تحليل: وكالة الصحافة اليمنية
يبدو أن وزير الخارجة البريطاني بوريس جونسون أسرف كثيرا في محاولاته البائسة لتلميع صورة آل سعود في نظر الشعب البريطاني ومساعيه التي يحاول من خلالها امتصاص غضب البريطانيين ورفضهم للزيارة التي يقوم بها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى بريطانيا.
جونسون الذي اجتهد خلال الاسابيع الماضية في اطلاق التصريحات الصحافية وكتابة المقالات التي تتغنى بإنجازات بن سلمان -التي لم تتجاوز مسألة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة- لم يجد ما يتحدث عنه لإقناع البريطانيين بتقبل زيارة بن سلمان فذهب بسيناريوهات النفاق السياسي بعيدا واتجه لمراجعة الأرشيف البريطاني وتاريخ العلاقات مع مملكة آل سعود، لكنه ورغم اجتهاداته وبحثه في فصول كتاب العمالة وحكايات التابع والمتبوع لم يتوصل إلا لجملة واحدة قالها تشرشل على هامش محادثات مع الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1945.
جونسون وبعد عناء وبحث في الارشيف البريطاني وسيرة تشرشل لم يجد حسنة يمتدح بها آل سعود طيلة مسيرة العلاقات البريطانية مع مملكة الافلاس غير تلك الجملة الوحيدة التي قالها تشرشل عن ماء زمزم قبل سبعين عام: “هذا أعذب ماء أشربه في حياتي” وحول هذه الجملة كتب جونسون مقالا طويلا نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية وذهب كعادته في التغني بإنجازات بن سلمان، ولأن النفاق أبلغ درجات الجهل والتجهيل عميت على جونسون كما عميت على تشرشل من قبل ولم يدرك أن ماء زمزم معجزة إلهية عمرها الاف السنوات وليس منتجا تجاريا لـ آل سعود.
الغريب أن مديح جونسون لآل سعود وصل حدا لا يتقبله عاقل وخاصة عندما أشار في وقت سابق إلى أن الحملة التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تستند إلى الإصلاحات نفسها التي كانت بريطانيا دعت إليها دائما، بما فيها توسيع حقوق المرأة، مناشدا مواطنيه عدم تجاهل تلك الإنجازات.
بل ان جونسون دعا إلى ضرورة أن تقوم بريطانيا بتشجيع السعودية في مسارها الإصلاحي، مؤكدا أن مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي برمته يتوقف على نتائج هذه الإصلاحات.