أوتاوا/ وكالة الصحافة اليمنية//
تتهم عائلة الجابري، وهي عائلة سعودية بارزة مقيمة في كندا، وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باعتقال اثنين من أبنائها بالخارج كرهائن في “لعبة عروش” تجري في المملكة، من أجل إجبار سعد الجابري، وهو مسؤول أمني سعودي كبير مقيم في كندا، على العودة للسعودية.
وفق تقرير لصحيفة The Globe and Mail، السبت 6 يونيو/حزيران 2020، فإن سعد الجابري، 61 عاماً، هو مسؤولٌ أمني سعودي كبير ساعَدَ في مدِّ الجسور بزياراته إلى وزراء الحكومة الكندية ومسؤولي استخباراتها، ويعيش بهدوءٍ في كندا مع بعض أفراد عائلته منذ العام 2017.
عمر وسارة: يقول أحد أبنائه، وهو خالد الجابري، الطبيب الذي تدرَّب في كندا، إن اثنين من أشقائه اختُطِفا في المملكة السعودية هذا الربيع ولم يُسمَع منهما شيئاً مذاك الحين، وتخشى العائلة من أنهما يُحتُجزان كـ”ورقة مساومة” بيد وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقولون إنه يحاول إجبار الوالد على العودة.
قال الدكتور الجابري في مقابلةٍ مع صحيفة The Globe and Mail الكندية، كانت هي الأولى معه في كندا: “في قلب هذه القصة برمتها، هناك اثنان من الأبرياء اللذين كانا يجب أن يكونا معنا هنا في تورونتو. لا نعرف حتى إذا كانا ميِّتين أم حيَّين.. هل هما بخير؟ هل تعرَّضا للتعذيب؟”.
يوطِّد وليّ العهد سلطته من خلال إزاحة واعتقال الفصائل الملكية المُنافِسة وحلفائها، لتعبيد الطريق من أجل أن يصبح ملكاً. ولعدة سنوات، عاش الجابري وعائلته يكتنفهم الخوف. قال الدكتور الجابري، مُتحدِّثاً باسم عائلته: “لم نكن نريد أن نتورَّط في لعبةٍ سياسية على العرش”.
كما امتدَّت العلاقة الأمنية أيضاً لتشمل التجارة، وأثناء توليه وزارة السلامة العامة الكندية بين عاميّ 2010 و2013، زار السياسي المُحافِظ فيك تويز منطقة الخليج وقابل سعد الجابري عدة مرات.
تويز، كتب في رسالةٍ له: “لقد استمتعت بلقائه لتبادل وجهات النظر معه حول العلاقات الأمنية الثنائية المتنامية، وخاصةً المشاركة الواعدة للمؤسَّسة التجارية الكندية في برنامج تحديث وزارة الداخلية”.
من وزير إلى مهاجر: في العام 2015 أصبح الجابري وزيراً في الحكومة السعودية تحت رعاية محمد بن نايف، الذي كان حينها ولياً للعهد، لكن بعد عامين، تدهور حاله حين عيَّن الملك ابنه ولياً للعهد. وباعتباره وريثاً للعرش، وَضَعَ محمد بن سلمان بن نايف قيد الإقامة الإجبارية.
خلال صيف 2017، سافَرَ أغلب أعضاء عائلة الجابري إلى الخارج، إذ قرَّروا أنه سيكون من الحكمة أن يشقوا طريقهم إلى كندا، حيث ذهب خالد الجابري لدراسة الطب بجامعة ماكغيل في عام 2010.
قال الجابري: “كندا هي وطننا، وهي ملاذٌ آمن”، وأضاف أن عائلته -بمن فيها ثلاثة أشقاء آخرين تتراوح أعمارهم بين 33 و18 و9 أعوام- هاجروا واتَّبعوا كامل الإجراءات الرسمية.
الحكومة الكندية قلقة
عبَّرَت الحكومة الكندية أيضاً عن قلقها إزاء القضية. وقالت سيرين خوري، المُتحدِّثة باسم دائرة الشؤون الدولية الكندية: “يساور القلق كندا بشأن احتجاز ابن وابنة سعد الجابري في المملكة السعودية”.
كان من الأسهل استهداف الشقيقين في المملكة السعودية. ففي صيف 2017، كان عمر وسارة لا يزالان في المملكة يجهِّزان تأشيرتيهما من أجل الدراسة في الولايات المتحدة. لكن حين حاولا الصعود على متنِ رحلة طيرانٍ خارجية، اكتشفا أنهما محظوران من السفر.
على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، لم يُسمَح لهما بمغادرة المملكة السعودية، رغم أن الدكتور الجابري يقول إنهما كانا يتصلان هاتفياً بالعائلة في كندا ليلاً.
توقَّفَت الاتصالات الهاتفية في 16 مارس/آذار. وتقول العائلة إن ذلك هو الوقت الذي دوهِمَ فيه منزل العائلة فجراً في الرياض. ولم يسمع منهما أحدٌ مذاك الحين.
يقول الدكتور الجابري: “إذا جاء عمر وسارة إلى تورونتو اليوم، سيقيمان هنا بشكلٍ دائم. الأمر الوحيد الذي يحتاجانه الآن هو أن يكونا هنا معنا”.