تحليل: زيد المكتمي: وكالة الصحافة اليمنية//
تواردت التقارير والتصاريح الرسمية وغير الرسمية التي تتحدث عن نظرية المؤامرة، خاصة وأن فيروس كورونا هو نتاج فعل فاعل.
ويبدو أن اشهر تلك الاتهامات كانت من الصين وإيران وبعض المسؤولين الروس، وقد قالت بأن الجيش الامريكي هو من يقف وراء نشر الفيروس في مدينة ووهان لكبح جماح الاقتصاد، بينما اتهمت الولايات المتحدة بكين وقالت إن لديها مختبرات تابعة لجيش الصين بالقرب من مدينة ووهان.
بعد فترة قصيرة تراجعت نسبة الاصابات والوفيات في الصين حتى وصلت إلى مستوى ضئيل جدًا مقارنة بأمريكا التي تصدرت قائمة الأعلى إصابة ووفيات، بأكثر من 2000حالة خلال 24 ساعة، مما جعل نظرية المؤامرة التي تقف خلفها الولايات المتحدة غير منطقية.
لكن هناك تقارير غير رسمية وأحداثاً تضعنا أمام بعض الاحتمالات.. أولا، أن تكون الولايات المتحدة اتخذت سياسة متسرعة للحيلولة دون صعود الصين ولو كلفها ذلك اتخاذ قرارات حتى لو كانت كارثية بحق البشرية، بناء على توقعات جاءت عقب دراسات ومعطيات تفيد بأن الصين تستطيع السيطرة على الفيروس بعد أن يكون قد أوقف الحركة الاقتصادية وأثر عليها، ولكن الصين لم تقم بعزل مدينة ووهان وتعمدت ترك الوباء ليخرج عن سيطرة الدائرة المغلقة، وهذا مالم يكن في الحسبان لدى الأمريكيين.
ولذلك صدرت تصريحات من مسؤولين أمريكيين تتهم بكين بعدم الشفافية بخصوص التعامل مع فيروس كورونا، إشارة منهم إلى أنها كانت تستطيع منع خروجه، ثم اتهم الامريكيون منظمة الصحة العالمية بأنها قدمت معلومات غير دقيقة وأنها منحازة للصين.
واتخذت واشنطن بعض الاجراءات بحق منظمة الصحة منها تقييم حجم المساعدة، وقد تكون الصين غير متعمدة إخراج الوباء للعالم. أما عن قدرتها احتواءه فهي فعليا كانت لديها القدرة، وقد أعلنت بعد فتره من انتشار الوباء في الخارج أنها سيطرت على الوباء وأصبح ما نسبته 99%من الإصابة تأتي من خارج الصين.
الاحتمال الآخر هو أن السياسة الأمريكية لا تكترث ما إذا كان اتخاذ قرار نشر الفيروس سوف يكون له هذه النتائج الكارثية، طالما وفي نهاية المطاف سوف توقف الخارطة الجديدة التي سوف ترسم العالم الحديث بتقدم الصين وحتى تحتفظ بصدارته، ومن خلال الظهور بمظهر الضحية مع الكثير من دول العالم بسبب آثار الفيروس سوف تحصل بعد ذروة التفشي على سخط عالمي ضد الصين بالإجماع، تسوق له إعلاميا عندها بتوافق عالمي، وتتم اتخاذ تدابير بالإجماع بشكل عقوبات على الصين.
وبالإجماع العالمي الذي سوف تحصل عليه أمريكا سوف يكون سهلا جدًا تطبيق هذه العقوبات والاجراءات ضد الصين والتي سوف تخدم الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك احتمال آخر يرتبط بموضوع اللقاح الذي ربما قد تكون الولايات المتحدة تمتلكه، ولكن حتى تحافظ على قيمتها الأخلاقية لابد أن تتصدر قائمة الأكثر تضررًا من الفيروس حتى تبعد نفسها عن نظرية المؤامرة.. عندها، وفي ذروة التفشي للوباء وحصولها على ما تريد من نتائجه سوف تظهر بمظهر المنقذ وتكرر خدعة سيطرة الدولار على السوق العالمي بخدعة المنتج الأمريكي “اللقاح”.
أخيرا، هناك اجماع مبدأي لدى الكثير من المحللين والكتاب بنظرية المؤامرة، حتى من الجانب الديني الذي يقول إن هذا الوباء ناتج عن المعاصي والابتعاد عن القيم الانسانية، أو نظرية علماء المناخ حول حاجة الأرض لمثل هكذا وباء يخفف من نتائج التعاطي البشري مع الطبيعة، كلها لا تختلف مع النظرية العلمية، في أن ذلك بفعل فاعل سواء أكانت متعمدة أو غير متعمدة.