لم يحدث أن جاءت حرب بنتائج عكسية على اصحابها، كما هو الحال مع دول تحالف الحرب على اليمن.
اليوم ومع اقتراب الحرب من دخول عامها السادس، تقف صنعاء بكل قوة لتستعرض انجازاتها في جرد سريع لعهدة خمس سنوات من الحرب، بينما تقوم دول التحالف في المقابل بدفن رأسها في التراب تجنباً لإحصاء الخيبات التي منيت خلال سنوات عدوانها على اليمن.
فقد كشف الناطق باسم القوات المسلحة في صنعاء العميد يحي سريع، اليوم الأثنين حول حصيلة خمسة اعوام من الصمود، عن جملة من البرقيات المهمة، قال فيها أن الجيش اليمني يمتلك مخزوناً استراتيجياً من اسلحة الردع .
وهي رسائل اعتبر كثير من المراقبين والمحللين العسكريين، أنها تكشف أن مساعي دول التحالف لإخضاع اليمن، واعادته إلى عصور التخلف، جاءت بنتائج عكسية، حيث قفزت اليمن خطوات إلى الأمام، بشكل اثار اعجاب الخبراء والمراقبين على مستوى العالم.
وقال سريع ان اليمن “لن تتردد في تسديد ضربات استباقية لأي عملية هجومية قادمة للعدوان أو رداً على أي جريمة قد يرتكبها العدوان بحق أبناء شعبنا وبلدنا.
وبحسب خبراء عسكريين تحدثوا لـ”وكالة الصحافة اليمنية” فان استخدام متحدث الجيش لمصطلح “الضربات الاستباقية” في المؤتمر الصحفي اليوم، يدل بأن صنعاء تجاوزت مرحلة ردة الفعل، وقد أصبح لديها قدرات عالية على اختراق غرف عمليات العدو، أو تحديد أماكن الخطر والانقضاض مسبقاً بحسب ما تقضيه الحاجة.
دول أم شركات نفط ؟
سريع قال أن الجيش اليمني لديه ” القدرة الكاملة على تنفيذ عمليات نوعية تلحق أضرارًا بالغة في اقتصاد العدوان بعد استكمالنا الترتيبات لذلك من تحديد الأهداف إلى الجاهزية للتنفيذ.”
ويرى محللون سياسيون أنه بما أن دول التحالف، لا تساوي شيئاً من دون النفط، فان رسائل سريع ستثير المزيد من المخاوف في الرياض وابو ظبي، خصوصاً أن تلك الدول تعرف أكثر من غيرها، أن التهديدات الصادرة عن صنعاء سرعان ما تترجم إلى واقع ملموس خلال مدة قياسية.
صنعاء تفرض شروطها
ومع اقتراب احتفال اليمن بالذكرى الخامسة للصمود، والاستعداد لدخول الحرب عامها السادس، لابد لجميع الأطراف أن تقوم بإجراء وقفة جادة لمراجعة مكاسبها وخسائرها من الحرب، وهي وقفة ستؤدي إلى شعور كبير بالمرارة لدى التحالف، نظراً لحجم الخسائر التي منيت بها على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلى جانب الفشل العسكري، خلال خمسة اعوام من العدوان.
وهي مرارة سيعززها اعلان المتحدث باسم الجيش اليمني يحي سريع والذي قال أن “العام السادس من الصمود اليمني سيكون أقسى وأشد إيلاماً على قوى التحالف من السنوات السابقة”.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه خيارات التحالف منعدمة، بعد أن استنفذت كل مافي ايديها من أوراق، ولجوء التحالف إلى اساليب الحرب القذرة من خلال الحرب الاقتصادية والتجويع، إلى جانب ما ارتكبه من جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية، وتدمير كل مقومات الحياة في اليمن، إلا أن ذلك لم يفضي إلى تحقيق أي اهداف تذكر يمكن أن يستغلها التحالف لإخضاع اليمن، وفي المقابل أصبحت صنعاء هي من يمتلك القدرة على فرض الخيارات، وعلى الجميع سواء كان مؤسسات أو دول أن تنصح السعوديين والاماراتيين بقبول الخيارات التي تضعها صنعاء، وعدم تضييع الفرص المقدمة من القيادة الثورية والسياسية في اليمن.
والتي كان أخرها نصيحة معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الموجهة للإدارة الأمريكية، مطلع شهر مارس الجاري، بأن تعتمد واشنطن على الجانب الديبلوماسي للحوار مع صنعاء ، لإنقاذ حلفائها في السعودية والامارات.
وفي نفس السياق اعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أنه لم يعد هناك أي خيارات تذكر امام دول التحالف لتجنب ضربات اليمن الرادعة، سوى بتوقف العدوان ورفع الحصار” وهي خيارات تبدو حاسمة من وجهة نظر مراقبين عسكريين، وأن الصيغة التي قدم به سريع هذا الخيار تحمل ما بعدها، من تداعيات ستدفع ثمنها دول التحالف في حالة عدم استجابتها لخيار وقف الحرب ورفع الحصار.