خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
خلافاً للانتقادات الإعلامية، تعكس التحركات السعودية في عدن تأييداً مطلقاً لإعلان المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، حكماً ذاتياً جنوب اليمن، فما المكاسب التي ستجنيها الرياض من تدبير الانقلاب؟
دفعت الرياض بكتابها المحسوبين على المخابرات أصلاً، كسلمان العقيلي وآخرين لانتقاد الانتقالي وحتى الإمارات، لكن بعد ساعات على بيان المجلس شرع مركز الملك سلمان بإدخال مود إغاثة إلى عدن ووزع خيام إيوائية للمشردين من كارثة السيول، رغم مرور 5 أيام على الكارثة.
بالتزامن انسحبت القوات السعودية من محيط البنك المركزي وسلمته لقوات الانتقالي. هذه الخطوات اعتبرها مراقبون تكشف دعماً سعودياً للانتقالي أو حتى إعلانه الأخير لأسباب عدة.
قبل أيام خاض السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر وهادي صراعاً مريراً، كان ذلك بسبب مساعي السفير إعادة معين عبدالملك على رأس 6 وزراء في حكومة هادي إلى عدن، وكان موقف هادي بالرفض المطلق. لا يريد هادي عودة معين الذي يخوض معركة بقاء مع نجله الأكبر جلال ونائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية أحمد العيسي، وقد سبق لهادي أن استدعى معين إلى الرياض وكلف نائبه سالم الخنبشي بالقيام بمهامه.
وجَّه معين ضربات قاسية لحاشية هادي بدءاً بتحرير سوق الوقود في عدن، وصولاً إلى إنهاء تعاقدات شركات العيسي وشريكه جلال في هذا القطاع. وكانت كل هذه الخطوات مدعومة من السعودية، والهدف إنهاء هيمنة بطانة هادي على مفاصل الدولة.
تريد السعودية من إنهاء احتكار العيسي الاستحواذ على ثروة ضخمة في هذا القطاع، أبرزها وقود الكهرباء الذي يحقق أرباحاً شهرية تصل إلى 25 مليون دولار، وفقاً لتقارير اقتصادية.. وكان ذلك بارزاً بتسريب السفير السعودي بيانات لسفن وقود قال إن العيسي اشتراها من الحرس الثوري الإيراني في عرض البحر، في محاولة لمنع دخولها إلى موانئ عدن، وقد نجح في ذلك بعد إيقاف التحالف هذه الشحنات.
جميع محاولات السفير السعودي، الحاكم الجديد لعدن، وفقاً لبنود اتفاق الرياض الذي ينص على تسليم عدن للقوات السعودية، باءت بالفشل، وقد استغل هادي جميع أوراقه في عدن لتقييد تحركات السفير، وأبرزها الدفع بقائد فصيل تابع له متدثر بالانتقالي يدعى أبو همام اليافعي، لمنع إفراغ سفن وقود لتجار سعوديين، إضافة إلى محاصرة مطار عدن ومنع عودة معين عبدالملك.
الآن سيحقق حكم الانتقالي الكثير من المزايا للسعودية.. على الصعيد المحلي ستحكم الرياض قبضتها على عدن، بعيداً عن هادي الذي لطالما استخدمته كيافطة لحربها على هذا البلد، فالرياض تدرك أن الانتقالي لا يملك أي مقومات لحكم ذاتي، أولها أن قياداته محتجزة في الخارج، وثانيها سبق لرئيسه عيدروس الزبيدي أن اعترف بأنهم بدون السعودية لن يصمدوا ساعات، وهو بذلك يستند إلى غياب الموارد في منطقة تكتظ بأكثر من 3 ملايين نسمة.
الأهم بالنسبة للسعودية من السيطرة على عدن وإنهاء هيمنة أية قوة عليها، بما فيها الانتقالي الذي تدفع بقواته إلى جبهات قتال جديدة كمكيراس في البيضاء والضالع، استخدام الجنوب كورقة في أية مفاوضات مقبلة مع صنعاء، لا سيما وأن توقيت إسقاط عدن بالتزامن مع ضغوط دولية للبدء بمفاوضات الحل الشامل، وهو ما يشير إلى أن السعودية التي خسرت الحرب على مدى 6 سنوات مضت تراهن على ورقة الجنوب، على الأقل لمبادلة جنوبها بجنوب اليمن.