متابعات | وكالة الصحافة اليمنية //
تقرير: رشيد الحداد
منذ مطلع حزيران/ يونيو الجاري، يشتدّ الحصار على مدينة مأرب، التي تمكّنت قوات صنعاء، أخيراً، من الوصول إلى ضواحيها.
ومع سيطرة قوات صنعاء على منطقة الجفرة الشديدة التحصين، ووصولها إلى الجهة الجنوبية لمأرب من جهة قانية، يصبح سقوط المدينة مسألة وقت لا أكثر.
ويتواصل تقدّم قوات صنعاء (الجيش اليمني واللجان الشعبية) في محيط مدينة مأرب، بعدما تمكّنت في خلال الأيام الماضية من إسقاط المزيد من تحصينات قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي.
وقائع التقدّم الجديد بدأت مطلع الأسبوع الماضي، مع سيطرة الجيش و«اللجان» على منطقة نجد العتيق في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب.
أعقب ذلك تنفيذ قوات صنعاء عملية التفاف تمكّنت من خلالها من إسقاط مشروع حلحلان جنوب شرق منطقة الجفرة الاستراتيجية، والتي تتبع جغرافياً مركز المحافظة. كما تمكّنت من السيطرة على طريق مأرب – الجوف الدولي، قاطعةً بهذا جميع خطوط إمدادات قوات هادي من شمال غرب المدينة.
لاحقاً، استطاع الجيش و«اللجان»، على رغم كثافة الغارات الجوية التي شنّتها طائرات التحالف السعودي، والتي بلغ متوسّطها في اليوم 25 غارة، السيطرة على مناطق كنب الجفرة، وطلعة مية، والباطن، ووادي حلحلان، وحزم الراعي.
كما تابعا تقدّمهما نحو معسكر الماس، الواقع جنوب شرق مدينة مأرب، من أكثر من اتجاه. ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد سيطرت قوات صنعاء على منطقة طلعة إقبال القريبة من المعسكر، وخاضت مواجهات عنيفة مع قوات هادي في نقطة الشرطة غربه، وفي منطقة آل عايض المحاذية له.
وبالعودة إلى منطقة الجفرة الواقعة في ضواحي مدينة مأرب، والتي تمكّنت قوات صنعاء من دخولها، فتؤكد مصادر قبلية أن السيطرة عليها توازي من حيث الأهمية العسكرية السيطرة على مركز المحافظة؛ على اعتبار أنها مثّلت إحدى أبرز العقبات التي أخّرت التقدّم نحو المدينة، بفعل صعوبة تضاريسها وكثرة تحصيناتها.
وتوضح المصادر أن الجفرة تضمّ مقرّ قيادة المنطقة العسكرية السابعة الموالية لهادي، ومباني ثلاثة ألوية تتبع المنطقة نفسها، ومقرَّي محافظَي صنعاء والمحويت المعيّنَين من قِبَل الرئيس المستقيل. وكان يحيط بتلك المباني ويحميها «اللواء 125 مشاة»، الذي سقط هو الآخر بأيدي الجيش و«اللجان».
طمأنة «أنصار الله» بعدم وجود أعمال انتقامية ضد أبناء المحافظة
وجاء هذا التقدّم على رغم كثافة غارات طائرات التحالف، والتي بلغت، منذ مطلع حزيران/ يونيو الجاري، ما يزيد على 400 غارة، طالت 250 منها مناطق صلب والجفرة ومفرق الجوف، فيما استهدفت 100 أخرى مديرية مدغل التي سقطت بشكل كامل بأيدي قوات صنعاء.
ويوم الخميس الماضي، خاض الجيش و«اللجان» معارك عنيفة مع قوات هادي شمالي مدينة مأرب، انتهت بسيطرتهما على عدد من المواقع في منطقة العلم الأبيض الواقعة بالقرب من معسكر الرويك، ما منحهما سيطرة نارية على خط مأرب – حضرموت الدولي.
ومع تمكّن قوات صنعاء، قبل أيام، من إخماد التمرّد الذي قاده القيادي «المؤتمري» ياسر العواضي في مديرية ردمان في محافظة البيضاء، وما أعقب ذلك من عملية تأمين كامل لجبهة قانية الواقعة بين البيضاء ومأرب، نفّذت تلك القوات عملية التفاف ناجحة من قانية، تمكّنت من خلالها من السيطرة على منطقتَي لاغوال والدوماني التابعتين لمديرية المأهلية، التي تُعدّ البوابة الجنوبية لمدينة مأرب.
وفي أعقاب تلك التطورات بعثت حركة «أنصار الله»، عبر عضو مكتبها السياسي محمد البخيتي، برسالة تطمين إلى أبناء مأرب بعدم القيام بـ«أيّ أعمال انتقامية ضدّ المرتزقة الوافدين من خارج المحافظة، ولا ضدّ المخدوعين من أبنائها، شرط أن يعتزلوا القتال ويعودوا إلى بيوتهم سالمين غانمين، كما سبق أن حصل في مديريات مأرب المحررة وفي محافظة الجوف»، وفق ما جاء في رسالة البخيتي التي نشرها في حسابه على «تويتر».
المصدر: جريدة “الأخبار” اللبنانية.