القى ما في حوزته من ملفات جانباً، فلم يعد هناك وقت لاقناع الجميع بأن اليمن تتخذ وضعاً استثنائياً لمواجهة كورونا قياساً ببقية دول العالم التي انهارت فيها الدول القوية قبل الضعيفة بسبب تفشي الفيروس.
كان صوت الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة والسكان يصدع تحت قبة البرلمان في جلسة صاخبة، خلت من اشكال الرسميات، وانصبت بكل جدية على مكاشفات مرعبة، يقف اليمن امامها بمفرده بامكانيات هزيلة، ستجعل الوباء أكثر فتكاً باليمنيين مقارنة بما حدث في كل دول العالم التي اصيبت.
وزير الصحة قال في كلمته أمام مجلس النواب، اليوم الأحد، أن وباء كورونا لو دخل إلى اليمن فإنه قد يصيب 90% من الشعب اليمني، في الوقت الذي لا تمتلك فيه اليمن سوى 1500 سرير فقط .
وأضاف أنه في حال – لا قدر الله – ووصل وباء كورونا إلى اليمن فإن الدولة لن تتمكن من مواجهته بالشكل المطلوب لأنه سيتجاوز قدراتها الاستشفائية والمالية، و أن معدل من سيحتاج إلى دخول المستشفيات حينها سيبلغ مليون شخص خلال شهرين فقط ، في حين أن عدد الأسرة في مستشفيات اليمن هو 1500 سرير فقط.
وأوضح المتوكل أن الوضع في البلاد يتطلب تكاتف الجميع، في الشمال والجنوب، مشيرا إلى أن مبادرة الرئيس مهدي المشاط كانت دعت للجلوس مع الطرف الآخر ومناقشة خطة معهم لوضع خطة لمواجهة “كورونا” في اليمن.
عدد الوفيات قد يتجاوز التوقعاتالدولية
رغم أن اليمن اليمن تقف مع الأنسانية جمعاء، على مسرح المجهول في مواجهة وباء “كورونا”، إلا أن لدى اليمن ما يضاعف همها قياساً بباقي دول العالم، فالبلاد تتعرض منذ أكثر من خمسة اعوام لحرب همجية، وحصار جائر، جعل من اليمن، أكبر مأساة في التاريخ المعاصر حسب توصيف الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وهو وضع يضاف إلى إرث ثقيل من الفساد والفشل الإداري انعكس على مختلف جوانب الحياة، بما فيها القطاع الصحي.
وخلاف لتقديرات التي الافتراضية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، عن احتمال عدد الوفيات في اليمن في حال وصول “كورونا” والمقدرة بـ70 الف حالة وفاة، قال المتوكل أن دراسات وزارة الصحة تشير إلى احتمال حدوث نصف مليون وفاة بين اليمنيين بسبب الفيروس.
المتوكل أكد أن أكبر مصدر للخطر هو المنافذ، حيث أن العالم كله أوقف الدخول عبر المنافذ، وعلينا أن نغلقها بشكل كامل لمدة شهرين.
ونوه إلى أن السعودية تضغط علينا كل يوم، وأن الرياض دفعت بـ1800 معتمر إلى اليمن خلال الفترة الماضية، وأن السعودية أرسلت لليمن 60 شخصًا من الصين، وهي تحاول ادخال أشخاص من دول عديدة إلى اليمن.
وشدد وزير الصحة على أننا لم ننتظر منظمة الصحة العالمية التي لم ترسل لنا البدلات الطبية الواقية من كورونا إلا خلال الأيام الماضية، في حين أننا حصلنا على أكثر من 10 آلاف بدلة، ونعمل على خياطتها محليا.