خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
سلطت مجلة ” ذا نيو ريبابليك” الأمريكية اليوم السبت الضوء على الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، بدء من قيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحملة اعتقالات لأبناء عمومته، وتفشي فيروس كورونا في الدول العربية ومنها السعودية ومصر.
وقال التقرير: أثار بن سلمان اضطرابًا جديدا في علاقات المملكة الخارجية، أولا باعتقال مجموعة من أقاربه في الأسرة المالكة، ثم بالانخراط في لعبة محفوفة بالمخاطر مع روسيا بشأن إمدادات النفط مما دفع أسعار النفط الخام إلى الانهيار وضرب الاقتصاد العالمي الهش بالفعل.
ووصف التقرير بأن ما يحدث هو تلاشي المرونة داخل الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط، وهي المرونة التي راهن عليها العديد من صانعي السياسة الغربيين بشكل غير حكيم.
مشيرًا إلى أن حماسة الرئيس الأمريكي ترامب للديكتاتوريين في الشرق الأوسط سوى أحدث وأفظع مثال. خاصة وقد كان سلفه “باراك أوباما”، هو الذي منح “بن سلمان” الضوء الأخضر لتقديم أوراق اعتماده من خلال شن الحرب في اليمن.
فيما لم يخفِ “ترامب” أن مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة كانت سببا كافيا لتأمين علاقته الوثيقة مع السعودية. فيما كانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أيضا متحمسة، بل لم تكن أقل تفاخرا، لكونها تبيع الأسلحة لمجموعة من الدكتاتوريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ الربيع العربي.
ولفت التقرير إلى استمرار الاتحاد الأوروبي في دعم حقوق الإنسان، بعد عقد أول قمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد في مصر2019م، كون مصر واحدة من الدول التي تنحدر إلى حالة استبداد أعمق مما كانت عليه في عهد الرئيس الراحل “حسني مبارك”، وكان عنوان إعلان القمة: “الاستثمار في الاستقرار”، خاصة وأن الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري، يتبع نهجًا أكثر قتامة يحاول فيه الحفاظ على نظامه عبر إفقار شعبه.
وأكدت المجلة : أن صناع السياسة الأوروبيون والأمريكيون يراهنون على أن اليد القوية للطغاة هي الطريقة الأنسب لتأمين المصالح الغربية. وفي هذه الأيام، تنطوي هذه المصالح على وقف التهديدات المتصورة، مثل الإرهاب وإيران واللاجئين.
تبعات كورونا على الاقتصاد
وتطرقت المجلة إلى الأثر الاقتصادي العالمي للفيروس التاجي “كورونا” الذي سيضاعف التبعات على ظهر الاقتصادين المصري والسعودي، ما يقوض بشكل أكبر قدرة الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان على بناء أو الحفاظ على الشرعية الشعبية.
وتابعت: يستخدم الحكام المستبدين سياستي الإغراء والإكراه؛ لينتهي الأمر بالحاكم المستبد بالاعتماد أكثر على القمع لاحقًا. وفي كل من مصر والسعودية، يزداد هذا الاتجاه التراجعي وضوحا.
وذكر التقرير ما يحدث في مصر، حيث قمع “السيسي” الدولة بأكملها، واعتقل الآلاف، وخنق معظم أشكال حرية التعبير. وبالمقارنة مع مصر، كان القمع السعودي أكثر انتقائية، حيث استهدفت الاعتقالات والقتل المعارضين، وكان أكثرهم شهرة “جمال خاشقجي”، كاتب العمود في “واشنطن بوست”.
ورغم أن القمع ليس عنصرا جديدا في الشرق الأوسط، لكن هذه الحقيقة لا يجب أن تقودنا إلى تجاهل الطرق غير المسبوقة التي يتم فيها تطبيق القمع الآن.