خاص | وكالة الصحافة اليمنية //
تقرير: سعد الموشكي
في العشرين من مارس 2015، وتحديدا وقت صلاة الجمعة.. كان الموت ينتظر الكثير من المصلين في جامعي بدر والحشوش بصنعاء في عملية إرهابية أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته عنها.
تقدم انتحاريان صوب جامع بدر حاملان حزامين ناسفين ، ودخل الأول الى داخل الجامع وهناك فجر نفسه وسط جموع المصلين، والثاني استقر بباحته في انتظار من نجوا من الموت حرصا منه على ألا ينجو منهم أحد، وبنفس الطريقة استهدف جامع الحشوش بحي الجراف.
492 شخصا سقطوا في ذلك اليوم بين شهيد وجريح لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ذهبوا لآداء صلاة الجمعة في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
ومن أبرز من استشهدوا في ذلك اليوم، الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري مؤسس ورئيس مركز بدر العلمي والثقافي، ونائب رئيس المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وقالت وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع تعليم الفتاة بشرى المحطوري:”ماحدث في ذلك اليوم هو كارثة إنسانية بحق المسلمين بشكل عام وليس بحق طائفة أو فئة معينة، فلو كانت كذلك كما يدعي تنظيم داعش أنه استهداف للدكتور المرتضى بن زيد المحطوري إمام ومؤسس جامع بدر لكان الأحرى بهم أن ينتظروه خارج الجامع ويقتلوه منفردا”.
وتابعت:” لكنهم لم يكتفوا بقتل من كانوا في الصفوف الأولى بل أنتظروا بقية المصلين بحزام ناسف خارج الجامع وهذا مايدل على كذبهم في إستهدافهم لطائفة أو جماعة معينة”.
بدوره اعتبر يحيى قاسم أبو عواضة إلى أن” ماجرى في جامعي بدر والحشوش إنما يدل على الحقد الدفين الذي يكنه تنظيم داعش على المسلمين بشكل عام، حيث أنهم لم يخجلوا أو يستحوا من الله كونهم في بيته وواقفين بين يديه أو تأخذهم الرأفة ببرائة أولئك الأطفال الذين حضروا مع أقربائهم لآداء صلاة الجمعة”.
وذكر ابو عواضة قصة مؤلمة لطفل يتراوح عمره مابين العاشرة والثانية عشرة حظر مع والده إلى جامع بدر، حيث يحكي الوالد قصته وهو حاليا مشلول الحركة نتيجة إصابته في ذلك اليوم قائلا: “كنت قائما أصلي في الصفوف الأخيرة وابني بجانبي فلما سمعت الإنفجار فزعت وخرجت هاربا وانا أمسك بيد ابني، فما إن وصلت إلى باحة الجامع إلا وحدث الإنفجار الآخر الذي خطف إبني من بين يدي لم أره بعدها مرة أخرى”.
ما حدث كان ارهابا استهدف بشكل مباشر بيوت الله ، واذا لم تأمن بيوت الله فأين سيكون الأمان؟!..فعل قبيح تم منهج أرادوا من خلاله ضرب حالة التعايش المميزة بين اليمنيين، في مقتل ..فضلا عن تعمدهم بجرائمهم تلك تشوية صورة الدين الاسلامي.. وتنفير الناس عن الصلاة في المساجد.
كان الشارع اليمني غاضبا مما حصل، وقد أدان ذلك يشدة، وكان لافتا انهم ازدادوا تضافرا في عديد محافظات، وفوتوا على قوى التحالف الداعمة للجماعات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش، فرصة شق الصف المجتمعي وخلق فتنة مذهبية.