واشنطن/ وكالة الصحافة اليمنية//
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الثلاثاء، أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لم يتعلم من “حماقاته الإجرامية” ويواصل حملته القمعية بالمملكة “التي تتجه نحو الإفلاس”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها، أن ولي العهد لطالما روج لخطط اكتتاب شركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو” في السوق المالية بلندن أو نيويورك، وجمع 100 مليار دولار من العملية، لكن حصيلة ما جمعه هذا الأسبوع كان متواضعا، إذ سيتم بيع حصص بقيمة 25 مليار دولار في السعودية ومنطقة الخليج بشكل حصري.
وأضافت أن معظم المؤسسات الدولية تجنبت عملية اكتتاب “أرامكو”، التي لم تطرح لا في لندن أو نيويورك بل في السوق المالية المحلية بالرياض “تداول”.
وترى الصحيفة أن التقليص الضخم لطموحات “بن سلمان” هو نتاج لتراجع الثقة الدولية بنظامه منذ جريمة اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي” على يد سعوديين داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ونوهت “واشنطن بوست” إلى أن “بن سلمان” شن حملة اعتقالات جديدة لكتاب ومدونين وصحفيين في الفترة ما بين 16-21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تروج لعمليات بيع أسهم “أرامكو”، مشيرة إلى الإفراج عن عدد من المعتقلين، في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد التغطية الدولية والاحتجاج على اعتقالهم.
ونقلت الافتتاحية عن منظمة “القسط” لحقوق الإنسان في لندن أن مصير الكاتبتين “زانة الشهري” و”مها الرفيدي القحطاني” لا يزال مجهولا، مشيرة إلى أن معظم المعتقلين في الموجة الأخيرة من هؤلاء الذين دعموا ثورات الربيع العربي في كتاباتهم، لكنهم التزموا بالصمت منذ وصول “بن سلمان” إلى السلطة.
لكن صمتهم جعلهم مذنبين في عين النظام السعودي بـ”جريمة الغفلة”، فهم كتاب مستقلون ولكنهم فشلوا في تقديم الدعم الحماسي لولي العهد ومبادراته، حسبما نقلت “واشنطن بوست” عن الكاتبة السعودية المعارضة “مضاوي الرشيد”.
وبحسب المنظمة الحقوقية فإن 5 ناشطات معروفات لازلن خلف القضبان، منهن “لجين الهذلول” و”نسيمة السادة”، اللتان قالت “القسط” إنهما في الحبس الانفرادي.
وتعلق الصحيفة الأمريكية على هكذا ممارسة بأن “قمع نظام بن سلمان تجاوز أي قمع مارسته الحكومات السعودية السابقة ويدمر خطط التحديث وتنويع الاقتصاد”.
وأضافت: “السعودية تخطو وببطء نحو الإفلاس، فالعجز في الميزانية هذا العام أعلى بمرتين من المبلغ الذي تجمعه من بيع حصص أرامكو، لكن بن سلمان لم يظهر أي إشارة بشأن أي تغيير”.
وحملت الصحيفة الأمريكية رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” مسؤولية إعطاء انطباع لولي العهد السعودي بأنه باستطاعته مواصلة وحشيته والحصول في الوقت نفسه على الاستثمارات الغربية التي يحتاج إليها لإنقاذ اقتصاد المملكة، من خلال البحث عن تبرير لجريمة اغتيال “خاشقجي”.