المصدر الأول لاخبار اليمن

الصماد يمنح السعودية وحلفائها  فرصة  إنهاء الحرب..!!

تحليل خاص : وكالة الصحافة اليمنية

لم يعتد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى تقديم خطابات عاطفية أو انجازاتيه..  بل يقدم الرجل الذي لم يصل إلى الأربعين من عمره بعد، خطابات تحجب الخوف عن شعبه وتمطرهم بالشجاعة والتقوى.

وفي لحظات عصيبة كالتي يعيشها اليمن، يعرف الصماد أن اليمنيين يحتاجون إلى رئيس وطني شجاع ، ينطق وينطلق بحرية وبرأس مرفوع يلوحاً بسلام الشجعان أو متحدياً لا يرتعد أمام تهديد حتى لو كان وراءه كل قوى الشر العالمية ..فثمة كرامة شعب وسيادة وطن لا يمكن المساومة عليهما .

صباح أمس الخميس كان صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء يتحدث لنخبة من قوات الحرس الجمهوري وقوات العمليات الخاصة ولواء الحماية الخاصة عن معركة الصمود التي خاضوها ومعهم الشعب اليمني بثبات وشجاعة أذهلت العالم.

رجل الحرب والسلام الثلاثيني وجه  خطاباً عالمي من داخل قاعة بدت مزهوة برجال اليمن الذين لم يساوموا على كرامته، وفضلوا التضحية بأرواحهم في سبيل عزة وكرامة اليمن.

قال الصماد: “نحن رجال سلم ورجال حرب إن يريدوا السلام نحن أهل السلام وقرارنا بأيدنا ومستعدين نوقف خلال 12 ساعة إذا هم سيتوقفون “..وأضاف:” لن نساوم بكرامة الشعب اليمني وتضحياته إطلاقاً فما نراه يحفظ للناس كرامتهم وتضحياتهم سنمضي فيه”.

وأكد الرئيس :”لسنا مغامرين نحن أوفى الناس حرص على الوطن وسلامة مقدراته، وفي نفس الوقت كرامتنا لا تشترى بالمال وعزتنا وإبائنا لا يمكن التفريط بها أو المساومة فيها وهذا ما يبعث على الفخر أن نرى التنافس بين الوحدات العسكرية والتدافع إلى معسكرات التجميع والتأهيل للالتحاق بهذه الدورات من كافة مناطق البلاد”.

ولوح الصماد بالسلام.. السلام المشرف، سلام الشجعان الذي لا ينتقص من كرامة الشعب اليمني قائلاً:” يريدون سلاماً نحن مستعدين، ولو أرادوا ابتزازنا ومساومتنا فسنستمر في الصمود والثبات مهما بلغت التضحيات”.

ثمة روح ثورية كانت تنفخ الحماسة والشعور بالعزة ليس فقط داخل قاعة الاحتفائية التعبوية التي نظمتها وزارة الدفاع اليمنية، لكنها فاضت فملأت سماء العاصمة صنعاء التي ما تزال شامخة بأنفة يمنية أصيلة.

تحدث الصماد بوضوح عن السعودية التي لا تملك قرارها بيدها :” السعودية ليست مستعدة للسلام وأن قرارها ليس بيدها وإلا كنا جلسنا على طاولة ونتفاوض تفاوض الشجعان”.. ويستطرد الصماد محذراً:” القرار السعودي ليس بأيديهم ، وإذا كانوا يريدون إذلال الشعب اليمني والانتقاص من كرامته فسنقول لهم لا، والشعب اليمني معنا في ذلك”.

يجيد الصماد ورفاقه التفاوض بشجاعة من يملك قراره بيده ولا يساوم على كرامة شعبه.. ولكن ماذا عن السعودية وحلفائها من اليمنيين الذين اختاروا “العمالة” إرضاءً لعدو ها هو اليوم يسومهم سوء العذاب والمهانة.. فماذا عنهم -السعودية وحلفائها الخارجيين والمحليين – هل يمتلكون قرار التفاوض بشجاعة أو حتى القتال بشرف؟!.

الرئيس الذي يحمل بندقيته بيد فيما يلوح بالأخرى إما بالسلام المشرف، أو بالتحية لرجال اليمن البواسل ويمضي إما متنقلاً في جبهات القتال أو منشغلاً بشئون البلد السياسية والادارية،  لا ينسى وسط كل تلك المهام التي كلفه بها الوطن من الافتخار بضباط الجيش اليمني :”ضباطنا يفخر كل واحد منهم بقيادة هذا اللواء وهذه الكتيبة وهذه السرية وهذا يقود محور والقيادة يمنية من عمق المؤسسة العسكرية، لكن شرف كبير لنا أن قرارنا يمني ونحن أصحاب القرار”.

ثم يذهب لعقد مقارنة سريعة وعميقة بين أبطال اليمن وخونته: “ليس لدى أولئك قرار، عبدربه معه ميلشيات والإمارات لديها ميلشيات والمجلس الانتقالي لديه مليشيات والقطريين معهم نصف ميليشيات والسعوديين معهم نصف جبهة مأرب تبع طرف وجبهة نهم تبع طرف والجوف والساحل تبع طرف ما معهم قرار ويستطيعوا أن يوقفوا، أصلاً القرار ليس بأيديهم حتى اللي يقولوا أنهم يمنيين وأنهم يقاتلوا دفاعاً عن الشرعية، نقول لهم قراركم بأيديكم تعالوا نتصالح، لكن لا حيلة لهم”.

ولأن الكرامة مقرونة بالشجاعة، والشرف بالوطنية، أما بيع الوطن على قارعة العمالة فليس من شيمة الرجال وثمة فرق شاسع وكبير بين رجال الرجال وبين أشباه الرجال.

ويشير صالح الصماد إلى أن المرتزقة ليس باستطاعتهم ضبط الوضع، لأنهم مرتهنين للسعودية، والسعودية ليس بيدها القرار، وإنما بيد أمريكا وما دام قائد القوات المركزية الأمريكية يقول لهم بعد ثلاث سنوات أن اليمنيين رقم صعب، معنى ذلك أن الحرب ما تزال طويلة ونحن مستعدين لها بشحذ الهمم وفي نفس الوقت لسنا عشاق مشاكل”.

ومتخففاً من الأحقاد يقول الصماد :”نحن نقول لهم تريدون سلام تعالوا إلى السلام، السلام المشرف، سلام الشجعان، نحن متضررين من الحرب وأنتم متضررين أيضا منها تعالوا نتوقف، لكن إذا رفضوا يا رجال أيش نعمل نستسلم، نجعلهم يدسونا ويدوسوا كرامتنا وينتهكوا أعراضنا”.

ما هو لافت في كلام الرئيس الثوري الشاب أن ثمة حكمة ومسئولية تنساب مع كلماته القوية، ويبدو الرجل غير مكترث بالحرب ، ويبدو أيضاً أنه مستعداً لكل الاحتمالات وقد قالها وكررها مراراً:” إما سلام شجعان مشرف.. سلام يحافظ على كرامة الشعب اليمني ويحفظ لليمن سيادته.. أو مستعدين لمزيد من التضحيات والصمود”.. ويضيف بثقة عالية وبكلمات تلمع فخراً:” كل العاهات سقطت من المؤسسة العسكرية الرائدة وبقي فيها الذهب الصافي من الضباط والرجال الذين يدافعون عن الشعب اليمني وكرامته في مختلف جبهات الشرف والبطولة والذين هم كالذهب كلما زاد حرارته ، زاد صفاءً ونقاءً”.

ولأن الصماد مسئول يحمل هم وطنه وشعبه على كاهله نجده حريصاً على أولئك اليمنيين الذين باعوا الوطن بثمن بخس وبالرغم من ذلك يمد لهم يده فربما يتشبثون بها كي تنقذهم من مستنقع الخيانة :”من المؤسف على أبناء المحافظات الجنوبية الذين يدًعون بمظلومية القضية الجنوبية، هم اليوم يدافعوا على جنوب السعودية في البقع وميدي وعلب “.

ويتذكر بحزن :” إن أحد قيادات الإصلاح يقول قبل سنة ونصف في أحد لقاءاته في محاولة لتقديم نفسه أمام دول الخليج إن 12 ألف من حزب الإصلاح قتلوا في جبهة نهم ومأرب على أيدي الجيش واللجان الشعبية من حزب واحد وفي جبهة واحدة، ما يعني أن لديهم حاليا أكثر من خمسين ألف قتيل من المرتزقة “.

ويتساءل :”كيف سيكون وضع أبنه عندما يقتل هذا الشخص، وهو يعتبر نفسه منتمي للمؤسسة العسكرية هذه المؤسسة الرائدة، وشيء مؤسف جداً أنهم ما يزالون يستغفلون العقول عن إيران وتواجد الإيرانيين في اليمن، يعطونا كم قتلوا من إيرانيين وكم أسروا”.

تسير اليمن نحو تحقيق سيادتها المسلوبة التي ارتهنت للخارج طيلة عقود .. أنها تقف الآن بشجاعة في مواجهة مصيرية لا تقبل بأنصاف الحلول ..ولاحقاً لن تقبل أن يمتطي صهوة قيادتها عملاء وخونة.. لقد خرج هذا البلد الكريم إلى بقعة ضوء فسيحة ليخوض معركة شرف لا مجال فيها للمساومة على الكرامة والسيادة.. هذا ما يؤكده عليه الصماد الذي كان يردد صباح أمس  النشيد الوطني باعتزاز : “أمتى أمتي ..امنحيني البأس يا مصدر بأسي.. واذخريني لك يا أكرم أمة”.

قد يعجبك ايضا