تقرير/ خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
مع كل أزمة خانقة لانعدام المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء، تظهر فئة من المجتمع، تعد من الفئات الأكثر فقراً، لتستولي على مساحة واسعة من تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء.
ورغم أن فئة “المهمشين” أو ما يعرف بـ”سكان الصفيح”، تعد أبعد الفئات عن الأعمال التجارية، إلا أن أزمات الوقود مثلت فرصة مناسبة، ليصبحوا هم ملوك السوق السوداء في زمن انعدام النفط.
النفط الثمين على أرصفة الحصبة
على ارصفة حي الحصبة بمديرية الثورة في العاصمة صنعاء، يقف باعة البنزين وتقف أمامهم قوارير ومستوعبات بلاستيكية مختلفة الأحجام يوجد بداخلها البترول الثمين، وقد بات الحي مَقصَداً بصفته واحداً من أهم الأسواق السوداء لبيع الوقود مع كل أزمة يختلقها التحالف بمنع وصول المشتقات النفطية إلى اليمن.
عند مرورك في الشارع الرئيسي لحي الحصبة المتجه الى جولة الساعة يصادفك مجموعة من تجار المشتقات النفطية غير مكترثين بالحملة التي تنفذها شركة النفط والأجهزة الامنية لإنهاء مظاهر السوق السوداء.
ليست المرة الأولى
المواطنون الساكنون في الحي قالوا لـ”وكالة الصحافة اليمنية” إنها ليست المرة الأولى التي ينشط فيها هؤلاء الباعة الذين يستغلون أزمة المشتقات النفطية ويحولون الشارع الى سوق سوداء لبيع المشتقات النفطية بأسعار كبيرة .
ويتجاوز سعر اللتر الواحد من مادة البنزين في هذه السوق الخمسمائة ريال، وهو ما أثار تساؤل المواطنين عن جدوى الحملة الحالية التي تنفذها شركة النفط اليمنية والأجهزة الأمنية في ظل استمرار بيع المشتقات النفطية في هذه المنطقة.
شركة النفط أخفقت هنا
وعند سؤال شركة النفط اليمنية عن سبب عدم ضبط هؤلاء الباعة خلال الحملة التي ينفذونها حالياً، أكد عضو فريق حملة شركة النفط محمد الغفاري لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن السبب هو أن الباعة في هذه المنطقة ينتمون الى فئة “المهمشين” الساكنين في جوار الشارع، حيث قام هؤلاء بمواجهة أعضاء الحملة وأفراد النجدة خلال الحملة التي نزلت لضبطهم يوم أمس الأحد، ورميهم بالحجارة والاعتداء عليهم بالعصي مما أدى الى إصابة أحد أفراد النجدة ومازال يتلقى العلاج الى الآن.
ويؤكد الغفاري أن أعضاء الحملة وأفراد شرطة النجدة لم يستطيعوا ضبط هؤلاء الباعة، خصوصاً أن معظم الباعة من النساء.
وقال الغفاري إن الشركة والأجهزة الأمنية بصدد ترتيب حملة للنزول الى المنطقة وضبط الباعة ومصادرة الكميات التي بحوزتهم في القريب العاجل .
وأوضح الغفاري أن شركة النفط اليمنية استطاعت خلال الايام الماضية إنهاء مظاهر السوق السوداء في كثير من مناطق العاصمة صنعاء، ومنها شارع خولان والحثيلي و22 مايو وغيرها من المناطق، حيث تم ضبط كمية كبيرة من المشتقات النفطية في هذه الأسواق وعمل محاضر بها وتصديرها إلى منشآت الشركة ليتم فحصها ومعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام قبل أن يعاد توزيعها على المحطات.