تقرير/ حميد الشرعبي/ وكالة الصحافة اليمنية//
يخيم التوتر على محافظات شرق اليمن، التي تشكل ثلث البلاد مساحة، وقد تداعت أطراف صراع محلية وإقليمية ودولية لتصفية حساباتها والفصل في معركتها لنهب الثروات في أهم مناطق إنتاجها.
تبرز شبوة، الواقعة على بحر العرب والتي تعتبر الآن أبرز منتج ومصدر للغاز والنفط اليمني، كأهم مناطق الصراع الحالية.. فعلى الصعيد المحلي يبقى الطرف المسيطر على هذه المحافظة هو من يتحكم بمجريات الوضع في عدن، ليس لقربها منها، بل لأنها مصدر دخلها الوحيد والأهم.
فعلياً يسيطر هادي أو بالأحرى “الإصلاح” على هذه المحافظة منذ أغسطس الماضي، عقب معارك ألقى بكل ثقله فيها لينجح بطرد الفصائل الموالية للإمارات وتفكيكها. اليوم ومع إعلان الانتقالي الموالي للإمارات يحاول الإصلاح الإبحار بهذه المحافظة بعيداً عن جنوب اليمن وشماله، وقد أصدر محافظها والقيادي في الحزب محمد بن عديو، الساعات الماضية، قراراً بوقف استيراد النفط من عدن وحضرموت وحكرها على مارب، أبرز معاقل الحزب.
لا يريد الإصلاح ضم شبوة إلى مملكة الانتقالي الحالية في عدن، ولا لاتباع الإمارات بقيادة البحسني في حضرموت، بل لهواميره في مارب.. وقد سبق أن طرح فكرة ضم بيحان إلى مارب خلال مناقشات دولية في عدن، باعتبارها أهم حقول إنتاج النفط.
رغم سيطرة الإصلاح وتحركاته الأخيرة التي تنم عن تلقيه دعماً تركياً هناك، لا تزال هناك العديد من الصعوبات التي تؤكد احتمال تقليص نفوذه هنا، وأولها الإمارات التي عززت مؤخراً هجمات الانتقالي اليومية بغارات على مناطق متفرقة في المحافظة بما فيها بيحان.. فأبوظبي لن تفرط في المحافظة التي تعد أهم محاور الصراع مع السعودية وتسعى للاستحواذ على عائدات الغاز في المحافظة لتعويض واردات قطر. أضف إلى ذلك الولايات المتحدة والتي كثفت مؤخراً تواجدها هناك بإنزال قوات في سواحل المحافظة وبدء غارات على مناطق متفرقة بلغت الأسبوع الماضي خمس غارات، بحجة مكافحة القاعدة، الورقة التي تحركها واشنطن متى شاءت.
بمحاذاة شبوة، تتجلى ملامح معركة مرتقبة بين أطراف عدة في حضرموت، ثاني أهم منتج للنفط في اليمن والمحاذية للسعودية.. فرغم الهيمنة السعودية على هذه المحافظة التي تشكل ثلث مساحة اليمن وقلة محافظاتها سكاناً، إلا أن المحافظة التي تنتج قرابة نصف مليون برميل من النفط وتتمتع بمخزون نفطي كبير، أصبحت الآن محل أطماع أطراف عدة، أبرزها الإمارات التي تحاول ضمها إلى سلطة الانتقالي في عدن، وتدفع باتجاه إبقائها تحت إدارته، مما يسهل قبضتها على المحافظة مستقبلاً. أضف إلى ذلك الإصلاح الذي دعا رئيس فرعه في الوادي “صلاح باتيس” لإعلان حكم ذاتي يضم شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى عبر تشكيل لجنة من المحافظات الأربع، وهدفه الاستحواذ على هذا المثلث النفطي، بحكم هيمنته على معظم محافظاته عبر السلطة أو عبر القوات المنتشرة هناك.
يبدو الوضع أقل توتراً في أقصى الشرق اليمني، وتحديداً في المهرة وسقطرى، حيث تقل الفرص الاقتصادية مع بقاء الأطماع الجيوسياسية، خصوصاً بعد حسم الإمارات والسعودية هذا الملف بسيطرة سعودية على المهرة التي تريدها بوابة لتصدير نفطها عبر مد أنبوب يربط أراضيها ببحر العرب، والإمارات عينها على سقطرى التي تعد نقطة مراقبة مهمة على الخطوط الملاحية في بحر العرب وخليج عدن، وصولاً إلى المحيط الهندي، إلى جانب المزايا السياحية التي لم تخفِ أبوظبي طموحها بالاستحواذ عليها.
يدفع التحالف الأطراف المحلية في حكومة هادي والانتقالي نحو التصعيد في عدن على أمل إغراقهم في حرب استنزاف طويلة الأمد، وعينه على فرض واقع جديد في “إقليم حضرموت” الذي اختار تجنيبه ويلات الحرب، ويسعى للخروج من الحرب على اليمن الممتدة لـست سنوات.