تساءل معهد الشرق الأوسط الأمريكي، اليوم الثلاثاء، في مقال تحليلي لكاتبه إبراهيم جلال عن إمكانية استمرار الحرب السعودية على اليمن لعام سادس دون حلول سياسية أو اللجوء للمفاوضات.
وقال الكاتب: بعد مرور خمس سنوات ما زالت أهداف عملية “عاصفة الحزم” بعيدة عن التحقيق، والوضع على الأرض متقلب كما كان دائما، حيث استمرت تكلفة الحرب في الارتفاع بالنسبة للمملكة.
وعلى نفس القدر من الأهمية، فقد التحالف العربي، الذي كان يضم في البداية عددًا من الدول العربية بدعم استراتيجي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الكثير من الحجم والقوة، خاصة بعد إنهاء مشاركة قطر في الائتلاف لتنخفض القوة الناعمة للتحالف من خلال قدرته على تشكيل الخطاب العالمي حول الحرب في اليمن وذلك في يونيو 2017م.
ومع الانسحاب التدريجي الإماراتي، تشير مثل هذه التغييرات الهيكلية إلى أن التحالف سيستمر على الأرجح في التلاشي، ولن يتمكن أبدا من تحقيق أهدافه المعلنة.
وذكر الكاتب بعض النقاط التي طرأت على مسار الحرب منذ خمس سنوات كالتالي:
أولا: لم يفشل التحالف في هدفه الأولي المتمثل في استعادة صنعاء فحسب، ولكنه يكافح لإعادة حكومة (هادي) إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ثانيا: لم تفلح اتفاقيتي الرياض وستوكهولم في منح التحالف اي فرص افضل على ارض الواقع في اليمن.
ثالثا: يبدو الآن أن المعركة يتم خوضها في إطار ما يسمى تحالف استعادة الشرعية في اليمن لا أكثر.
وأشار الكاتب إلى التوترات الحاصلة بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، وقوات هادي المدعومة سعوديًا، وسقوط الحكم في عدن لصالح قوات (الحزام الأمني) ومحاولة ما يسمى بقوات النخبة في شبوة السيطرة على “عتق” في يونيو/حزيران 2019.
لافتًا إلى أن حزب الإصلاح القريب من (الإخوان المسلمين) سعى إلى الحفاظ على وجود عسكري قوي في محافظتي “أبين” و”شبوة” لإعاقة توسع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الشرق، وكل ذلك التحول صب في صالح الحوثيين.
وعلى النقيض من افتقار التحالف للاستراتيجية الحربية، استطاع الحوثيون تطوير قدراتهم القتالية وتقنية الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية التي حولتهم من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، فاستهدفوا منشآت حيوية مؤثرة في السعودية خاصة منشآت شركة أرامكو النفطية.
وتابع الكاتب: من العلامات الواضحة على انحراف استراتيجية السعودية أن الرياض وصلت إلى حد أنها تطالب الآن الحوثيين بتفكيك برنامجهم الصاروخي وبرنامج الطائرات بدون طيار.
هل تستمر الحرب لعام آخر؟
وبعد 5 أعوام من الحرب المدمرة، تظل أهداف التحالف المعلنة غير محققة، وأعاق الافتقار إلى التفكير الاستراتيجي والتخطيط والإدارة أي إمكانية لإجبار الحوثيين على التفاوض على السلام وإعادة حكومة فاعلة في المناطق المحررة.
ومع بقاء احتمالات إنهاء الصراع العسكري قاتمة، وسط تفاقم التوترات داخل التحالف، تزداد أهمية أي تسوية سياسية يتم التفاوض حولها.