على مدى عقود ظلت السعودية تعرقل التنقيب عن النفط في محافظة الجوف اليمنية ، والذي قد يحول اليمن في حالة إستخراجه الى أكبر منتج للنفط في المنطقة .
حيث كشفت دراسة جيولوجية حديثة بعنوان ” الكنز المخفي في اليمن ” أعدتها شركات مسح عالمية متخصصة في الاستكشافات النفطية 1992 عن ان أكبر منبع نفط في العالم يوجد على الحدود السعودية اليمنية ، و تحديداً في محافظة الجوف اليمنية ، حيث يمتد جزء بسيط منه إلى السعودية على عمق 1800 متر، إلا إنها أوضحت بان المخزون الكبير هو تحت أرض اليمن، ويُعتبر الأول في العالم، من حيث المخزون، وإذا كانت السعودية تمتلك 34% من مخزون النفط العالمي، فان اكتشاف هذه الحقول النفطية يجعل اليمن تمتلك 34% من المخزون العالمي الإضافي .
هذه الثروات النفطية الهائلة دفعت بالسعودية الى محاولة الاستيلاء على هذه الثروة الهائلة وإيقاف اليمن من إستغلال هذه الثروة ، فعقب الاتفاق بين الجمهورية اليمنية وشركة هنت للتنقيب عن حقول النفط في محافظة الجوف 1984 سارعت السعودية الى الضغط على النظام السابق لإيقاف التنقيب ، وهوما تم بالفعل حيث تم تجميد التنقيب عن النفط في المحافظة، ولأسباب غير معروفة، وتفيد المعلومات ان هذا الايقاف تم بقرار سياسي تقف وراءه السعودية .
وفي العام 2000 وقعت السعودية واليمن في مدينة جدة إتفاقية تقضي بان لايتم التنقيب عن النفط والغاز، واستخراجهما في منطقة تبعد 100 كيلومتراً عن الحدود، إلا بموافقة كلا الجانبين اليمني والسعودي لتضمن بذلك سيطرتها على المنطقة النفطية في محافظة الجوف .
وسائل أعلام كشفت نقلاً عن خبراء في مجال النفط ان السعودية إستغلت الاتفاقية الموقعة لسرقة النفط من محافظة الجوف حيث يتم إنتاج خمسة ملايين برميل يومياً من حقل الجوف ، ويتم سحبه بطريقة أفقية إلى الأراضي السعودية واستخراجه عبر الحقول النفطية الممتدة على الجهة الاخرى في الحدود السعودية .
نجحت السعودية في إبقاء نفط الجوف طي الكتمان مستغلة تبعية النظام السابق لها ، لكن وصول أنصار الله الى السلطة في العام 2014 غير المشهد تماماً فالسعوديون يعلمون ان الحاكم الجديد لصنعاء لن يقبل بسرقة النفط اليمني من قبل السعودية نهائياً ، وسيحرك ملف التنقيب عن النفط في الجوف ، لهذا سارعت في إعلان الحرب على اليمن في محاولة لإعادة الامور الى يديها ومنذ بداية حربها على اليمن جعلت محافظة الجوف من أهم المناطق لديها، ودفعت بالقوى التابعة لها للسيطرة على المحافظة لضمان بقاء سيطرتها على نفط الجوف .
سيطرة القوى التابعة للسعودية على محافظة الجوف لم تدم طويلاً فصنعاء تمكنت من تحرير محافظة الجوف مجدداً خلال الايام الماضية لتخسر السعودية المحافظة من جديد وبذلك تكون صنعاء قد قضت على الآمال السعودية في الاستحواذ على نفط المحافظة نهائياً .