وكالات: وكالة الصحافة اليمنية
الاقتصاد العالمي المرعب الذي يهدد بالتهام اقتصاديات العالم الصغيرة والكبيرة، ينمو بسرعة وهدوء، ويشق طريقه الى أسواق العالم من كل الاتجاهات، وليس غريباً أن تتلاشى موانئ دبي من خارطة الشرق الأوسط الاقتصادية، إذا عرفنا بأن الصين ابتلعت معظم الشركات العالمية المهيمنة ونقلت مقراتها وعمالها وعلاماتها التجارية الى بكين وشنغهاي، لذا فمن الطبيعي أن تتبدد أحلام أمراء دبي والخليج ككل بمجرد تفكير الصين إعادة إحياء طريق الحرير.
ووفقاً لتقرير مصور نشره موقع “شؤون عربية” فإن الصين اطلقت مؤخراً مشروعاً استثمارياً ضخماً يحمل اسم “الحزام والنار” و “طريق الحرير الصيني”، وللمشروع وجهان أحدهما بحري والآخر بري.
وبحسب التقرير فإن المشروع الصيني هو السبب الرئيسي الذي غير وسيغر المعادلات في المنطقة العربية والافريقية برمتها، وعزى قرارات حكومتي جيبوتي والصومال بإلغاء العقود التي كانت مبرمة مع موانئ دبي العالمية لخطة الصين الاقتصادية الجديدة.
وجاءت الصومال ضمن المجال البحري للمشروع الصيني وكذلك منطقة باب المندب التي كانت مهد طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين قارات العالم، وجاء في التقرير بان الصين بدأت في تنفيذ مشروعها من خلال استئجار ميناء جوادر الباكستاني لمدة 40 عاما، كما أوضح التقرير بان هذا الميناء سينهي حياة ميناء دبي وميناء جبل علي في الإمارات، مشيرا إلى أن تأثيرات هذا الميناء بدأت تؤثر على مينائي الإمارات الشهيرين.
وأشار التقرير الى أن الإمارات والهند من أكبر معارضي المشروع الصيني، مؤكدا بان الهند ضد الفكرة أيضا، ولفت إلى ان الإمارات سارعت إلى للعب في الوقت بدل الضائع واستأجرت عددا من الموانئ الأفريقية لمدد زمنية طويلة، كميناء عدن وجيبوتي وإريتريا والصومال بالإضافة إلى سيطرتها على جزيرة سقطرى اليمنية.
وقال التقرير بأن الامارات حاولت الوقوف في وجه المشروع الصيني عبر توقيع عدد من العقود طويلة الأمد، لكن الاجراءات التي اتخذتها جيبوتي والصومال أكدت بأن المشروع الصيني سيغير وجه الاقتصاد العالمي.
وكانت الصومال قد دخلت على الخط بعد جيبوتي وأعلنت إلغاء اتفاقية الشراكة المبرمة بين شركة موانئ دبي العالمية وجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد مع الحكومة الإثيوبية في تشغيل ميناء “بربرة”.
رئيس الوزراء الصومالي اعلن عقب وصوله الى مطار مقديشو قال إن حكومته ترفض الاتفاق الذي أبرمته موانئ دبي مع سلطات أرض الصومال، وأكد فور عودته من الإمارات أنه لا يعلم بالاتفاق الذي وقع في إمارة دبي.
وأكد رئيس الحكومة الصومالية بطلان الاتفاقية كونها تمت خارج الهيئات المعنية، وأن أي اتفاقات مماثلة لا بد وأن تتم عبر الحكومة الاتحادية الصومالية.
وكانت جيبوتي أعلنت قبل أيام إلغاء عقد الامتياز الممنوح لمجموعة موانئ دبي العالمية الذي يقضي بأن تتولى تشغيل محطة “دوراليه” لمدة خمسين عاما، وقالت إن القرار “لا رجعة عنه”.
وقالت وزارة النقل الجيبوتية بأنه “في الحالة الراهنة، يتضمن عقد امتياز تشغيل محطة الحاويات عناصر تنتهك صراحة سيادة الدولة ومصالح الأمة العليا”.
جدير بالإشارة هنا أن اليمن هي الأهم في المعادلات الاقتصادية القديمة والجديدة، وفي خضم الحرب التي تخوضها أبو ظبي في اليمن لتوطيد أقدامها وحماية مصالحها في المنطقة، اقترح المفكر الكويتي الدكتور النفيسي على اليمن أن تبادر فوراً لعقد اتفاقية مع الصين بغرض إدارة ميناء عدن الاستراتيجي، وذلك لقطع الطريق أمام الامارات التي تورطت بسفك دماء اليمنيين بسبب أطماعها التجارية.
غير أن مراقبون قالوا أن اليمن لن تستطيع إبرام اتفاقية مع الصين بسبب عدم وجود حكومة رسمية تمثل الشعب اليمني ككل، في الوقت الذي يعجز الرئيس المستقيل هادي عن تبني تلك الفكرة كون الإمارات تشكل جزءاً من التحالف الذي يحاول إعادة شرعيته الى البلاد، وأكدوا في الوقت ذاته أن الصين ليست متسرعة وأنها ستحقق ما تصبو إليه بمجرد أن تسنح لها الفرصة المناسبة.