“تحقيق خاص “: في قلب أمانة العاصمة..سوق القاع لبيع الأسماك واللحوم روائح كريهة وواقع سيء!!
سوق “القاع” في أمانة العاصمة لبيع اللحوم والأسماك، تكاد أن تكون الروائح الكريهة انجاز استثنائي للواقع الذي يفتقد السوق للكثير من المقومات من حيث الإهتمام والتأهيل والصيانة، حيث باتت خيوط العنكبوت تتدلى من الأسقف التي تعود لعقود من السنوات.
ـ غياب دور السلطة المحلية ضاعف من الإهمال ورداءة الأداء.
ـ صحة البيئة: المسالخ عطلت مهامنا الرقابية على أسواق اللحوم وبموجب محاضر رسمية.
ـ المسالخ: الجزارين امتنعوا عن النظافة وعن دفع الإيجارات وتم تكسير أبواب السوق.
ـ الثروة السمكية: نأمل أن يكون سوق القاع نموذجي للأسماك ويجب الإرتقاء به.
ـ مواطنون: روائح كريهة ويجب انتشال واقع اسواق اللحوم والأسماك في أمانة العاصمة.
تحقيق خاص: محمد العلوي : وكالة الصحافة اليمنية
في قلب امانة العاصمة “صنعاء” وعلى بعد أمتار من مقر ومكتب أمين العاصمة حمود عباد، وتحديداً في منطقة ” القاع “، حيث يقع سوق ومسلخ القاع لبيع اللحوم والأسماك، التابع للمؤسسة العامة للمسالخ واللحوم في أمانة العاصمة، الذي يعود في مستواه الصحي التقليدي للسنوات الغابرة من القرون الوسطى ، اسقف متهالكة ومحلات لبيع اللحوم جدرانها رثة ووسخة جدا، بل والبعض منها أشبه بتجمع للنفايات.
ويستحسن من مؤسسة المسالخ أن تضع لافتة تنبيه بارزة لمرتادي السوق أو ممن يفكرون الاقتراب منه مكتوب عليها” عزيزي الزائر.. حفاظا على صحتك يجب أن تسد أنفك جيداً، بدلا من تلك اللافتة الهالكة والتي تعود إلى القرن الماضي.
في سوق “القاع” لبيع اللحوم والأسماك، تكاد أن تكون الروائح الكريهة انجاز استثنائي للواقع السيئ الذي يفتقده السوق للكثير من المقومات من حيث التأهيل والصيانة، حيث باتت خيوط العنكبوت تتدلى من الأسقف التي تعود لعقود من السنوات.
وبالرغم أنه لو تم استغلال السوق الاقتصادي، سيكون له مردودا غير طبيعي، في حين قد تكون مردود بسطة خضار خارج السوق أفضل بكثير من ذلك السوق بمساحته الكبيرة، ولامجال للمقارنة والإهمال باعتباره ملك وحق عام للدولة تم تدميره، كما يطرح بعض المستـأجرين أن السوق يمتلك أكثر من 35 محلا تجاريا، وبإيجار شهري يتراوح بحدود 1 مليون ريال، وبواقع مبلغ 25 ألف ريال ايجار كل محل شهريا شامل رسوم النظافة.. إلا أن مدير مؤسسة المسالخ واللحوم أكد أن إيرادات المؤسسة لا تتجاوز مبلغ 35 ألف ريال شهريا رسوم ذبح.
على طاولة الأمين
وكالة الصحافة اليمنية وعدستها وثقت واقع سوق القاع لبيع اللحوم والأسماك، لتطرحها على طاولة أمين العاصمة من جهة لتخصيص دقائق ذلك السوق الذي على مقربة من مكتبة، ونقل بكل مهنية ومصداقية شكاوى المواطنين وواقع السوق السيء، الذي بالتأكيد لم يتقبله الكثير من مرتاديه، بما فيهم مالكو المحلات من بائعو الاسماك واللحوم أنفسهم، فكيف بالآخرين.
الصورة.. بلا شك تترجم واقعاً لا يصدق ما وصلت إليه محلات بيع اللحوم، وكيف أصبح المواطن يتقبل ذلك، في ظل غياب دور الجهات المعنية التي لم تقوم بدورها في الرقابة أو المتابعة للواقع الصحي والبيئي للسوق والذي لا يخضع لأدنى المواصفات والجودة في النظافة، أو جودة اللحوم والأسماك.
– المواطن زيد عبدالله صالح ـ من أبناء حي القاع أشار أن السوق أصبح ” مقزز” وغير مرغوب بالدخول إليه وخصوصا من قبل بائعي اللحوم، الذين لا يتبعون أدنى طرق واساليب النظافة في تلك المحلات، والتي أصبحت أشبه بمحلات للنفايات.
انتشال المخلفات
ويؤكد الاخ محمد عبده داديه ـ بأن سوق القاع لا يختلف عن أسواق أمانة العاصمة من حيث تكدس المخلفات وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الأسماك غير الصالحة للأكل، مضيفا بأن بائعي الأسماك في أسواق صنعاء يقومون بإضافة مادة “الفيمتو” إلى خياشيم الأسماك لتظهر للمستهلك انها لازالت طريه، وهذا يعتبر “غش” للمواطنين الذين لا يدركون الأمراض التي قد تخلفها تلك في اوساط المئات من الأسر.
وأضاف: يجب على وزارة الثروة السمكية والاتحاد السمكي ومؤسسة المسالخ واللحوم ، توحيد المهام من اجل مراقبة الأسواق وضبط الجودة وانتشال تلك المخلفات، ومحاسبة كل من يتلاعب بصحة المواطن في بيع الأسماك واللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
روائح كريهة
وتقول أم رامي الاهنومي ـ انه لا يوجد لديها مكان قريب لتأخذ احتياجها من اللحوم الا سوق القاع، ولكن الجزارين ومحلاتهم وسخين ورمثين.. و احيانا نكره دخول السوق بسبب رائحته الكريهة.
ووصف أحد بائعي الخضروات بالقرب من المسلخ بأنه أصبح غير لائق من حيث النظافة، حيث شدد أبو عبدالله الريمي، بضرورة الاهتمام بالمسلخ الذي هو بحاجة لجهد واخلاص.. فالروائح المنبعثة منه لا تطاق.
عند نزولنا إلى السوق وكما يبدوا جلياً بأن بائعي الأسماك الأكثر نظافة وترتيب من بائعي اللحوم ، الذين يشكون من سوء النظافة وعدم الاهتمام من قبل مسالخ أمانة العاصمة.
وأوضحوا في مطالبهم عبر “وكالة الصحافة اليمنية” بترسيخ مبدأ وسلوك النظافة والعمل على تأهيل السوق، الذي أصبح غير لائق الوضع الراهن فيه، من اجل أن يكون سوق نموذجي في قلب العاصمة صنعاء, لافتين بأنهم يدفعون ايجارات تفوق الـ25 ألف ريال كإيجار شهري شاملا اجور النظافة بشكل يومي.
وأوضح عدداً من البائعين في السوق لوكالة الصحافة اليمنية – طلبوا عدم ذكر أسمائهم – أن وضع سوق القاع المركزي للحوم أصبح مزري وبأنهم يعانون جراء انعدام النظافة في السوق، الذي أصبح بدون تأهيل لأكثر من عقدين، واوضحوا بأنه تم شراء ثلاث خزانات للمياه على نفقتهم الخاصة إلا أنه تم اتلافها وبشكل متعمد.
تهديد صحي وبيئي
مخلفات بقايا اللحوم ودماء الذبائح بلا شك يترتب عليها من الاشكاليات الصحية، وانبعاث الروائح الكريهة، وتعمل على تجمع الحشرات والذباب.. وتصبح تلك المخلفات تمثل تهديد صحي حقيقي لمرتادي السوق.
مدير عام إدارة صحة البيئة في أمانة العاصمة الدكتور محمد الأصبحي تم التواصل معه عبر الهاتف، جاء حديثه أن دور صحة البيئة يكمن عند وجود بلاغات وشكاوى من المواطنين حول ذلك، وصحة البيئة دورها اصبح مقتصر على الرقابة الصحية فقط للأسماك، وأصبح الإشراف الصحي والبيئي من اختصاص مؤسسة المسالخ.
وأضاف: حقيقة ووفق الإمكانيات المتاحة، نقوم بدورنا بما من شأنه الحفاظ على الأمن الصحي للمواطن لاسيما بما تشهده البلاد من انتشار بعض الأوبئة والأمراض.
تعطيل المهام
– صحة البيئة في منطقة التحرير – أكدت بأنه لم يعد لديها أي مهام أو سلطة على المسالخ وبيع اللحوم، والذي أوضح صادق السفياني – مدير صحة البيئة في المنطقة قائلا: ” كل حاجة أصبح من مهام مؤسسة المسالخ والذي تم تعطيل دورنا الإشرافي والرقابي الصحي والبيئي بموجب محاضر رسمية من السلطة المحلية، وأصبحت مؤسسة المسالخ في أمانة العاصمة هي المسؤول الأول عن ذلك، بما فيهم الأطباء الصحيين.
نموذج سيء
وفما يخص الرقابة على الأسماك في الأسواق، يؤكد – الوكيل المساعد لوزارة الثروة السمكية لقطاع الانتاج والتسويق – علي الحمزي ـ بأنه تم تشكيل ميدانية على أسواق الأسماك ومنها لجنة رقابة على الأسواق والمحلات التجارية في أمانة العاصمة، و الأكثر التزاما بالنظافة هم محلات الأسماك بعكس بائعي اللحوم في اتباع معايير الحفظ والنظافة.
وأشار بأن برامج التوعية مهمة جدا، وبما من شأنه الحفاظ على جودة المنتج عبر اللجان الميدانية.
معتبرا أن سوق القاع نموذجا للقذارة وبشكل كبير، في ظل غياب الدور الرقابي والإشرافي للسلطة المحلية في المنطقة، وأصبح وضع السوق سيء، وبائعي الأسماك هناك يبحثون عن النظافة ويطالبون بتوفيرها من المسالخ والسلطة المحلية، والذي يجب أن يكون سوق نموذجي، والذي نطالب بأن يكون سوق نموذجي للأسماك، تابع لوزارة الثروة السمكية في أمانة العاصمة.
فوضى الجزارين
مدير مكتب المسالخ في مديرية التحرير أحمد أحمد البهلولي – يشكوا من حجم المأساة الصحية والإدارية في سوق ومسلخ القاع المركزي التابع للمديرية بقوله :” الجزارين مستعصين جدا من حيث النظافة، وسبق لهم الاعتداء والتهجم على موظفي المكتب والمنطقة.. مؤكداً بأن الوضع في سوق القاع لا يسر أحد من حيث النظافة.
مرجعاً إلى أن بسطات بائعي الخضار يشكلون عقبة أمام دخول القلاب الخاص بالمؤسسة إلا في أوقات متأخرة من الليل، لافتاً بأن المسلخ يحتاج لأكثر من 60 ألف ريال شهريا فقط في شراء ادوات النظافة وهي ضعف الإيرادات للمسلخ في الشهر الواحد.
وكشف البهلولي بأن الجزارين امتنعوا عن دفع الإيجارات ورسوم الإيرادات منذ 2011، فتم إغلاق عدد 15 محل بيع اللحوم، والتي بلغت بمديونية تصل لأكثر من 75 مليون ريال، مضيفا بأن الجزارين قاموا باقتحام السوق وتم تكسير الأبواب، ولازالت دون إصلاح إلى يومنا هذا، والذي نتفاجئ بخروجهم بضمانات، وتساهل الجهات الأمنية في قسم العلفي حيال الجزارين ولم يتم ضبطهم.
عدم الاهتمام
كما يبدو السلطة المحلية في مديرية التحرير ممثلة برئيس المجلس المحلي – كان لـمحرر التحقيقات في “وكالة الصحافة اليمنية” تواجد في مكتب رئيس المجلس المحلي، ليكون الحديث بشكل رسمي حول واقع سوق القاع لبيع الأسماك واللحوم، تم طرح جوهر ما جئنا من أجله في معرفة دور السلطة المحلية في المديرة تجاه السوق باعتباره مورد هام للمديرية، من حيث النظافة وتنظيم الإيرادات وضرورة تحصيلها، ، ولكنه كما يبدو لم يعير الأمر أي اهتمام، وبنوع من عدم الاهتمام واللامبالاة حيال ما جئنا من أجله، بأن المجلس متابع لعملية الإيرادات، ليصرف حديثه للآخرين أثناء مقابلتنا له، ومقاطعا أكثر من مرة، دون أي جدية في الطرح او التناول، وهو ما جعلنا ان نغلق أداة التسجيل ومغادرة المكتب دون أي استئذان، جراء ذلك الأسلوب الذي لم نجده في مسؤول آخر.
من الواقع
كما يبدوا في واقع سوق القاع لبيع اللحوم، أن للإدارة دور كبير في الوصول إلى ما هو إليه طوال السنوات الماضية، في ظل غياب ابسط الامكانيات التي يطالب بها مالكوا المحلات هناك، من أبسط مقومات النظافة وانعدام شبكة المياه، وعدم التأهيل والصيانة بما يمكنه من أن يكون سوقاً نموذجياً هاماً وبما يليق بالعاصمة صنعاء، يعود بالدخل المالي الكبير لخزينة الدولة.
لكن واقع السوق بحالته الرثة اليوم يعكس صورة قبيحة جدا في عملية إدارة أسواق ومسالخ أمانة العاصمة خلال الفترات الماضية والفشل الإداري والأخلاقي حيال ذلك.
في الوقت الراهن تبرز الإمكانيات المادية وتتداخل المهام والصلاحيات أكبر عائق في عملة التأهيل والصيانة والذي فقط إلى لمسات وطنية من الإخلاص والاستشعار بالمسؤولية تجاه أحد أهم الأسواق في بيع الأسماك واللحوم والواقع في قلب أمانة العاصمة.. الذي إذا كان هكذا وضع القلب فكيف بباقي الجسد.