تحليل خاص : وكالة الصحافة اليمنية
في الـ 22 من مارس الحالي يختتم ولي العهد السعودي زيارته الخارجية التي بدأت بمصر مررواً ببريطانيا وتنتهي بأمريكا، زيارة ليست بالعادية على الإطلاق، زيارة لها أهدافها وأبعادها الخاصة. ففي الـ 26 من مارس الحالي ستحل الذكرى الثالثة لشن المملكة العربية السعودية حرباً جوية وبرية وبحرية ضد اليمن، وهي الحرب التي قتل فيها آلاف المدنيين وجرح عشرات الآلاف ودمرت حوالي 80% من البنية التحتية في اليمن. ومع تزايد الاصوات المنددة بالحرب التي تقودها السعودية، خاصة الأصوات الغربية التي لا تكاد تختفي من الصحف الأمريكية والبريطانية، لجأ الأمير السعودي الذي هندس تلك الحرب بحسب السحف البريطانية_ للتفكير بالقيام بشئ ما يسبق هذه الذكرى التي من شأنها أن تشعل الرأي العام العالمي ضد بلاده.
توصل الأمير الى خطة رسمها بعناية وبمساعدة من وزير خارجيته عادل الجبير، قضت الخطة بالترتيب لزيارة خارجية يقوم بها ولي العهد السعودي الى الخارج، وذلك للفت الأنظار الى الصفقات التي يقوم بعقدها واشغال الرأي العام بتحليل ومتابعة اللقاءات التي يجريها الأمير خارج بلاده.
ولكن ليست أي دول صالحة للسيطرة على الرأي العام العالمي، فهناك دول قد لا يلتفت لها أحد حتى لو زارها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فقد تم اختيار ثلاث دول لها دور كبير في صناعة الرأي العام العربي والعالمي، تلك الدول هي ” مصر وبريطانيا وأمريكا”. مصر لما تمثله من ثقل سياسي وثقافي في المنطقة العربية، وبريطانيا بما تمثله من حليف رئيس لنظام آل سعود منذ تأسيس المملكة السعودية، وأمريكا لما تمتلك من قوة عسكرية وسياسية مهيمنة على العالم.
من هنا نستطيع تحديد الأهداف التي تم رسمها لهذه الزيارة، لقد أراد ولي عهد السعودية وطاقم نظامه تجديد التأييد الدولي لحربهم على اليمن، واستباق أي حملات حقوقية غربية تنادي بوقف الحرب، فبعد هذه الزيارة سينجو النظام السعودي الى أجل غير مسمى من الانتقادات الرسمية الغربية على الأقل، لكن الاحتجاجات الشعبية ستستمر بالرغم من أي خطوات يقوم بها بن سلمان ومن أي صفقات يقوم بعقده لكنه سيتمكن بالصفقات التي يقوم بعقدها مع الدول الثلاث من قطع الطريق أمام الاصوات والمواقف الشعبية التي باتت ترفض الحرب على اليمن وتطالب بإيقافها_ من أن تنعكس على مواقف الحكومات رسمياً، لأنه أمر لو حدث فستفتح المحاكم العالمية ملفات الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي فوراً.
ومن خلال هذه الزيارة أيضاً نستطيع أن نحدد من هي الدول التي منحته الضوء الأخضر لشن الحرب على اليمن قبل ثلاث سنوات، ولأن التاريخ يعيد نفسه سنجد أن القاهرة ولندن والرياض هي أول العواصم التي أيدت وباركت عدوانه على اليمنيين، وساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في قتل المدنيين اليمنيين وتدمير مقدراتهم. أما النتيجة التي يتوقعها بن سلمان فور عودته من واشنطن، فهي انشغال الرأي العام العالمي بزيارته لكل من القاهرة ولندن وواشنطن، وافراطه في حساب قيمة الصفقات التي قام بعقدها هنا وهناك بينما تمر ذكرى ثلاث سنوات من حربه على اليمن دون أي مواقف عربية أو غربية رسمية وغير رسمية.