تقرير//عبدالكريم مطهر مفضل//وكالة الصحافة اليمنية//
شكلت الهزائم المتسارعة لقوات التحالف في جبهات ما وراء الحدود والبقع ونهم ومحافظة الجوف، ودخول الجيش واللجان الشعبية للعديد من مناطق ومديريات محافظة مأرب ، سواء عسكرياً أو من خلال عقد اتفاقات مصالحة وتهدئة، صدمة كبيرة للولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، وميلشياتها المسلحة في اليمن، وفاقمت من الخلافات داخل جسد التحالف المتهالك.
تغيير موازين القوى عكست درجة الاحتقان
تلك الهزائم قلبت موازين القوى، في الخارطة العسكرية اليمنية والذي جاء كحصيلة حتمية لتطور الصناعات الحربية اليمنية، والانتصارات الكبيرة للقوات اليمنية في جبهات ما وراء الحدود، والجبهات الشرقية والشمالية لليمن وعدم التوقف عند انتصار عملية “نصر من الله” في وادي جبارة فحسب، بل والتقدم إلى معقل ميلشيات التحالف السياسي والاقتصادي في محافظة مأرب.
وفي حالة تعكس درجة الاحتقان في العلاقات بين قوات التحالف في اليمن،، تبادل الاعلاميين التابعين لـ “الشرعية” ونظرائهم الموالون للاحتلال الإماراتي، الاتهامات عن أسباب هزيمة قوات التحالف في اليمن.
الاتهامات السعودية والإماراتية للإصلاح
فقد حمل القيادي الجنوبي هاني البيض، نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، في تغريدة له نشرها على موقع “تويتر” اليوم الخميس، “حكومة هادي” المسؤولية في الهزائم الأخيرة التي تجرعتها قوات التحالف في اليمن، كننتيجة فشلها في ادارة الموقف، وغرقها بالفساد”.
وأكد البيض بأن الجيش واللجان الشعبية، تمكنوا من إعادة قوات التحالف و”حكومة هادي” إلى نقطة الصفر.
وأضاف البيض بهذه المحصلة الصفرية والهزائم التي تلقتها قوات التحالف، بعدت عنهم صنعاء كثيرًا، حتى أصبحت بعيدة عن أكاذيبهم في السيطرة على التباب منذ بداية الحرب على اليمن.
وهو ما ذهب إليه القيادي الجنوبي احمد عمر بن فريد، في تغريدة له نشرها على موقع “تويتر” أمس الأربعاء، بتحميل “حكومة هادي” المسؤولية الكاملة للهزائم التي تتلقاها قوات التحالف في اليمن مؤخراً، والتي جاءت نتيجة طبيعية لفساد “حكومة هادي” ، (بحسب كلامه).
وكان الإعلامي السعودي سامي العثمان، قد حمل على محسن، وقيادة حزب الاصلاح مسئولية الهزيمة التي تعرض لها التحالف في محافظة الجوف.
إعلام الإصلاح يكشر انيابه باتجاه السعودية
ومن جهة أخرى شن إعلام الإصلاح هجوماً، على نظرائهم السعوديين والموالون للإمارات، فقد اتهم انيس منصور، وهو أحد القيادات الاعلامية التابعة لحزب الاصلاح، التحالف بخذلان “الشرعية” في محافظة الجوف شمال اليمن.
واعتبر أنيس منصور، الأحد الماضي، في تغريدة نشرها بموقع “تويتر” أن السعودية تحايلت على حزب الاصلاح، من أجل اسقاط الجوف نكاية بالحزب ” على حد تعبيره، وهو موقف يكشف عن اتساع الخلافات بين النظام السعودي، وحزب الإصلاح.
بينما كشف محمد صالح المرادي أحد القيادات القبلية التابعة للتحالف في منشور على صفحته في “الفيسبوك” أن هناك معركة تتعرض لها “الشرعية” من قبل دول التحالف، ونصح محمد المرادي حزب الإصلاح بأن يبتعد عن المشهد السياسي، لأن ” الحزب تحول إلى عدو مستهدف من قبل التحالف” حد تعبير المرادي.
وأوضح المرادي في تغريدة جديدة له اليوم الخميس، بأن حزب الإصلاح، لا يتحمل مسؤولية، هزيمة التحالف في الجوف والعديد من مناطق محافظة مأرب، بقدر ما تتحملها قرارات الرئيس المستقيل “هادي” الخاطئة والتي كان أخرها، تعيين صغير بن عزيز رئيساً لأركان قواته، متهماً الإمارات ومرتزقتها بقيادة طارق عفاش الضلوع وراء تلك الانتكاسات العسكرية.
من جهته تحدث محمد عزالدين الحميري، أحد الناشطين التابعين لحزب الإصلاح، أن “الشرعية” المعتقلة في السعودية، لا يمكن أن تحقق أي انتصار، وأنه يجب التخلص من عبدربه منصور، وعلى محسن، وعدم السماح للسعودية بالكثير من التدخل في شئون اليمن.
في سياق متصل قال سفير “حكومة هادي” في اليونسكو محمد جميح أن ” سقوط الحزم عاصمة محافظة الجوف في يد الحوثيين هو انعكاس طبيعي لبقاء القيادات السياسية والعسكرية خارج الوطن”، في اشارة إلى وضع قيادة ” الشرعية” تحت الاقامة الجبرية في الرياض.
ويبدو أن القيادات الموالية للتحالف لم تدرك بعد بأن موازين القوى قد تغيرت على الأرض بعد أن فقد التحالف سيطرته على الأجواء التي عادت لصالح هيمنة “قوات صنعاء” على الأجواء، بعد التطورات الهائلة في الصناعات الحربية، للصواريخ والطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي.