تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
أصبح من الواضح، أن التحركات السعودية في محافظة المهرة شرق اليمن، تأتي في اطار خدمة الاطماع الأمريكية الإسرائيلية في بحر العرب جنوب الجزيرة العربية.
زيارة مستشارة الرئيس الأمريكي السابق، المحامية فرانسيس تاونسند، والوفد المرافق لها، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، واستقبالها من قبل قائد قوات الاحتلال السعودي،بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للاحتلال السعودي في المهرة، يجعل من الزيارة الأمريكية أمراً مثيراً للارتياب من وجهة نظر الكثير من المراقبين.
إلا أن ما يثير السخرية، أن أحد المغردين السعوديين في موقع “تويتر”، أفاد بأن “زيارة مستشارة الرئيس الأمريكي”، إلى المهرة، جاءت للاطلاع على تنفيذ المشاريع الإنسانية التي تنفذها السعودية.”
مستشارةالرئيس الأمريكي السابق المحامية فرانسيس تاونسند تصل المهرة والوفد المرافق لها في زيارة وتتفقد المشاريع التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعماراليمن ورافقها م/سالم العبودي وكيل محافظة المهرةللشؤون الفنيةوم/عبدالله باسليمان مديرالبرنامج السعودي لتنمية واعماراليمن بالمهرة. pic.twitter.com/WONkvmbaF6
— Sadekmetan (@sadekmetan) March 3, 2020
مثل تلك التبريرات للزيارة الغامضة، اصبحت لا تنطلي على أحد، لاسيما أنها تأتي بالتزامن مع تصاعد الهجمات المسلحة ضد آليات عسكرية سعودية، الذي شهدته المحافظة خلال الأسبوع الماضي.
وتسعى السعودية بعد فرض سيطرتها على ميناء نشطون نهاية العام 2017، والمنافذ البرية، إلى تنفيذ مشروع مد أنابيب النفط الخاصة بها عبر أراضي المهرة اليمنية، وصولا إلى بحر العرب، هروبا من التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز.
منذ الوهلة الأولى لسيطرة السعودية على المهرة، عززت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، من تواجدهما في المهرة، بإرسال عدد من ضباطها العسكريين، تحت ما يسمى تقديم الدعم والمساندة للقوات السعودية، وذلك بعد أيام من وصول قوات الأخيرة إلى مطار الغيضة، وتحويله لقاعدة عسكرية أمريكية بريطانية على البحر العربي في نوفمبر 2017م.
مراقبون اقتصاديون اعتبروا أن التواجد الأمريكي البريطاني السعودي في المهرة، يأتي في إطار التموضع العسكري الأمريكي أمام التهديدات العسكرية الإيرانية من جهة، وشرعنة الاحتلال السعودي للمحافظة.
ويرى ناشطون سياسيون من ابناء المهرة، أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز حالة التوتر الأمني، عبر الدفع بعناصر القاعدة الذين ترعاهم واشنطن، إلى التظاهر بالاستفزاز من الزيارة والتدخل الأمريكي في المهرة، بما يؤدي إلى تعزيز التواجد العسكري لقوات الاحتلال بحجة ” مكافحة الارهاب ” في المهرة .
وكان تقرير لـ”صحيفة ناشيونال انترست”، مطلع 2019، قد تحدث بأن السعودية استقدمت عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إلى المهرة، وتجنيدهم ضمن ما يسمى “خفر السواحل” و “القوات الخاصة”، بعد اتفاق الإمارات مع عناصر “القاعدة” عقب سيطرتهم على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت عام 2017م.
خلال الفترات الماضية، ظلت المهرة بعيدة عن الصراعات السياسية، وخلوها من عناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” الإرهابيين، إلا أن التواجد الأمريكي البريطاني، واستمرار التعزيزات العسكرية السعودية، يضع تساؤل حول المشهد الأمني القادم في المهرة !!