يقبع المئات من القادة والضباط اليمنيين في سجون النظام السعودي من أفراد ما يسمى باللواء الخامس حرس حدود، وقيادته ممثلة بالعميد يوسف احمد دهباش مطري، الذي تم تعينه من قبل الرئيس المستقيل هادي الذي صدر القرار الجمهوري من العاصمة المملكة العربية السعودية الرياض برقم “169” للعام 2016م.
ولايزال قائد اللواء مختطف في سجن “الحائر” السعودي مع عدد من الضباط في اللواء الخامس حرس حدود، بعد أن تم تشكيل اللواء بأكثر من 4500 فرد وتجهيزه بأحدث الأسلحة والآليات في منطقة البقع، وذلك من أجل قتال “الحوثيين” وتنفيذ خطة الكماشة من أجل حصار صعدة، ولكن لم يكن يدرك قائد اللواء وأفراده بأنهم وقعوا في فخ رخيص حيث تم التنازل عنهم من قبل هادي وعلي محسن الأحمر، مقابل حفنة من الريالات، تم الايقاع بقوة اللواء لصالح عدو قاتل غارق في الدماء اليمنية اطفالاً ونساء. .هذا العدو السعودي الذي أوقع أفراد اللواء الذين ينتمون إلى كل ابناء المحافظات اليمنية دون استثناء، وزج بهم في جبهة ما وراء الحدود من أجل الدفاع وحماية الأراضي السعودية من هجمات الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية وسيطرته على مواقع كثيرة داخل في العمق السعودي.
لكن عندما ادرك الكثير بانه تم بيعهم بأبخس الثمن من ” هادي” والقيادات العسكرية الموالية لقوات التحالف، حاول قائد اللواء العميد يوسف احمد دهباش مطري الخروج بماء وجهه فأقدم على الاستقالة للمرة الثانية، فقد قدم استقالته في مطلع شهر أغسطس 2017لقيادة التحالف، ولكن تم رفض الاستقالة، وجاء ذلك وسط تصاعد الخلافات بين القيادات العسكرية في الحدود مع القيادة السعودية البحث عن بدلاء للألوية المقاتلة في حدودها.
وفعلا بدأت بالبحث عن قيادات عسكرية سلفية، وحاولت استقدام ألوية عسكرية ومجاميع جديدة بديلة عن اللواء الخامس حرس حدود، وانضواء الأفراد تحت القيادات السلفية الجديدة، الذين رفضوا الانصياع للقيادة السعودية، بعد استقالة قيادة اللواء، وإدراك
ضباط وأفراد اللواء، بأن السعودية تستخدمهم للتضحية بهم، فرفضوا القتال والدفاع عن الأراضي السعودية، فكان الموت والسجون هو قدر الأفراد المحتوم من الطيران الحربي السعودي.
أرتكب الطيران السعودي أبشع وأقذر مجزرة بحق أفراد اللواء ولم يشهد لها مثيلا في الإجرام والقتل، والذي تم استهداف أفراد اللواء بشكل مباشر، ولكم ان تتخيلوا تلك الجريمة والمأساة بحق جنود اختاروا القتال في صف التحالف الذي يشن حرب عدوانية على بلدهم اليمن، وحين طالبوا بمستحقاتهم “المرتبات” المتأخرة منذ مارس العام الفائت ،كان رد القيادة السعودية التوجيه لطيرانها الحرب لإبادتهم وتحت ذريعة معدة مسبقاً وتستخدم مراراً وهي القصف عن طريق الخطأ.. لكنه لم يكن خطأ فقد كان مركزاً وبشكل هستيري، وقتل أكثر من 139 فردا، منهم 73 فردا من أبناء المحافظات الجنوبية، وإصابة 643 فردا بإصابات قاتلة وبليغة، وهناك العشرات من المفقودين الذين تطايرت أجسادهم أشلاء، في حين كان قد تم استهداف 40 مجندا في فترات سابقة من أفراد اللواء نفسه،
بينما وقع العشرات من الضباط والجنود قيد الاحتجاز، وتم اختطاف قيادة اللواء ممثلة بيوسف احمد دهباش مطري قائد اللواء، و العميد محمد صالح شديق وهو خريج إحدى الكليات العسكرية العراقية، ومعهم العديد من الضباط الذين تم اقتيادهم إلى السجون العسكرية السعودية، ومنهم من يقال بأنه تم نقل القادة إلى سجن الحائر في حين تشير رواية أخرى حول تصفية أفراد اللواء .
وكالعادة تم إلصاق التهم إلى أفراد اللواء بان قطر قد دفعت اليهم اموال وهم يدينون بالولاء لقطر، بالرغم أن القوات السعودية هي التي أشرفت على التجنيد والتدريب والتسليح.
وحتى لا ينتشر خبر الإبادة الجماعية والتنكيل والاعتقال المهين، قامت القوات السعودية بإسعاف أكثر من 400 فرد إلى بعض مستشفياتها، إلا ان الجرحى لم تقدم لهم أبسط الخدمات من الرعاية الصحية والطبية، وتم إخراجهم من المستشفيات ودمائهم لازالت تنزف، وترحيلهم إلى اليمن، ولاسيما إلى محافظة مأرب.
ومع ازدياد المطالبات بالكشف عن مصير قيادات اللواء المحتجزة لدى النظام السعودي، تشكلت لجنة وقابلت على محسن الأحمر نائب الرئيس المستقيل هادي الذي وبحسب مصادر عسكرية كان عارفاً بخيوط المؤامرة وموافقاً عليها.. وقد جاء رده صادماً حيث قال للجنة:” بأن الأمر بيد “فهد بن تركي” وليس بيدي!!”.
هذا ولاتزال الكثير من القيادات العسكرية والضباط والجنود الذين اختاروا القتال في صف تحالف العدوان على اليمن، قابعين داخل سجون سرية إما في السعودية أو في مأرب.. ورغم المصير المأساوي الذي كافأت به السعودية جنود وقيادة لواء الحرس الحدودي إلا أن هناك من يبرر الإبادة الجماعية تعمدتها السعودية بحق يمنيين اشترت ولائهم ثم كافأتهم بالقتل وعلى مسمع ومرأى ومباركة الرئيس المستقيل ونائبه الفار.