تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بعد ثلاثة أعوام من العدوان الذي تقوده السعودية ضمن تحالف عربي على اليمن ..يعاني الإنسان اليمنيُّ الأمرَّينِ، ويُصارَعُ بطشهما لهُ بكُلِّ الوسائلِ المُتاحةِ أمامهُ من أجلِ البقاء وإثباتِ الوجود على هذه الأرض.
ديمومةُ الحربِ وعُنصريَّةُ الفقر، هما الأمرَّانِ اللذانِ يذوقُ أساهما ويتجرَّعُ وبالهما الإنسانُ هنا، في أرضٍ كانت موصوفةً بسعادتها، وخصوبةِ أرضها، وحِكمةِ أهلها، ووو…. إلى آخر ذلك من أدبياتِ العرب واليونان، وما ذكرهُ المؤرخون عن اليمن الحزين البائس غير السعيد.. كما عرَّفوهُ وبما كان يُعرَف.
لتتلاشى الإنسانية بخفوتٍ وضمورٍ شديدين، ولتُصبحَ بعدها في محِلِّ غائبٍ لا رجعةَ فيه..طالما وهي تشاهد كل هذا العدوان على اليمنيين الذي يقتلهم ويشردهم ويفرض عليهم حصاراً خانقاً ويتسبب في كوارث بيئة واقتصادية تضربهم بلا رحمة.
(أحمدُ) شابٌ في مقتبلِ العمر يكفلُ أسرتهُ المُكوَّنةَ من خمسةِ إخوةٍ وأُختين مع والدته المُسنَّة، بعد أن دمَّرتْ طائرات التحالف منزلهم الكائنَ في إحدى مناطق محافظة صنعاء المحيطة بأمانة العاصمة، وذلك قبل سنة وشهرين من الآن قُتِل إثرها أيضا أبوهُ وزوجته وابنهُ الوحيد (عدنان).
ولقد أصبحت المناطق _المجاورة للعاصمة والبعيدة عن أماكن القصف ومناطق الحرب بشكل عام ملجأً للعديد من الأسر النازحة من محافظات مختلفة طِبقًا لإحصائياتٍ صادرةٍ عن بعض منظمات المجتمع المدني المحلية، فعلى سبيل المثال يذكر مسؤول الشؤون الاجتماعية بمديرية (بني الحارث) المجاورة والتابعة لأمانة العاصمة أنَّ هنالك أكثر من (18000) أسرةً نازحةً تسكن المنطقة، وأوضح أنها توافدت إلى المنطقة خلال الفترة الأخيرة جراء العدوان المستمر منذ ثلاث أعوام والجبهات التي اشعلها التحالف عن طريق مسلحيه المحليين في مناطق مختلفة داخل اليمن حتى اللحظةِ.
سار أحمدُ يبحث عن كوخٍ يأوي إليهِ مع أسرتهِ، وأصبح العائلَ الوحيد لأمِّهِ وإخوانه، والفارسَ الذي يترجونَ على يديهِ الإنقاذ .
وبعد التنقُّل من مكانٍ إلى آخر، يُفتش فيه عن ملجأٍ يحفظهم من شمسِ البؤسِ الحارقة وظُلمةِ الجَورِ الحالكة هجروا أنقاضهم وحيَّهم الذي ترعرعوا فيه وعاشوا فيه مُنذ ولادتهم، وتركوا مرغومين مسقطَ رأسهم الذي أضحى رُكامًا، ليرحلوا إلى منطقةٍ بعيدةٍ نسبيا عنه، إذ يقبعُ في إحدى المحافظات الأخرى محافظة ذمار بمنطقةِ (معبر)، وذلك لقربها من عمله الجديد الذي سيُعينه على رعاية أسرته، ويسدُّ الفجوتين (تدمير منزله) و(رحيل والده).
وتبدو حصيلة العدوان والحرب الظالمة على اليمن مفزعة ، فثمة (20,000 قتيلًا)، وأكثر من (60,000 جريحًا)، إلى جانب مئات الآلاف من المشردين والنازحين.. وذلك بالاستناد إلى آخر تقديرٍ أمميٍ عن الحرب التي شنتها السعودية ضمن تحالف عربي على اليمن.
ليحُثَّ أحمدُ في الأخير غيرهُ من البائسين على الإصرار والتفاؤل أيًا كان نوع الخصم، بقوله :” سأُكافحُ من أجلِ البقاء”