بعد أن تبدد ليل (الكوليرا) أواخر العام 2016، هذا الظلام الذي حصد أرواح (2200) شخص، وأصاب أكثر من (926) ألف آخرين وفق تقارير صحية دولية، ها هي (الدفتيريا) شبح يطل مجددا على اليمنيين دونما مانع أو عارض ما، والحرب أكبر المروجين له، إذ أكدت منظمة الصحة العالمية وفاة (70) شخصا جراء هذه البكتيريا في (20) محافظة يمنية من أصل (23).
التقرير أضاف أن أكثر من (1100) حالة أصيبت بالمرض الذي ينتقل عبر ما بسمى (الوتدية الخناقية) ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف، كانت أغلب حالاته في محافظتي (إب – والحديدة) حسب تصنيف وزارة الصحة.
الدفتيريا أو الخناق .. أو الخانوق كما كان يطلق عليه قديما، هو مرض بكتيري خطير وشديد العدوى، تظهر أعراضه بعد أربعة أيام من وصول الجراثيم إلى جسم المصاب، وتتمثل الأعراض في السعال وارتفاع درجة الحرارة والإحساس بالإعياء والغثيان، وتزايد سرعة دقات القلب، وحدوث رعشة وقيء وصداع، مع صعوبة في البلع والتنفس نتيجة تضخم الغدد الليمفاوبة الموجودة بالرقبة، إضافة لتغير صوت المريض حتى يصير صوته خشنا مثل صوت الحصان، وتحول رائحة الفم فتصبحَ كريهة.
ويعد من الأمراض التي تصيب الإنسان مرة فقط في العمر، وينتشر بشكل أكبر في فصل الخريف .. وشريحة الأطفال والشباب دون سن الخامسة والعشرين هي الأكثر عرضة لهذه الداء المميت، الذي قد يؤدي إلى الوفاة بسبب انسداد مجرى التنفس.
ويُنصحُ في حالة الإصابة بالدفتيريا إسعافُ المريض فوراً لأقرب مرفق صحي، وعزل المريض لمنع تعرض الآخرين للعدوى.
ورغم تأكيد مسؤولي الصحة بتوفير الأدوية اللازمة لمجابهة المرض في أغلب المرافق الصحية، إلا أنها غالبا ما تقف عاجزة أمام كم المصابين بالمرض، والمرشحة للتزايد في ظل العدوان الذي تقوده السعودية الذي انتشل من تحت الأنقاض أوبئةً فتاكةً عفَّى عليها الزمن، وخلدتها برصيد جم وهائل، لتكون إرثا للأجيال القادمة ” علهم يتذكرون “.