قال خبراء في الأمن الغذائي إن الجراد يُهدد 25 مليون شخص بعد وصول أعدادها لمستويات خطيرة في معظم بلدان العالم، بما فيها بلدان عربية، وأوضحوا أن الظروف المناخية والأعاصير التي ضربت منطقة الخليج ساهمت في تكاثر جيلٍ آخر من الجراد، وبدلاً من أن تتضاعف أعداد الجراد 400 مرةٍ، تضاعفت 8000 مرةٍ.
ففي تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية نشرته أمس الجمعة، قال الخبراء أن تغير المناخ خلق ظروفاً غير مسبوقةٍ للجراد ليتكاثر في الصحراء، التي تكون عادةً جرداء في الخليج العربي، ما أتاح للحشرات الانتشار في اليمن، التي دمرت الحرب عليه من قبل التحالف السعودي الإماراتي قدرته على مكافحة أعداد الجراد.
الأعاصير سبب تكاثر الجراد
قال كيث كريسمان، خبير رصد الجراد بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن إعصار ميكونو، الذي ضرب عمان عام 2018 هو ما أتاح لأجيالٍ من الجراد الصحراوي أن تحصل على الرمال الرطبة وأنعش النباتات في الصحراء بين السعودية واليمن وعُمان، المعروفة بالربع الخالي، فتكاثرت ونمت لتصبح أسراباً تلتهم المحاصيل.
مضيفًا بأنه في الوقت الذي أوشك التكاثر فيه على الانتهاء، حتى ضرب إعصارٌ آخر المنطقة”. وأضاف: “سمح ذلك لتلك الظروف بأن تستمر في صالح تكاثر جيلٍ آخر، لذا، بدلاً من أن تتضاعف أعداد الجراد 400 مرةٍ، تضاعفت 8000 مرةٍ”.
الأمن الغذائي لـ25 مليون شخص في خطر
وبحسب الـ “الغارديان” حذرت منظمة الفاو من أن الأمن الغذائي لنحو 25 مليون شخصٍ قد يُهدَّد بسبب الجراد، الذي رصدت وكالة خدمات مراقبة الجراد أسرابه في 10 دولٍ على الأقل خلال الأشهر القليلة الماضية، أحد تلك الأسراب رُصد مؤخراً في كينيا مُغطياً مساحةً تعادل مساحة لوكسمبورغ.
كانت المنظمة قد طلبت تمويلاً بنحو 140 مليون دولارٍ للمساعدة في مكافحة التكاثر المستمر للحشرات، متوقعةً أن تنمو أعداد الجراد نحو 400 مرةٍ بحلول يونيو/حزيران حال استمر التكاثر خلال أواخر مارس/آذار وأبريل/نيسان.
حرب اليمن سبب آخر
إلى جانب تأثير الطوارئ المناخية، تسهم الحرب في اليمن بدور رئيسي في هذه الأزمة.
قال كريسمان إن اليمن تعد دولةً “على الجبهة” في الحرب على الجراد، حيث يوجد الجراد فيها بالعادة طوال العام. لكن برامج مكافحة الجراد التي كانت فعالةً في السابق لم تعد كذلك في المدن سواء في مناطق سيطرة الحوثيين أو حكومة المستقيل (هادي).
عادل الشيباني، رئيس برنامج مكافحة الجراد، في صنعاء، قال: كانت لدينا القدرة في الوصول إلى أي مكان قبل الحرب، وحاليًا لا نستطيع، وأضاف: لدينا مركزين منفصلين لمكافحة الجراد في اليمن، لكن أياً منهما لم يكن قادراً على مكافحة التفشي وحده، وشن مركز صنعاء عمليات مكافحةٍ أينما أُتيح له عام 2018، لكن تمويله انخفض وخسر بعض مركباته.
في القرن الإفريقي
بحلول أواخر 2019 انتقلت أسراب الجراد إلى القرن الإفريقي؛ لتجد هناك ظروفاً مناسبةً حين ضرب إعصارٌ غير موسمي سواحل الصومال في ديسمبر/كانون الأول، أدى هذا إلى مد موسم التكاثر والسماح بانتشار الجراد إلى مناطق لم تستطع السلطات السيطرة عليها بسبب المشاكل الأمنية لدى البلاد.
كما أوضح أن تفشيات الجراد التي وقعت في العقود الماضية كانت تستمر لعامين بالكاد، لكن دون أنظمةٍ وقائيةٍ، فقد يستمر هذا التفشي لمدة أطول، ويتكرر أكثر، وينتشر لمناطق أبعد.