لم يجد اصحاب معارض السيارات حرجا في البسط على الشوارع الرئيسية في ظل غياب تام من الجهات المعنية التي تنظم حركة السير أو تلك التي تشرف على المحلات التجارية.
ولم يعد اصحاب المعارض يكتفون بالاحواش ولا بالارصفة المجاورة لمعارضهم، بل اقدموا على اقتطاع من ثلاثة الى خمسة أمتار من الشارع واضافتها الى احواشهم.
وبعضهم لم يكتفي بالبسط على الرصيف وجزء من الشارع، بل قاموا أيضا بتوسيع معارضهم الى الجزر الوسطية المخصصة للمارة وأشجار الزينة.
أيضا لم تعد معارض السيارات مخصصة لنوع معين من الموديلات أو الماركات، بل اصبحت معارض عشوائية لبيع وشراء مختلف انواع السيارات والشاحنات والناقلات الطويلة والثقيلة وحتى آلات الحفر، وهو الأمر الذي يحتم عليهم البسط على الارصفة والشوارع والجزر الوسطية.
البكالي صاحب معرض برر اخراج السيارات الى الشارع بحجة أن الشارع كبير وفسيح، وأضاف أنهم يقومون بدفع مقابل لبعض الجهات التي تنفذ حملات لرفع البسطات وإخلاء الشوارع والارصفة.
سمير 40 عام يعمل في أحد المعارض قال أنها اصبحت موضة لدى أصحاب المعارض مثلهم مثل أصحاب محلات الملابس، وأن الزبون اليمني ينجذب أكثر لتلك المعارض التي تضع جزءاً من بضاعتها بالخارج لتوحي للزبون بأن لديها مخزون كثير، وأن المعرض أيضاً يواكب كل جديد على حد تعبيره.
غمدان الوصابي 32 عام صاحب بقالة جوار احد معارض السيارات يشتكي من تصرفات اصحاب المعرض الذين سدو عليه الأفق ومنعوا المارة من الوصول اليه، واضاف أنه يبحث عن محل جديد ينقل إليه مواده الغذائية.
أما الحاج صالح الغيل ستيني العمر سائق باص فقال ان معارض السيارات اصبحت تشكل مشكلة مرورية بما تقوم به من خنق للشوارع، واضاف ان اصحاب المعارض يعرضون سيارات ثمينة وجديدة وسط الشارع واذا تعرضت لصدمة صغيرة سيضطر صاحب التاكس أو الباص لبيع سيارته مقابل اصلاح سيارة صاحب المعرض.
من جانبه قال ناصر هبه أحد المارة أن هذه الظاهرة باتت مألوفة لديه وهو يمر كل يوم وبالرغم من أنه يتسوق راجلاً إلا أنه يبذل جهداً للمرور من بين السيارات المعروضة في الشارع، وقلل من أهمية أي دور قد تقوم به الجهات المعنية برفع تلك السيارات، لأنه كما يقول لا يدوم تأثير أي حملة لأيام معدودة حتى تعود الأمور الى ما هي عليه من فوضى.
ولا يكتفي أصحاب المعارض باحتلال اجزاء كبيرة من الشارع فحسب، بل يجرون معظم المبايعات مع الزبائن فيما تبقى من مساحة الشارع، ليتم اغلاق الشارع تماماً لعدة ساعات بينما ينتظر سائقي السيارات والمارة حتى تتم الصفقات ومن ثم يجدون ثغرة تمكنهم من مواصلة سيرهم.
و يلاحظ تعمد بعض أصحاب المعارض اخراج السيارات لعرضها في الشارع بالرغم من أن أحواشهم شبه فارغة، ما يعبر عن رغبة لدى أولئك التجار بالبسط على الشوارع ، ويشجعهم على ذلك غياب الجهات المعنية التي يفترض بها أن ترسل حملات تفتيش وتنظيم للشوارع وعدم منح التجار حرية التصرف بها متى وكيفما شاؤوا.
الخلاصة : أن ما يقوم به ملاك معارض السيارات يشجع اصحاب المحلات التجارية الاخرى من بقالات ومطاعم وبوفيات ومواد بناء على احتلال الشوارع، الى درجة أن البعض منهم لم يعد يستأجر سوى محلاً صغيراً “للعصارات” في حالة البوفيات مثلاً التي تعتمد على الشارع لنشر طاولاتها فيه.