للمرة الأولى في التاريخ، يصل سعر برميل النفط الأمريكي إلى (صفر)، بمعنى أن النفط أصبح يوزع مجاناً من قبل المنتجين في مقابل التكفل بأجور نقله فقط الى وجهته النهائية.
خبراء اقتصاد كشفوا العديد من أسباب أسوأ انهيار في أسواق النفط على مر التاريخ، لا بل لم تعرف البشرية له مثيلاً من قبل، ليتضح بأن السبب الأول والرئيسي يعود إلى مغامرات ولي العهد السعودي، في اتخاذ قرارات طائشة ومتسرعة، ومنها حرب أسعار النفط الأخيرة ضد روسيا، في محاولة منه لإرضاء حليفه الرئيسي ترامب الذي كثيراً ما دعا منظمة “أوبك” إلى زيادة الإنتاج وتخفيض أسعارها.
وكانت مؤسسة غولمدان ساكس التي تعتبر إحدى أعرق مؤسسات الخدمات المالية والاستثمارية في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، حذرت في 2 أبريل الجاري، من أن استمرار حرب أسعار النفط بين السعودية وأوبك من جهة وروسيا من جهة أخرى، سيؤدي إلى وصول أسعار النفط إلى ما دون الصفر، يعني وصول المخازن والمصافي وأنابيب وناقلات النفط إلى أقصى قدرتها الاستيعابية، وهو أمر لم يحصل منذ العام 1998، وهو الأمر الذي يعني أن النفط المنتج لن يجد سعة أو وجهة يقصدها.
كما دعا السيناتور الجمهوري كيفين كريمر، في 13 مارس الماضي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وقف استيراد النفط الخام من روسيا والسعودية ودول أخرى أعضاء في منظمة أوبك، وذلك ردا على حرب الأسعار التي تهدد منتجي النفط الصخري الأميركي.
أزمة الحصة السوقية التي أدت الى “حرب أسعار” انتهت بإغراق الأسواق بالنفط الذي يضخه المنتجون، حيث أنَّ اتفاق خفض الانتاج الذي تم التوصل اليه سيبدأ العمل به اعتباراً من بداية شهر مايو القادم، أما الاتفاق السابق فانتهى العمل به في 31 مارس الماضي، ما يعني أن شهر أبريل كان كفيلاً بإغراق الأسواق بالنفط، في الوقت الذي تراجع فيه الطلب بصورة حادة بسبب أزمة “كورونا”.