تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
تشهد مدينة عدن تصعيداً عسكرياً بين قوات “الانتقالي” التابعة للاحتلال الإماراتي ، والقوات التابعة لما يسمى بالشرعية التي تدعمها السعودية ، مما ينذر بعودة المواجهات العسكرية التي كانت جارية بين الطرفين قبل التوقيع على إتفاق الرياض في الـ 5 من نوفمبر 2019 .
هذه التطورات جاءت عقب إيقاف السلطات الاردنية ثلاثة من أعضاء المجلس الانتقالي ، ومنعهم من العودة الى عدن يوم الاربعاء الـ 11 من مارس الحالي بينهم مدير أمن عدن عيدروس الزبيدي بناء على طلب مقدم من قيادة التحالف الى السلطة الاردنية .
المتحدث باسم “المجلس الانتقالي” نزار هيثم ، إتهم السعودية بالوقوف خلف إيقاف قيادات المجلس في عمان، وحذر في تصريح بثته قناة “عدن ” من ان تصرف التحالف ستترتب عليه انعكاسات داخلية على جميع الأصعدة، بما في ذلك” جهود إحلال السلام” .
كما توعد نائب المجلس رئيس “الانتقالي” هاني بن بريك، قيادة التحالف والمملكة العربية السعودية بـإنتكاسات غير محمودة العواقب ، ان لم يتم السماح لقيادات المجلس الذين تم توقيفهم في الاردن بالعودة إلى عدن.
وفي صباح الجمعة الماضية شهد مطار عدن توتراً عسكرياً بين القوات السعودية وقوات الانتقالي ، بعد ان أرادت السعودية إستبدال القوات التابعة للإمارات، في مطار عدن بقوات تم تدريبها وتأهيلها على يد السعودية ، وهو ما جعل الانتقالي يدفع بقواته الى محيط مطار عدن الدولي، وصالة التشريفات الرئاسية .
الانتقالي أتهم السعودية بإدارة مخطط لإسقاط مدينة عدن وتسليمها ” للإخوان ” حيث نقل الصحفي ” صلاح بن لغبر” عن قيادات في المجلس قولها أن المخطط يهدف لتعيين مدير امن، ومحافظ لعدن بحلول نهاية الشهر الجاري بعد اتمام السيطرة على ميناء ومطار عدن الدولي إضافة إلى تكليف قوات مجهزة بكامل عتادها في قصر المعاشيق ، ومعسكر التحالف للسيطرة على أحياء المدينة.
ووفق ” بن لغبر ” فإن هذه الخطوة ستتزامن مع فتح السعودية جبهات ضد الجنوب من يافع والصبيحة والضالع في اشارة إلى الزيارات الاخيرة لقائد القوات السعودية إلى يافع، معتبراً أن الهدف من الجبهات استدراج القوات الجنوبية المتواجدة في عدن بغية افراغ المدينة قبل نهاية الشهر المقبل.
وفي ظل التوترات التي يشهدها مطار عدن، أعلن قائد اللواء الخامس دعم وإسناد قائد محور كرش، مختار النوبي، المتمركز في ردفان، والموالي للمجلس الانتقالي ، أمس السبت عن دفع اللواء بتعزيزات عسكرية ضخمة مدججة بمختلف الأسلحة والآليات العسكرية صوب مدينة عدن وأبين، في ظل الأوضاع الساخنة التي تشهدها عدن، جراء تصاعد التوتر بين لانتقالي ، وقوات التحالف بقيادة السعودية.
وقالت مواقع اخبارية تابعة لـ”لانتقالي” ،إن هذه التعزيزات العسكرية الضخمة للواء الخامس دعم وإسناد، تأتي في ظل وضع متأزم يعيشه الجنوب يوشك أن ينفجر عسكرياً، لاسيما بعد تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، وعدم التزام ما يسمى بالشرعية ، التي يسيطر عليها الإخوان ، بتنفيذ بنود الاتفاق، إضافة إلى المخططات القذرة والنوايا الخبيثة لأعداء الجنوب، التي تستهدف الأرض والإنسان الجنوبي وقضيته العادلة ، حسب تعبير المواقع التابعة لـ “الانتقالي”.
التعزيزات العسكرية التي ارسلها “الانتقالي” إلى مدينة عدن، دفعت السعودية الى التهديد بإستخدام القوة لإستعادة مدينة عدن، حيث كشفت مصادر في “الانتقالي” اليوم الأحد لعدد من وسائل الاعلام عن تواصل بين ضباط سعوديين وقيادات في الانتقالي، موضحة بان السعودية طلبت من الانتقالي تسليم مطار عدن لقوات الحماية الرئاسية وفقا لما هو متفق عليه أو تحمل تبعات رفض ذلك.
وأشارت المصادر إلى أن الضباط السعوديين منحوا الانتقالي 48 ساعة لتنفيذ المطالب أو السماح لقوات هادي المرابطة في ابين بدخول عدن ، وبدعم من التحالف.
وتأتي هذه التهديدات السعودية عقب دفع القوات السعودية بتعزيزات عسكرية الى مديرية شقرة في محافظة أبين لاستكمال السيطرة على لورد ومودية والمحفد والوضيع في محافظة أبين كمرحلة أولية لإقتحام مدينة عدن والسيطرة عليها ، في ظل التوترات مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وسائل إعلام كشفت اليوم نقلاً عن مصادرمحلية إحتجاز قوات الانتقالي لمسئولين في “حكومة هادي” كرهائن في قصر المعاشيق ، بينهم نائب رئيس حكومة “الشرعية” سالم الخنبشي كانوا بصدد مغادرة القصر بعد اقتحامه من قبل قوات الانتقالي التي منعتهم في وقت سابق من عقد اجتماع في مقر ” مجلس الوزراء” لكن فصيل يقوده قائد اللواء الخامس ، مختار النوبي، رفض السماح لهم بالخروج مع أن قيادات في المجلس كانت طلبت منهم المغادرة فوراً .