تحليل خاص/محمد العزي/ وكالة الصحافة اليمنية//
كقراراته السابقة، تعامل المجلس الانتقالي التابع للإمارات مع قراره الجديد بشأن الحكم الذاتي للجنوب، تراجعُ بعد الهالة الإعلامية، وخنوعٌ عقب بيان التحالف.
تعجز قيادات الانتقالي ان تواجه التحالف حتى بالكلمة او الموقف، وذلك ما اثبتته وقائع الميدان فعقب اعلان الانتقالي بالحكم الذاتي للجنوب، جاء بيان التحالف لينسف كل آمال تعلق عليها عيدروس الزبيدي ومناصريه، ليخضع حينها ويصدر بيان جديد يؤكد فيه ترحيبه ببيان التحالف وحرصه على تنفيذ اتفاق الرياض.
الصفعة السعودية التي تلقاها الانتقالي ومن وراءه الامارات لم تقف عند مستوى البيان، بل تلى ذلك صفعة جديدة، تمثلت في سيطرة أدوات السعودية بقيادة الجنرال علي محسن الأحمر على محافظة سقطرى، واخماد أي تمرد للانتقالي والامارات، والقبض على قيادات عسكرية وضباط وجنود تابعة للامارات، سبق ان أعلنت سيطرتها على مواقع عسكرية في سقطرى.
تلك الخطوات التي أقدمت عليها السعودية وادواتها كانت مباغتة تماما للانتقالي وعناصره وللإمارات أيضا التي تعتقد ان يدها هي الطولى في الجزيرة، ولكن ما شهدته سقطرى امس واليوم يقول خلاف ذلك، فالإمارات وادواتها ليست سوى ورق هش امام جحافل السعودية وقوات علي محسن الأحمر.
لم تكتف السعودية الى نهاية تلك الخطوتين، ولكن اتخذت خطوتها الثالثة والأولى من نوعها والتي تتمثل في شن عشرات الغارات على المعسكرات التابعة للانتقالي في سقطرى، ووفق مصادر محلية فإن الغارات عبارة عن قنابل صوتية وضوئية.
الغريب ليس في نوعية الغارات وانما في قرار التنفيذ السعودي واستهداف معسكرات الانتقالي في الجزيرة كرسالة قوية مفادها ان الطيران السعودي باستطاعته ان ينهي التواجد الاماراتي كلياً.
بالعودة الى سبتمبر واكتوبر وديسمبر من العام الماضي 2019م، حتى يومنا هذا، تتكرر الأحداث السياسية والعسكرية، فيما الانتقالي يشهد تقلصا واندحارا وتجردا من كل صلاحياته، ابتداءً من عدن وشبوه وأبين وانتهاءً بسقطرى، فلم يعد له سوى موطئ قدم صغيرة لا تكاد ترى بنواظير طائرات الاباتشي.
ورغم كل تلك الحقائق لا يزال الانتقالي يسير على امنيات تتلاشى يوما بعد يوم، ويصدر أحلامه الكاذبة لأبناء الجنوب، ولم يعي الدرس قط، بعد كل الصفعات التي تلقاها من السعودية، ولا يزال متمسكا بالإمارات وهلالها الذي يغيب في أحلك الظروف ويظهر حين توزيع أقراص الخبز وحبيبات التمر على الصائمين، ولسان حال الجميع يقول من سينقذنا من كورونا؟!