وكالة الصحافة اليمنية//خاص//
يبدو أن التجربة الديمقراطية اليمنية في نسختها الأخيرة قد ألهمت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي قرر النزول في انتخابات 2018م كمرشح منفرد ليضمن فوزاً ساحقاً و بنسبة 99%على لا أحد.
ففي انتخابات اليمن التي جرت في العام 2012م، اتفت حينها الاحزاب والقوى السياسية اليمنية على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تمت تسمية الفائز فيها مقدماً، وكان الفريق عبدربه منصور هادي هو المرشح الوحيد والفائز فيها لمدة عامين.
ومن شدة إعجاب الرئيس المصري بتلك التجربة أقدم عبدالفتاح السيسي على اعتقال كل خصومه السياسيين والزج بهم في سجون مصر بعده تهم ملفقة وذلك لمنعهم من خوض السباق الرئاسي الذي عزم السيسي على الانفراد به لعدة فترات.
ففي الـ 23 يناير 2018، اعتقلت السلطات المصرية رئيس أركان الجيش المصري الأسبق والمرشح المحتمل لكرسي الرئاسة، الفريق سامي عنان، ووجهت له مجموعة من الادعاءات والاتهامات الخطيرة، وهي الخطوة التي تبدو كما لو كانت تحرُّكاً محسوباً من قِبل القوات المسلحة والنظام لدفعه خارج السباق.
وبعد سعيه لخوض الانتخابات الرئاسية، أصبح عنان آخر مرشح للرئاسة يُدفع للخروج من السباق، في انتخاباتٍ بات من المؤكد أن يفوز بها خريجٌ آخر في المؤسسة العسكرية المصرية، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان قد اضطر 3 من المنافسين الآخرين على كرسي الرئاسة إلى ترك السباق كرهاً وخوفاً.
إذ أعلن أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق وقائد القوات الجوية الأسبق، أنه لا يعتقد أنه الرجل “المثالي” لقيادة الأمة في تلك المرحلة، بعد أيامٍ من تعرضه لانتقادات قاسية، بعضها كان شخصياً، من قِبل وسائل الإعلام المؤيدة للسيسي.
جديرٌ بالذكر أن شفيق جاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2012، وكان يُعتقد أن ترشحه سيعطي سباق عام 2018 نشاطاً وزخماً أكثر.
البرلماني السابق محمد أنور السادات اعلن هو الآخر عن انسحابه من السباق جزئياً؛ لأنه يخشى على سلامة مؤيديه. السادات هو ابن شقيق الزعيم المصري الراحل أنور السادات. وأخيراً، أعلن المحامي خالد علي، انسحابه.
ولكي لا تبدو الانتخابات المصرية نسخة طبق الأصل من انتخابات اليمن 2012م، دفع الرئيس المصري بأحد الشخصيات التي يثق فيها جيداً للنزول في انتخابات 2018م وذلك لمنافسته في السباق على كرسي الرئاسة المصرية، والمنافس الذي يثق فيه السيسي هو “مصطفى موسى مصطفى”.
من اسم المرشح المنافس للسيسي يبد وكأنه اسم مركب أو وهمي تمت تسميته بصورة سريعة لسد ثغرة في المشهد الديموقراطي، وإذا ما تمعنا في سيرة حياة موسى سنتأكد مائتين بالمئة أنه فعلاً شخصية وهمية أو على الأقل شخصية فرعية من عبدالفتاح السيسي نفسه.
فبالإضافة الى مؤهلاته التي تعتلي سيرته الذاتية عُرف عن مصطفى موسى مصطفى أنه عارض حكم محمد مرسى وشارك في الاحتجاجات ضد حكمه حتى تم عزله عقب احتجاجات ساندها الجيش في منتصف 2013.
وفي عام 2014 ، أطلق حملة “كمل جميلك يا شعب” التي دعت وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي للترشح لتولي رئاسة البلاد. وفاز السيسي في تلك الانتخابات.
وفي 24 أغسطس عام 2017 أسس حملة لتأييد ترشح الرئيس السيسي لولاية ثانية تحت إسم “مؤيدون”.
وفي 29 يناير 2018 وفي آخر أيام قبول طلبات الترشح أعلن موسى مصطفى تقدمه رسميا بأوراقه لخوض انتخابات الرئاسة المصرية لعام 2018م، وتمت الموافقة على طلبه بالرغم من رفض عشرات المرشحين الذين تقدموا للسباق مبكراً.
وبحسب مراقبون فإن السيسي قد قام بـ “مصرنة” الانتخابات اليمنية مع تغيير بسيط في الحبكة، وتوقعوا أن يصل السيسي الى نفس النتائج التي وصل اليها عبدربه منصور هادي في اليمن، ولم يستبعدوا أن يصل الرجل بعد إكمال المسرحية الى العاصمة السعودية الرياض ليلتحق بإبن المؤسسة العسكرية اليمنية الفريق هادي الذي اضطر للهروب من صنعاء الى عدن ومن ثم الى الرياض بعد أن انقضت فترته الرئاسية.