وكالة الصحافة اليمنية//خاص//
أكثر فأكثر تغرق السعودية والإمارات في المستنقع اليمني، ومع مرور الوقت ونتيجة لتباين مواقفهما واختلاف مصالحهما يعتقد الكثير بأن ثمة حرباً تدور بينهما في اليمن، أو أن حرباً بينهما توشك أن تقع بحسب بعض المراقبين.
غير أن الحقيقة أنه لا يوجد بين الرياض وأبوظبي أي خلاف، كون كل منهما ينفذ أجندات مرسومة ومحددة من قبل أمريكا وإسرائيل، وحضور كل منهما في اليمن محكوم بالخارطة التي رسمتها واشنطن، ولا تستطيع الرياض إلغاء دور أبو ظبي كما لا تستيع أبوظبي إلغاء الرياض أو القيام بدورها.
وكلما لديهما من صلاحيات في اليمن هو استغلال المكان والزمان للإسراع في تنفيذ المهمة المطلوبة وإتمام المهام الموكلة لكل منهما على أسرع وأكمل وجه، فالإمارات تم تكليفها بالسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية بأسرع وأقصى وقت ممكن وتسليمها فيما بعد لأمريكا التي تعتبر الجزر والموانئ اليمنية ركيزة أساسية بالنسبة لها من أجل مواجهة المشروع الصيني المسمى “طريق الحرير الجديد”، وهو المشروع الذي تحسب له أمريكا ألف حساب وتعد عدتها منذ سنوات لمواجهته وإعاقة تنفيذه.
أما السعودية فتؤدي دور المصارع أو المجالد الأمريكي ولكن بطريقة بدوية أثبتت ردائتها، أو بمعنى آخر تؤدي السعودية دور الممثل البديل كما يحصل في أفلام هوليوود، والممثل البديل في الغالب لا يستعان به إلا لإشعال النار في جسده أو إلقاؤه من أعلى برج الى الشارع أو الى قعر النهر المليئ بالتماسيح والآفات.
الدور الذي تقوم به السعودية منذ سنوات وخاصة منذ شنت الحرب على اليمن أظهرها كمنظمة إرهابية وليس كدولة نظام وأنها لا تمتلك لا القرار ولا السيادة، وقد أصبحت صحف ومنظمات العالم الحقوقية تصفها بـ “منبع الإرهاب” بل والممول الرئيسي له في جميع أنحاء العالم.
إذاً لا صحة لما يتم بثها من أخبار وتقارير وتحليلات تشير الى أن ثمة خلافات بين السعودية والإمارات في اليمن، وما تلك المعلومات سوى قراءات مستعجلة للأحداث وربما يتم طباختها وتعميمها من قبل الرياض وأبو ظبي أو واشنطن المحرك السياسي والعسكري لهما في المنطقة.
يؤكد صحة ما ذهبنا إليه في هذا التقرير حقيقة أن السعودية والامارات عندما اتفقتا اعلنتا الحرب على اليمن، وعندما تشاع أخبار عن اختلاف بينهما تقوم طائرات أي منهما بقتل اليمنيين فقط، فعندما تريد الرياض إيصال رسالة لأبو ظبي تقوم بقتل مجموعة من اليمنيين الموالين لها في عدن أو شبوة أو حضرموت، وكذلك عندما ترغب الإمارات بقرص أُذن الرياض تقوم باستهداف مجموعة من اليمنيين المؤيدين لها في نهم أو مأرب أو غيرها من المدن اليمنية.
وفي آخر تصريح للمتحدث باسم البنتاغون قال أن الطائرات الأمريكية شنت 22 غارة في اليمن ضد تنظيم القاعدة منذمطلع العام 2018م، ومن التصريح يتضح لنا حرص أمريكا على استمرار الحرب في اليمن وتواريها بعيداً عنها في نفس الوقت، وتحرص على إعلان أن حربها فقط ضد تنظيم القاعدة.
وما كان لأمريكا أن تكتفي بـ 22 غارة في اليمن خلال 70 يوم تقريباً لو لم تقوم أدواتها تشن على اليمنيين أكثر من مائة غارة جوية في اليوم الواحد، ومن هنا تتضح حقيقة سوداء بالنسبة لكل من السعودية والإمارات، وهي أن أمريكا خلال الثلاث السنوات أبقت سجلها نظيفاً من قتل المدنيين اليمنيين، في الوقت الذي لطخت كل من الرياض وأبو ظبي أيديهما بدماء نساء وأطفال اليمن، وتورطتا بتدمير البنية التحتية للدولة اليمنية وحصار الشعب اليمني براً وبحراً وجوا.
هناك أيضاً حقيقة أخرى تثبت من الذي يقوم بتوزيع المهام السياسية والعسكرية في المنطقة، فبعد أن تولى دونالد ترامب رئاسة أمريكا وخلال زيارته الشهيرة الى الرياض أعطى تعليماته لأمراء الرياض وأبوظبي باستبعاد دولة قطر من التحالف العربي الذي تقودانه للحرب على اليمن، ولم تمر سويعات من مغادرة ترامب للرياض اعلنت السعودية والامارات ومعهما مصر والبحرين الحرب السياسية والاقتصادية على جارتهما دولة قطر التي كانت لاتزال حينئذٍ دولة مشاركة سياسياً وعسكرياً في تحالفهما ضد اليمن، ولم تكتفيا باستبعاد قطر من المعادلة العسكرية في اليمن فقط _ بل وذهبتا للتهديد بإستبعاد قطر مما يسمى بـ “دول مجلس التعاون الخليجي”.