تقرير خاص:عبدالملك الهادي/وكالة الصحافة اليمنية//
كعادته، قدم المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث ، اليوم الخميس، احاطته لمجلس الأمن الدولي، عن الأوضاع الاخيرة في اليمن، بصورة غير حيادية، وفيها بتر بشع للحقائق.
تحدث غريفيث عن ان التصعيد العسكري في محافظتي الجوف ومأرب، : سيدخل اليمن في بؤرة صراع جديد”، وأنه”ُيهدد الجهود السياسية لحل الأزمة”، وقد طالب بوقفه.
تشخيص غير دقيق لتصعيد، تجاهل غريفيث الاشارة إلى من بدأه تحت شعار “قادمون يا صنعاء” من على جبال نهم شرقي العاصمة صنعاء، وفي اطار معركة معلنة، واكبتها تغطية اعلامية كثيفة.
مطالب مستفزة
كانت معركة التحالف وقواها ومرتزقته، علنية، ومتحدية لقرارات غريفيث نفسه والمجتمع الدولي، الداعية لخفض التصعيد والذهاب إلى طاولة المفاوضات والحل السياسي.
ولعل من المناسب، التذكير بأن انطلاق تلك المعركة كانت عقب تقديم المجلس السياسي الاعلى في صنعاء ورئيسه مهدي المشاط لمبادرة سلام، تعاملت معها قوى التخالف بعدم اكتراث، وراحت تستعرض قواتها المسنودة باسراب لمقاتلات هي الاضخم والاكثر تطورا، ومهددة ومتوعدة صنعاء بالويلات.
ماذا كان يريد غريفيث من المجلس السياسي والقوات المسلحة اليمنية في صنعاء، انتظار قوى التحالف عند مداخل العاصمة بترحيب؟!.
وطالب غريفيث من وصفهم “أطراف الصراع بضبط النفس”، “خاصة وأن المعارك في الجوف ستقود اليمن إلى دائرة صراع جديدة” حد زعمه، لأن “اليمن الأن في منعطف حرج وعلى عاتق الجميع تقع مسؤولية خفض التصعيد أو المضي في المزيد من العنف”.. يبدو ان المبعوث الأممي لا يستشعر الخطر إلا اذا حقق الجيش واللجان الشعبية انتصارات لافتة، في معاركها ضد الاحتلال والعدوان الذي لم يتردد ابدا في قصف المحافظات الواقعة تحت إدارة السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ بمختلف الاسلحة المحرمة الدولية التي كشفت عنها منظمات حقوقية دولية، ولم يستثني قصف التحالف الأسواق والمدارس والأحياء السكنية.
يتجاهل غريفيث في احاطاته دائما آلاف الضحايا المدنيين الذين استهدفتهم آلة التحالف الحربية المرعية، ويحاول ان يضيق صورة المعاناة داخل اليمن في مناطق هي بمثابة راس حربة العدوان على المدنيين اليمنيين في صنعاء وصعدة وحجة، وغيرها من المناطق التي دمرها تحالف العدوان بترسانة اسلحته الهائلة.
تجاهل مبادرات صنعاء
لم ينسى غريفيث ان يعرج على موضوع فتح مطار صنعاء الدولي، وتطرق إلى موضوع فتح الطرق في محافظات تعز، مارب، الحديدة.. وقد كان ذلك جيدا، خاصة وانه نوه إلى ان فتح مطار صنعاء، وتلك الطرق، من شأنه أن يحقق ثقة يمكن البناء عليه خاصة في الملف الإنساني.. لكنه تجاهل كل المبادرات التي تقدمت بها صنعاء، من اجل فتح طرق المحافظات الثلاث، التي تتعمد قوى التحالف الوقوف مانعا لذلك، لان فصائلها تتكسب ماليا من اغلاق المنافذ.
لا يتحدث غريفيث اطلاقا عن صنعاء بشكل جيد، ويحاول التحايل على مبادراتها الايجابية، واياديها المشرعة امام السلام العادل.. وما يفعله معها شيئا غير لائق برجل أممي عليه ان يتعامل مع الملف اليمني بإنصاف، ليس من اجل الساسة ولكن من اجل بلد وشعب حُشر في زاوية اهملها العالم، وراح يتفرج على الآلاف من أبنائه يقتلون بالقصف، والأوبئة والجوع.
باستغراب شديد، يتساءل الناشط الإنساني، سعيد عبده، كبف يستطيع غريفيث التحايل على العالم، عندما يتحدث حول اليمن واوضاعها؟.
ويقول:” العالم باكمله، يعرف مدى المعاناة الإنسانية التي تسبب بها التحالف لليمنيين، والتي وصفت بانها الأسوأ في العالم، وغريفيث يعرف ذلك جيدا، لكنه يتجاهل الأمر، بصورة مستفزة للغاية”.