تقرير ميداني خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بصورة مفزعة، تصاعدت أزمة الغاز في المحافظات بل وفي قلب العاصمة صنعاء ، حيث تتعدد مناهج تقصي الأزمة، لكنها مع ذلك لا تصل الى حقيقة الأمر، لذا فإن التبريرات تتمحور في تبادل الاتهامات بين حكومة صنعاء وحكومة الفنادق والضحية المواطن المغلوب على أمره.
حيث يشتكي المواطنون في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية من أزمة نقص غاز الطهي المتكررة منذ بداية الحرب السعودية على اليمن في الوقت الذي يزداد فيه الاستهلاك اليومي، مع منع الكميات التي يسمح بدخولها من مارب والجوف من قبل مسلحي التحالف.
حيث تشهد المدن المحاصرة من قبل التحالف مشكلات خدمية جمة إضافة إلى ذلك أنها غارقة في أزمات تكاد تنغص عليها هموم الحرب ، ومن الأزمات التي تصدرت قائمة هموم المواطنين هي أزمة الغاز التي عادت تعصف بالمدن لتزيد من أعباء المواطن التائه وسط دوامة المعاناة والفقر والجوع بسبب الحصار المفروض برا وبحرا وجوا .
حيث يقول: عبد الحميد مختار صاحب إحدى المحطة بصنعاء ان خلافا وقع في بين شخص مسلح ومواطن أثناء “مساربته” للغاز في محطته.
وأوضح مختار ان الخلاف تطور إلى الاشتباك بالأيدي قبل أن يقدم المسلح على إطلاق النار على المواطنين فأراد ثلاثة قتلى على الفور. حيث ان القاتل لاذ بالفرار عقب الحادثة، وان الأجهزة الأمنية ما زالت تلاحقه.
وفي الوقت الذي تشتد فيه معاناة المواطنين ، يعاني المواطن محمد أحمد (65 عاما) جراء نقص غاز الطهي، حيث يقول : لا يتوفر لدي غاز في المنزل منذ ما يقارب الأسبوعين ، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه، وننتظر تعبئة أنابيب الغاز، ولكن دون جدوى حتى هذه اللحظة.
ويعيل محمد أسرة من 25 فردا، بينهم الأطفال والرضع، والذين هم بأمس الحاجة للأكل.
ويتابع: نعاني من نقص غاز الطهي منذ بداية الحرب ، في هذه الفترة خاصة مع ازدياد معناة الناس نتيجة النزوح.
ويوضح محمد أن عائلته تلجأ لطهي الطعام على الحطب، الذي يكلفهم عناء وجهدا كبيرا في الأوضاع المعيشية الصعبة.
ويبدي محمد انزعاجه من حرمانهم من غاز الطهي، مبدئيا استيائه من تكرار تلك الأزمة من قبل التحالف .
وتسأل قائلا : هل حرماننا من الغاز بقرار سياسي من التحالف ، أم بقرار امريكي ، مضيفا :ما الذنب الذي اقترفناه ليمنع عنا الغاز الذي هو من أرضنا المحتلة ؟.
من جهته، يخشى صاحب أحد المطاعم بصنعاء ، المواطن صالح عيسى (46عاما) يقول: اخشى من استمرار إغلاق مطعمي ، جراء نقص الغاز المستخدم في كل الطهي ، مشيرا إلى أن المطعم هو مصدر رزقه الوحيد .
ويقول: كمية الغاز التي نحصل عليها من المحطات بعد المساربه لأيام لا تكفي للاستخدام ليوم واحد ، بسبب استهلاك كميات مضاعفة للطهي في المطعم .
من جهته، يشتكي المواطن محمد العزكي، (24عاما )، من استمرار تلك الأزمة التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة في العاصمة وبقية المحافظات ، مشيرا إلى أن حلم كل إنسان هو توفير أنبوبة غاز لبيته.. ويصف الحصول على أنبوبة غاز معبأة في هذه الأوقات، كالهدية التي تهدى للأم في يوم عيدها.. حيث يأمل الشارع اليمني أن تبدأ هذه الأزمة بالإنفراج وأن يجد أصحاب الشأن حلا لتلك المعضلة بالقريب العاجل.