تحليل | وكالة الصحافة اليمنية //
يبدو أن جرائم قوى العدوان ومرتزقتها في محافظة مأرب لم تصل إلى مسامع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي زار مناطق المحافظة الواقعة تحت الاحتلال ليخرج بتلك التصريحات التي عكست جهله بواقع الوضع هناك أو محاولة التجاهل.
ألم يعلم غريفيث بجرائم مرتزقة العدوان في حق الأسرى وتعذيبهم وقتلهم في السجون السرية التي يدير عمليات التعذيب فيها ضباط إماراتيون وسعوديون، أم لم يسمع بجرائم اختطاف المواطنين الذين وصل عددهم إلى أكثر من ألف و200 مختطف غالبيتهم من المرضى والطلاب والتجار والمسافرين الذين تم اعتقالهم في الطرقات ونهب ممتلكاتهم ويعيشون جحيماً جراء المعاملة اللا إنسانية في سجون مأرب.
أم لا يعلم بعشرات المعسكرات التابعة للغزاة والمرتزقة في مأرب والتي تنطلق منها الصواريخ والقذائف المدفعية على المناطق السكنية، ما تسبب في نزوح أكثر من ثلاثة آلاف أسرة إلى العاصمة صنعاء، وعشرات الأسر إلى مخيم الكفي بعزلة حباب في مديرية صرواح.
وهل يعلم غريفيث بأن قوى العدوان استقدمت مؤخراً 320 عنصراً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من محافظات أبين وحضرموت والبيضاء إلى مدينة مأرب؟.
لقد كشفت تصريحات المبعوث الأممي عن عدم إدراكه حقيقة الوضع في اليمن، وغيابه وفريقه عما يحدث من جرائم على الأرض.
وفي تصريحاته تلك لم يتطرق المبعوث الأممي إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين نازح يعيش معظمهم في صنعاء وإب ومحافظات أخرى، يمرون بأوضاع إنسانية مأساوية، وأنهم بحاجة إلى الدعوة لوقف العدوان ورفع الحصار ولو في محاولة لذر الرماد على العيون.
وكانت منظمات المجتمع المدني أدانت جرائم قوى العدوان ومرتزقته في اختطاف المسافرين في محافظة مأرب وما يتعرضون له من معاملة غير إنسانية.
وبحسب المنظمات يتعرض المواطنون للاختطاف من نقاط التفتيش والتقطع في الطرق والأماكن والأسواق في مأرب، حيث يتم الاعتقال بسبب اللقب أو المنطقة ويقضي المختطفون فترات طويلة في السجون وتحت التعذيب.
وتساءل مراقبون: منذ متى كانت محافظة مأرب ملاذا آمنا؟ كما قال غريفيث، مشيرين إلى أن الجميع يعرف أن مأرب أصبحت مكانا للتقطع والنهب والاختطاف سواء للمسافرين أو الواصلين، ولم تسلم حتى موارد النفط والغاز من النهب.
كما أن دعوة المبعوث الأممي للحل السياسي يجب أن تكون مقرونة بدعوة التحالف إلى وقف حربه العدوانية، وتوصية مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار إن كان حريصاً على البدء في العملية السياسية، وما عدا ذلك فهي دعوات تفتقر إلى المصداقية.
رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام قال ردا على تصريحات غريفيث “إن الحل السياسي يجب أن يرتكز أولاً على وقف الحرب ورفع الحصار ثم إجراء مفاوضات سياسية جادة، أما أي دعوات مجزأة فإنما هي دعوة مبطنة لإطالة العدوان والحصار”.
وأكد رئيس الوفد الوطني، أن الطريق نحو المشاورات السياسية يتطلب وقفا للعدوان وفكا للحصار.
ومراراً أكد المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الإلتزام بخيارات الحوار ومد يد السلام والانفتاح على المساعي والمبادرات الرامية إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار، وينبغي أن تكون هناك مؤشرات لبناء الثقة وإجراءات حقيقية يلمسها المواطن للتخفيف من معاناته المستمرة منذ خمس سنوات ومنها فتح مطار صنعاء الدولي وصرف المرتبات وتمكين الشعب من ثرواته النفطية والغازية.
المصدر: وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”