يقف حزب الاصلاح اليوم موقفاً صعباً، في معاركه الدائرة مع الانتقالي في محافظة ابين جنوب اليمن.
يعتقد كثير من المراقبون أن معركة أبين بين الانتقالي والاصلاح، تمثل مفصلاً مهماً في خارطة الصراع بين الطرفين، حيث تعتبر بالنسبة لحزب الاصلاح معبراً وحيداً من اجل العودة إلى محافظة عدن، بينما يعتبر الانتقالي محافظة ابين رأس حربة لا يمكن من دونها استعادة محافظات حضرموت وشبوة من يد حزب الاصلاح.
ورغم أن تاريخ الموجهات بين الطرفين حافل بالخيبات التي تعرض لها حزب الاصلاح، بسبب الخذلان الذي واجهه الحزب على يد التحالف، إلا أن ذلك لم يغير من استراتيجية الحزب المعتمدة على السعوديين في حربه العبثية للسيطرة على المحافظات المحتلة جنوب اليمن.
منذ الخامس من نوفمبر الماضي، كان حزب الاصلاح يراهن على وهم تطبيق اتفاق الرياض، رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن هناك توجهات من قبل السعوديين والاماراتيين، لتمكين “الانتقالي الجنوبي” من السيطرة على الاوضاع في المحافظات المحتلة جنوب اليمن، فقد تم مصادرة السلاح الثقيل من مسلحي الحزب في يناير الماضي، باسم “اتفاق الرياض” بينما رفض الانتقالي تسليم السلاح، لاحقاً تم طرد معين عبدالملك من عدن على يد الانتقالي، بشكل يخالف اتفاق الرياض، الذي اعلن الانتقالي أنه لن ينفذ منه إلا ما يتوافق مع مصالح ” الشعب الجنوبي”.
إلا أن تلك المؤشرات لم تكن كافية لإقناع قيادة حزب الاصلاح، أن دول التحالف قد استغنت عنهم ، وأن اتفاق الرياض لم يكن سوى تدشين لمرحلة استبعاد الحزب والاستغناء عن خدماته بشكل نهائي.
ويرى مراقبون عسكريون أن الاصلاح يحاول قوقعة المعركة في ابين، بينما يسعى خصمه الانتقالي الجنوبي، إلى توسيع رقعة المواجهة مع الاصلاحيين في مختلف المحافظات المحتلة، حيث بدء الانتقالي بمحاصرة ومهاجمة المعسكرات التابعة للاصلاح في محافظة لحج، وهو موقف يدل بحسب المراقبين على الموقف الضعيف الذي يعايشه حزب الاصلاح.
وعلى مايبدو أن معركة ابين ماهي إلا مقدمة لمحصلة الخيبات التي ستتعاقب على الحزب بسبب سوء تقديره للموقف، واصراره على “وضع البيض” في سلة التحالف، والتخلي عن كل المبادئ والقيم الوطنية.