تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن حرب أسعار النفط تؤكد صورة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” كقائد متهور. وحذرت الصحيفة البريطانية من أن دخول “بن سلمان” تلك الحرب في مواجهة روسيا هي “مقامرة كبيرة” للمملكة التي تعتمد على النفط.
وأضافت أن هذه المقامرة يمكن أن تؤدي إلى انهيار اقتصاد المملكة خاصة أنها تتزامن مع المخاطر الاقتصادية التي يشكلها وباء “كورونا”.
وأوضحت أنه بينما من الممكن أن تعاني روسيا جراء تلك الحرب، فإنه يجب الوضع في الاعتبار أن لدى الأخيرة احتياطيا دوليا أكبر وعملة أجنبية عائمة، وهي أقل اعتمادا من السعودية على الناتج الإجمالي للنفط.
وتناول التقرير ترحيب الرئيس “فلاديمير بوتين” الحار بولي العهد السعودي عام 2018 في قمة دول العشرين التي عقدت في بيونس أيريس بالأرجنتين.
وفي ذلك الوقت كان “بن سلمان” يواجه أزمة دولية عقب جريمة اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي” في قنصلية المملكة بإسطنبول على يد فرقة موت جاءت من السعودية، ووجهت أصابع الاتهام في ترتيب العملية لولي العهد وهو ما نفاه.
بعد تلك المصافحة تطورت العلاقة بين البلدين اللذين ظلا على جانبي النزاع طوال عقود؛ حيث اكتشفا جانبا مهما يمكن التعاون به، وهو الحفاظ على أسعار النفط.
لكن التحالف بينهما انهار بشكل مبهر؛ حيث وجد منتجان مهمان للنفط نفسيهما وسط نزاع حول معدلات إنتاجه، ما أدى إلى فوضى في الأسواق العالمية التي تعاني من آثار انتشار وباء “كورونا”.
ووجد الرئيس “دونالد ترامب” نفسه وسط هذا النزاع؛ لأن الأخير يعيش موسم انتخابات ولا يريد أن يؤثر شيئا على فرص إعادة انتخابه؛ فالصراع السعودي الروسي على أسعار النفط الخام يهدد بالضرورة صناعة الزيت الصخري الأمريكية وشركات النفط الكبرى المدينة ويفاقم الضغوط على الأسواق المالية.
تراهن السعودية التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم على أن تحميها زيادة معدلات الإنتاج من الأثر المؤقت لكلفة الإنتاج، إضافة لزيادة حصتها من السوق وإعادة موسكو إلى طاولة المفاوضات بشكل يسمح لها بتشكيل تجارة النفط.
وتدل كل الإشارات القادمة من موسكو على أن هذه المواجهة قد تطول، وقال المتحدث باسم “بوتين” إن القائد الروسي لا يخطط للحديث إلى الملك “سلمان” ولا لولي عهده.
وتقول “آمي ميرز جيف” من “كاونسل أون أوفرسيز ريليشنز”: “بالنسبة للسعودية، فهي تعتقد أن كل دولة تخوض حربا معها على أسعار النفط فقد خسرت، لكننا نواجه سيناريو غير مسبوق من صعود صناعة الزيت الصخري وانتشار كورونا”.
لكن الأضرار الجانبية التي ستتركها هذه المواجهة سيتردد صداها من بغداد إلى تكساس.
وينتظر التجار من أجل فهم ما يجري وكيف سيتراجع أكبر منتجي للنفط في العالم، و”حتى لو تم حل أزمة أسعار النفط إلا أن المشاعر المرة ستتواصل”، كما تقول “ميرز جيف”، التي لا ترى إمكانية لحدوث “مصالحة سريعة”.