خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
بينما كانت القوات السعودية تجري تدريبات مشتركة مع نظيرتها الأمريكية، كانت وحداتها على الحدود مع اليمن تنكِّل بمجندي هادي بعد أن فتك بهم الجوع والمرض، فهل تتجه السعودية لإحلال الأمريكيين بدلاً لأتباعها المحليين؟
الوضع على الحدود متفجر حالياً، وقد ضربت معسكرات هادي خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات امتدت على طول جبهات القتال في نجران وجيزان وعسير، كما يقول المستشار بسفارة هادي بالرياض، أنيس منصور.
المشاهد التي تم تداول مقاطعها من داخل معسكرات هادي تنم عن انهيار كبير.. مجندون بلا مرتبات ولا مؤن ولا غذاء منذ 7 أشهر حاولوا الانتفاضة، فقرر المجندون في اللواء 63 حرس حدود بعسير التمرد، وانسحب مجندو لواء الواجب الأول واللواء السابع في جيزان من مواقعهم ليشاركوا في مسيرة راجلة امتدت إلى منطقة الحميراء بمحافظة العارضة وسط جيزان.
كانت هتافات هؤلاء تطالب بعودتهم إلى اليمن. وكان وضعهم المزري واضحاً في أقدامهم الحافية وملابسهم الرثة، ناهيك عن قطع قماش بسيطة كانوا يتخذونها كفرش لهم.
لم تحرمهم السعودية على مدى الأشهر الماضية من الأكل والراتب والمؤن، بل ارتكبت أبشع الجرائم بحقهم كما يقول منصور.
كان أبرز تلك العمليات، وفقاً لمنصور، استهداف مجندين في لواء المهام والإسناد بصاروخ موجه أسفر عن مقتل 4 من أبناء ريمة وإصابة آخرين، ومع أن هذه العملية ليست الوحيدة وسبق وأن تعرض مجندو هادي لجرائم مماثلة في ميدي وحرض ومناطق واسعة من الحدود ومن قبل ضباط سعوديين، الإ أن العملية الأخيرة تأتي في إطار حملة واسعة للقوات السعودية شملت اعتقالات وتصفيات ميدانية وترك جرحى ينزفون حتى الموت، إلى جانب حظر دخول مجندي هادي وضباطه الأراضي السعودية بحجة “كورونا”، وفقاً لوثائق سُربت مؤخراً، وبشهادة منصور المقيم في الرياض.
هذه الحملة ليست وليدة اللحظة، فهي امتداد لحملات سابقة تزامنت مع بدء مجندين انسحابهم من الحدود وتسليم آخرين أنفسهم لمقاتلي صنعاء بعد أن ضاقوا ذرعاً من التصرفات السعودية.
لم تعد السعودية الآن تراهن على هؤلاء المجندين، ليس بسبب خسائرها المتواصلة في عمق أراضيها، بل لأنها تحاول الآن بكل الطرق البحث عن حلول سياسية مع صنعاء تنتشلها من مستنقع الحرب على اليمن التي بدأتها قبل 6 سنوات ولم تعد قادرة على التحكم بدفتها، وقد أصبحت قدرات صنعاء أكبر من ذي قبل.. تدرك السعودية بأن سيطرة صنعاء على الجوف واقترابها من آخر معاقلها في مأرب قد يضيق الخناق على الرياض في عقر دارها ويدفع بالقتال نحو جبهات أخرى على الحدود لا طاقة للرياض وحلفائها بها، لذا تطرق حالياً كل الأبواب بحثاً عمَّا يهدئ من روعها، وكل الأنباء الواردة من أقبية المفاوضات السرية والتحركات الأممية والدولية تشير إلى أن الرياض تبحث عن حل يحفظ ماء وجهها على الأقل بمنحها ضمانات بعدم تعرض حدودها لهجمات مستقبلاً، وربما تلك الضمانات قد تكون بنشر وحدات أمريكية على حدودها مع اليمن.
لن تدفع السعودية مرتبات ولن تصرف مؤناً أو غذاء لمجندي فصائل هادي، لأسباب أبرزها اقتصادية، كانهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر، واستنزاف الخزينة السعودية على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن، إضافة إلى التداعيات الناجمة عن توقف النشاط الاقتصادي بفعل كورونا، وكل المعطيات تشير إلى أن القوات السعودية الآن في مهمة فقط للتنكيل بما تبقى من عناصر هادي، على أمل إعادتهم إلى اليمن كما عاد سابقيهم بتسليم أنفسهم لمقاتلي صنعاء، أو تعرض للقتل على أيدي قواتها لتكون بذلك قد تخلصت من عبء دفع مستحقات أشهر، والتزامات تجاه هؤلاء في حال توصلت مع صنعاء إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب على اليمن.
