في إطار حظر التجول الذي فرضته العديد من حكومات العالمين العربي والأجنبي، فرض فيروس كورونا أساليب متنوعة لحظر التجوال بحسب أنظمة وطرق ابتكارات غير مألوفة لتلك الدول طبقتها بين المواطنين.
وتعددت الأساليب من استخدام الروبوتات لتحرير المخالفات إلى حث الجمهور على الغناء لرفع الروح المعنوية.
ويواجه ما يقرب من ثلث سكان العالم تدابير احترازية استثنائية في محاولةٍ للحد من انتشار الفيروس الذي أصاب أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
واضطرت السلطات ضمن مساعيها لتعزيز الروح المعنوية والحفاظ على التباعد الجسدي بين المواطنين، إلى استخدام تكتيكات مختلفة لحمل الجمهور على الالتزام وللإبقاء على دعمه لتلك القرارات، بحسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
روبوتات تونس
والبداية من تونس التي سعت إلى الحفاظ على سلامة الضباط وتطبيق القانون في الوقت نفسه، فنشرت روبوتات مدرعة لضبط مخالفي حظر التجول في مدينة تونس، التي تعد أكثر مدن البلاد اكتظاظاً بالسكان وتشهد الغالبية العظمى من الإصابات بالفيروس.
وفي مقطع فيديو يظهر إحدى عمليات الضبط، نرى أحد المواطنين وقد أوقفه روبوت خلال إحدى دوريات المراقبة في الشوارع، بعد أن رصده المشغِّل من خلال عدسة الآلة التي يجري التحكم بها عن بعد.
أوروبا.. طيران مسير
وفي أوروبا على وجه الخصوص، أطلقت السلطات الطائرات المسيّرة لفرض نوع من الرقابة الصارمة على الجمهور. وسجّل كاتينو دي لوكا، عمدة مدينة مسينة، بجزيرة صقلية في إيطاليا، مقطعاً صوتياً لنفسه وهو يصرخ قائلاً: “إلى أين أنتم ذاهبون؟! ارجعوا إلى منازلكم”، بحيث يمكن بث الرسالة من خلال الطائرات المسيرة إلى المشاة المخالفين للحظر في المنطقة.
كما فرضت السلطات إجراءات مماثلة في العاصمة الإسبانية مدريد. فقد نشرت إدارة شرطة المدينة مقطع فيديو لمشاةٍ تحذرهم الشرطة عبر مكبرات الصوت، قائلة: “لن نتردد في استخدام جميع الصلاحيات المتاحة لدينا لفرض الإجراءات الموضوعة للحفاظ على سلامتك وسلامة الجميع”.
بريطانيا تستخدم الدرونز
واستُخدمت الطائرات المسيّرة في المملكة المتحدة أيضاً، والتي شهدت إحدى مقاطعاتها، ديربيشاير، تصاعد الانتقادات للشرطة بعد أن استخدمت الطائرات المسيرة فيها لتصوير المواطنين الذين خرجوا لتمشية كلابهم في المناطق المعزولة والتشهير بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الهند خوذة بشكل كورونا
أمَّا في الهند، فقد وجد أحد الضباط طريقة أخرى لجذب انتباه الجمهور دون رفع صوته أو الصراخ في أحد. فقد اتجه راجيش بابو، وهو مفتش شرطة بمدينة تشيناي في الهند، إلى ارتداء خوذة صممها خصيصاً على هيئة “فيروس كورونا” لتصبح علامةً عليه خلال أدائه اليومي لعمله.
صمّم الخوذة الفنان ب. جواثام، وهو أيضاً من مدينة تشيناي، بعد أن شعر أن الناس لا يلتزمون بإجراءات العزل على نحوٍ كاف لأنهم لم يتح لهم رؤية الفيروس، وأن الخوذة ستكون بمثابة تذكير لكل من يستهين بإجراءات العزل والتباعد الجسدي.
الرقص في الهند
كما انتشرت حملة إعلامية أخرى لا تقل غرابة في جنوب غرب البلاد. فقد سجل الضباط في ولاية كيرلا الهندية رقصةً جماعية بحركات يؤدون فيها المراحل المختلفة لتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بغسل اليدين.
وفي أندورا، تطوف الشرطة الشوارع مع مكبرات صوت ترتفع بأغنية Baby Shark، وهي لحن محبوب بين الأطفال وذويهم، للترفيه عن المواطنين الشباب الذين يلاقون صعوبةً في البقاء بالمنازل.
اسبانيا توود بالغناء
واستخدمت الأغاني للتودد إلى المواطنين الأكبر سناً كذلك، كما هو الحال في مدينة مايوركا بإسبانيا، فقد فوجئ سكان بلدة ألغايدا برجال الشرطة وهم يخرجون من نوافذ سياراتهم لعزف الأغاني العاطفية بالغيتار وتبادل الأداء الصوتي في محاولةٍ لكسر عزلتهم وتسليتهم.