نوعي جديد.
طائرة بعيدات المدى
مطلع يونيو 2018 أزاحت صنعاء الستار مطلع يونيو 2018م عن سلسلة طائرات مسيرة بعيدة المدى حملت أسماء متعددة “صماد1 ، صماد 2 ، صماد3″ و”قاصف ” K2، وتم عرضها في معرض الشهيد الصماد الذي افتتحه الرئيس المشاط واحتوى على نماذج للصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الجديدة.
ووفقاً للمتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، فإن مواصفات الطائرات الجديدة، كطائرة صماد 3 هجومية بمدى يصل من 1500 إلى 1700كم وتم تجريبها بعدة عمليات ناجحة استهدفت مطارات سعودية وإماراتية”، ويمكن أن تنفجر من أعلى إلى أسفل أو تصطدم مباشرة بالهدف وتحتوي على كميات مناسبة من المتفجرات”.
وأوضح سريع أن طائرة صماد 3 تمتاز بتكنولوجيا متطورة بحيث لا تستطيع المنظومات الاعتراضية كشفها.
وكشف سريع أيضاً عن مميزات طائرة صماد 1، وهي طائرة مسيرة استطلاعية تستطيع الوصول إلى أكثر من 500كم ولها قدرة على رصد الأهداف مباشرة إلى غرفة العمليات.
فيما تتصف طائرة “قاصف “K 2 : بأنها مُتشظية لها قُدرة على تضليل أنظمة الرادار في التقاطها.. تنفجر الطائرة من أعلى إلى أسفل بمسافة 20 متراً ، بمدى مؤثر وقاتل يصل ما بين 80 × 30 متراً وتمتاز بقدرتها على حمل كميات مُناسبة من المُتفجرات بهدف مُضاعفة قوتها التدميرية.
نقلة نوعية
في 2018، شهد الطيران المسيّر نقلة نوعية؛ فمن طائرات استطلاعية بدائية وبمدى 1 كيلو متر إلى طائرات متوسطة وكبيرة وبمديّات طويلة، وهجمات أكثر دقة في الداخل اليمني والسعودية والإمارات، أبرزها استهداف مطار أبوظبي في يوليو ومطار دبي في سبتمبر.
أما العام 2019 فقد شهد تحولاً نوعيّاً وكميّاً في هجمات “الدرون” حيث أعلنت صنعاء 2019م “عام الطيران المسّير”، مؤكدة القدرة على إنتاج طائرة كل يوم.
وكان النصف الأول من 2019 كان حافلاً بالمفاجآت والهجمات، أهمها نجاح طائرة “قاصف k2” من اختراق احتفال عسكري في قاعدة العند الاستراتيجية في 10 يناير ، ما أدى إلى مقتل رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد طماح ونائب رئيس الهيئة في حكومة هادي و6 من الجنود والضباط.
وفي 12 مايو تعرض شركة أرامكو لهجوم من 7 طائرات مسيرة دفعة واحدة نوع (صماد2)، لتدعو السعودية لعقد ثلاث قمم(خليجية وعربية وإسلامية) في مكة.
وقد مثل وصول الطائرة المسيرة إلى أرامكو في الرياض خرقاً للحرب الإلكترونية والقوات الجوية والدفاع الجوي كون العملية أتت بعد مسح و تحديد وعودة لطائرات الاستطلاع بالمعلومات وبدون علم النظام السعودي.
2500 عملية هجومية
قرابة 2500 عملية هجومية واستطلاعية لسلاح الجوي خلال عامي 2018 – 2019مخلال العام 2018 نفذ سلاح الجو المسير 38 عملية هجومية منها ثمانية وعشرون عملية استهدفت قوات التحالف في الداخل و10 عمليات استهدفت منشآت عسكرية في السعودية والامارات.
وبحسب ناطق الجيش العميد سريع، تخللها عشرات العمليات المشتركة منها عمليتان مع القوة الصاروخية وعملية مشتركة مع القوة الصاروخية ووحدة المدفعية ,وعمليتان مشتركة لسلاح الجو المسير مع وحدة المدفعية.
وفي 2019م كشف العميد سريع أن القدرة الهجومية لسلاح الجو المسير تضاعفت بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق ، مؤكدا ان عمليات سلاح الجو المسير خلال العام 2019م بلغت 2426 عملية منها 2087 عملية استطلاعية و 5 عمليات هجومية نوعية مشتركة مع القوة الصاروخية أكدت القدرة والكفاءة على تنفيذ ضربات موجعه للعدو و 196 عملية استهدفت قواعد ومنشآت ومطارات العدو منها عملية العند والمخا والجلاء وكذلك استهداف المطارات والمنشآت العسكرية السعودية و92 عملية نوعية منها عملية استهداف حقل الشيبة وتوازن الردع الأولى وعملية التاسع من رمضان وتوازن الردع الثانية فيما بلغ عدد العمليات المشتركة لسلاح الجو المسير مع سلاح المدفعية 46 عملية.
بداية هجومية
ودشنت القوة القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير العام الجاري2020، بعملية هجومية نوعية في 21 فبراير الجاري.
وكشفت القوات المسلحة اليمنية أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير نفذتا عملية مشتركة في العمق السعودي أسمتها “عملية توازن الردع الثالثة”.
وأكد بيان القوات المسلحة الذي أعلنه ناطق الجيش اليمني العميد يحيى سريع ، أن عملية توازن الردع الثالثة نفذت بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى.
وقال سريع : “عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية”.