جرعة تخدير للشعب البريطاني قبيل زيارة بن سلمان
خاص/ وكالة الصحافة اليمنية
منذ الاعلان عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا قبل أكثر من شهر يشهد الشارع البريطاني حراكا وتفاعلا غير مسبوق حيث أعلنت الكثير من المنظمات الحقوقية غير الحكومية رفضها للزيارة، وانتقدت الحكومة البريطانية وطالبتها بإلغاء زيارة بن سلمان الذي وصفته بأنه “شخص غير مرحب به”.
وأرجع العديد من السياسيين والحقوقيين سبب رفضهم للزيارة ومطالباتهم إلغائها إلى عدم التزام السياسة السعودية بالقوانين الدولية ولا مبالاتها بالرأي العام الدولي وهي السياسة التي جسدتها وترجمتها بالحرب العدوانية التي تشنها مع حلفاؤها على الشعب اليمني لأكثر من ثلاث سنوات والتي أدت إلى صنع أكبر كارثة إنسانية عرفها العالم.
وفيما يتعلق بالوضع الحقوقي في السعودية أشار المحتجون إلى ان المملكة وبتوجيهات من بن سلمان شهدت الكثير من الاعتقالات التي طالت العشرات من الصحفيين ورجال الدين والحقوقيين ورجال المال والأعمال.
وفي محاولة أخيرة للحكومة البريطانية لامتصاص غضب الشارع البريطاني، قبيل زيارة بن سلمان، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اليوم الاثنين 5 مارس إن ماي ستثير قضية مخاوف بريطانيا إزاء الوضع الإنساني في اليمن مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان خلال زيارته لبريطانيا هذا الأسبوع.
وأضاف المتحدث للصحفيين: “ستسلم بالخطوات التي اتخذتها السعودية في الآونة الأخيرة للتعامل مع الأزمة”.
وتابع: “لكن ماي ستؤكد أهمية تسهيل حركة المساعدات الإنسانية والتجارة بشكل كامل، بما في ذلك عبر الموانئ”.
وفي وقت سابق أشاد الوزير البريطاني بالإصلاحات الاجتماعية في السعودية، وذلك قبل نحو أسبوع من زيارة ولي العهد إلى لندن.
وقال جونسون، في مقال له نشر في صحيفة “تايمز” البريطانية يوم 28 فبراير إن الأمير محمد يستحق الدعم لوضعه نهاية لمنع النساء من قيادة السيارات، وتخفيفه للتمييز على أساس النوع الاجتماعي ووضعه مستويات مستهدفة لإدخال النساء في سوق العمل، مشيرا إلى أن “التغيير لا يأتي سهلا في السعودية. لكن في غضون بضعة أشهر حدث إصلاح حقيقي بعد عقود من الجمود”.
وألقى جونسون الضوء على أهمية التعاون الدفاعي مع السعودية التي وصفها بأنها “من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة” لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، “وكثقل دبلوماسي في مواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط”، بحسب الوزير البريطاني.
ومن المقرر أن يصل الأمير محمد إلى لندن، في 7 مارس/ آذار، لإجراء محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي وغيرها من كبار المسؤولين في أول زيارة يقوم بها لبريطانيا منذ أن أصبح وليا للعهد في الصيف الماضي.
وعن برنامج الزيارة كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عما وصفته بأنه ينتظر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى بريطانيا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن ولي العهد السعودي سيتم استقباله، يوم الأربعاء المقبل، في بريطانيا كـ”رئيس دولة”.
كما أن جدول زيارة بن سلمان، سيتضمن رحلة إلى قلعة “ويندسور”، من أجل العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية. وأوضحت أيضا أن زيارة ولي العهد ستتضمن جدول أعمال مزدوج، كرئيس لبعثة تجارية مربحة، والثانية كقائد عربي يبحث عن الدعم الغربي في جملة الإصلاحات الجذرية التي قام بها في المملكة.
وكان ابن سلمان قد استهل جولاته الخارجية بزيارة مصر، ومنها سيذهب إلى لندن، ثم إلى العاصمة الفرنسية باريس، ومنها إلى الولايات المتحدة.