تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بعد 24 عاماً قضاها العميد هيثم قاسم طاهر أول وزير دفاع في حكومة الوحدة اليمنية منتظراً فرصة سانحة للإيفاء بوعد قطعه على نفسه وقدمه لأبناء الجنوب بالثأر من هزيمته في حرب صيف العام 1994.. وقد ظن الرجل الذي حكم عليه صالح بالإعدام أنه الفرصة قد جاءته أخيراً حين قررت الإمارات اعادته إلى اليمن للمشاركة في حربها العدوانية ضمن تحالف عربي بقيادة السعودية.
تلقى هيثم قاسم مساء أمس صفعة مدوية ومهينة جداً حين الزمه قائد القوات الإماراتية في عدن العمل تحت قيادة نجل شقيق عدوه الأزلي طارق عفاش ، لتجبره التخلي عن التزام منه بقسم وشرف عسكري الإيفاء بوعد العودة والثأر.
هزم هيثم قاسم مرتين الأولى كانت هزيمة حرب، أما الهزيمة الثانية فكانت هزيمة كرامة مرغت في تراب العمالة.
وتسعى الإمارات إلى استكمال مخططها الاخضاعي للقيادات الجنوبية العسكرية لصالح طارق عفاش ، حيث وجهت العميد هيثم قاسم العمل تحت قيادة طارق عفاش في جبهة الساحل الغربي ما أثار حنق عدداً من المسلحين الجنوبيين.
وعلمت وكالة الصحافة اليمنية من مصادر عسكرية أن الإمارات وجهت العميد هيثم قاسم العمل تحت قيادة طارق عفاش في جبهة الساحل الغربي والرجوع إليه في كل القرارات.
وأكدت المصادر أن القرار فاجئ ضباط وأفراد جبهة الساحل الغربي الذين جمعهم أمس لقاء بقائد القوات الإماراتية في عدن استمر عدة ساعات .
وقالت المصادر أن قائد القوات الإماراتية في عدن فاجئ الضباط الجنوبيين وجنودهم بقرار عمل هيثم قاسم تحت قيادة طارق عفاش مبرراً ذلك القرار بأن المرحلة المقبل وبعد تجهيز الألاف في معسكرات طارق في عدن تتطلب قيادة جديدة لخوض المعارك في الحديدة وأن الشخص المناسب للقيادة هو العميد طارق عفاش.
وأوضحت المصادر أن القائد الإماراتي قد وجه جميع أفراد وضباط جبهة الساحل الغربي العمل تحت قيادة طارق عفاش وتلقي الأوامر والتوجيهات منه بمن فيهم هيثم قاسم.
وأشارت المصادر إلى أن هيثم قاسم رضخ للقرار بصورة غريبة لم تقنع كثير من الضباط الجنوبيين ومن بينهم السلفي أبو عبدالرحمن الصبيحي الذي قال في الاجتماع أن القيادات السلفية لها موقف سابق بعدم العمل تحت قيادة طارق واذا كان ولا بد فسوف نكون في جبهة منفصلة وأنه لا يمكن أن يعمل قائد بحجم هيثم قاسم تحت قيادة طارق.
ونوهت المصادر إلى كلمة الصبيحي لاقت استحسان وتأييد جميع الجنوبيين إلا أن القائد الإماراتي رد عليه بحزم قائلاً:” أن التحالف يعرف أين المصلحة وأين الخطوة المناسبة وان اختيار طارق تم من أعلى القيادات وليس أمام الجميع إلا العمل تحت قيادته وأن مركزه سيكون عدن، وسنمنح قواته الصلاحيات الكاملة لتأمين طرق الإمداد من وإلى عدن”.
وكانت الإمارات قد أعادت العميد هيثم قاسم من منفاه الاختياري في أراضيها إلى عدن وكلفته بقيادة اللواء 20الموالي للتحالف والمشاركة في معارك جبهة الساحل الغربي وتحديداً في المخا.
وزير الدفاع في أول حكومة بعد إعلان الوحدة اليمنية عام 1990 الذي اختار الفرار إلى الإمارات بعد خسارته ورفاقه في حرب صيف 94 ها هو يطأطئ رأسه لنجل غريمه الذي أصدر بحقه حكماً بالإعدام .
ويتذكر الجنوبيين مقولة شهيرة بعد مغادرته مهزوماً من عدن بعد صيف 94 :” سنعود ولو بعد 20 عاماً ، وستكون معركتنا القادمة من عدن”.. عبارة قالها هيثم قاسم بمرارة، ها هي الآن تزداد مرارة بعد إهانة مذلة وجهت له من حليفته الإمارات التي أخضعته لطارق عفاش، فما كان من العميد الباحث عن ثأره القديم إلا الإذعان بصورة مهينة فاجأت جميع الضباط الجنوبيين بل وشعب الجنوب بأكمله.