المصدر الأول لاخبار اليمن

الهدف الحقيقي من دعوات إيقاف الحرب على اليمن من قبل الدول والمنظمات المؤيدة للسعودية

تحليل خاص//وكالة الصحافة اليمنية//

في الوقت الذي تستمر فيه دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد اليمن بالتحشيد العسكري والتصعيد في أكثر من جبهة _ تعمد بعض الدول والمنظمات المؤيدة للسعودية للحديث عن الجانب الانساني في اليمن والتطرق لمعاناة المواطنين جراء الحرب والحصار وترفع بعض الدول والمنظمات أصواتها عالياً للمطالبة بوقف الحرب على اليمن والبدء بالتركيز على الاعمال الانسانية والخيرية وتدفق المساعدات، كما تبشر بعض تلك الدول والمنظمات بقرب ايقاف الحرب واحلال السلام.

هذه الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها دول التحالف تنطوي على أهداف عسكرية خطيرة وتحمل في تناقضاتها أكثر من بعد سياسي وعسكري قد لا ينتبه له الكثير من اليمنيين الذين وقفوا منذ اليوم الأول في وجه السعودية ومن معها، كون هذه الاستراتيجية تدغدغ مشاعر اليمنيين عن بُعد “بواسطة المنظمات والدول شبه المحايدة” وتعدهم بقرب الفرج والسلام وعودة المياه الى مجاريها، وتغطي على عمليات التحشيد والتصعيد التي تقوم بها السعودية والامارات في مختلف الجبهات.

والأمر الأكثر خطورة الذي قد تصنعه تلك الاستراتيجية يتمثل في تصديق المجتمع اليمني لتلك الاصوات البعيدة والمنفردة التي تدعو الى السلام وتبدي تعاطفاً انسانياً، وبمجرد تصديق المجتمع لتلك الاصوات والدعوات سيبدأ حتماً بالتخاذل عن القيام بدوره في مواجهة العدو سواءً بالمال أو بالرجال والسعي وراء المساعدات وأغصان الزيتون، ويركض خلف الجزرة التي رسمتها السعودية في هولندا أو غيرها من دول أوروبا.

ومن المؤكد بأن المواطن اليمني الذي تضرر خلال ثلاث سنوات من الحرب سيعلق آمال عريضة على أي حالات تضامن أو وعود بتوقف تلك الحرب التي هدت بيته ووطنه وقتلت نساءه واطفاله، لذلك يجب على الشعب اليمني عدم التعامل مع تلك الدعوات والوعود الكاذبة والاستمرار في التعبئة والتحشيد ودعم الجبهات بقدر ما يستطيع، وألا يركن على الدول التي أيدت وباركت قتله، بل عليه ألا ينتظر منها كسرة خبز أو قطرة دواء لأنها هي التي شرعنت وأيدت قتله وتدمير مقدراته ونهب ثرواته، لأنها مجرد خدع حربية هدفها تخدير الضحية ريثما يكمل المجرم جريمته وتحقيق هدفه.

ولقد أصبح لدى الشعب تجارب كثيرة مع تلك المبادرات والهدن والمفاوضات التي ثبت على أرض الواقع أنها لم تكن سوى تكتيكاً سياسياً لتفكيك المجتمع والسيطرة على غضبته والتحكم به لتحقيق أهداف عسكرية بحته في أكثر من منطقة يمنية.

ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإن اليمنيين لن يركنوا ولن يتوقفوا عن التحشيد والتصعيد المضاد والقتال في كافة الجبهات حتى في حال تبنت الأمم المتحدة أي مفاوضات أو مباحثات، لأنهم قد وقعوا في فخ المفاوضات والنداءات الانسانية أكثر من مرة وخسروا مناطق ومواقع استراتيجية مهمة ما كان لهم أن يخسروها إلا بفضل الخداع السياسي والتضليل العسكري الذي تبنته وأشرفت عليه منظمات الأمم المتحدة أثناء مفاوضات الكويت وجنيف وغيرها.

وبحسب تقرير نشرته “يورونيوز” اليوم الخميس فإن
الخطة الانسانية التي أعدتها الرياض وحددث لها مبلغ ثلاثة مليار دولار مجرد حيلة لصرف الأنظار الدولية عن الخسائر البشرية التي خلفها طيران التحالف الذي تقوده الرياض ضد اليمن منذ ثلاث سنوات.

كما اعتبر مراقبون الحديث عن تحرك نواب في الكونجرس الامريكي لطرح قرار يقضي بضرورة وقف مشاركة بلادهم في الحرب الدائرة في اليمن وغيرها من التحركات الفردية في أكثر من برلمان أوروبي مجرد عمليات تخدير الهدف منها تثبيط عزيمة اليمنيين وتدمير نفسياتهم القتالية التي تحلوا بها منذ 26 مارس 2015م.

قد يعجبك ايضا