مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
محمد بن زايد الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كلما ذُكر اسمه استعاذ منه كثير من الناس، وقد وُصِف أكثر من مرة بأنه أشد خطرا على الإسلام والمسلمين من الغرب (الشيطان والنفس الإمّارة بالسوء).
يعدّ ابن زايد الراعي وقائد الثورات المضادة، وأحد المسؤولين عن تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقتنا العربية، فلم يترك باطلا ولا منقلبا ولا فاسدا ولا قاتلا إلا ودعمه بكل ما أوتي من قوة، فهو أحد ممولي رموز الثورة المضادة لإفشال ثورات الربيع العربي، والانقلاب على إرادة الشعوب في اختيار من يمثلهم، لصالح الصهيونية البغيضة، لتعم الفوضى، وينتشر الجهل والتخلف، ليمكن للفاسدين مقاليد الأمور لتُحكم البلاد بالحديد والنار، ويقضي فيها على الديمقراطية الوليدة التي هي أحد مكتسبات ثورات الربيع العربي.
أدى دورا خبيثا في اليمن، يعبر فيه عن مكنون هواه وميوله العدوانية، فكوّن مليشيات وأنفق عليهم من أموال شعبه ناهبا وسارقا خيرات بلاده لدعم السفهاء والبلهاء، فدعمهم بكل ما يملك من قوة لإضعاف اليمن والسعي لتقسيمه، وبث خطاب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، فكانت جرائمه ملء السمع والبصر.
لم يخجل من نفسه كونه لم يبذل جهدا يذكر لتحرير جزره من يد إيران، بل كان دائما منبطحا ومنكسرا أمام المشروع الإيراني.
وجاء دور الشقيقة ليبيا بحكومة السراج المعترف بها دوليا، وبدأت الحكومة تمارس عملها المنوط بها، فذهب النوم من عين ابن زايد، أتذهب ليبيا المختار إلى الديمقراطية من تحت أنيابه الخبيثة؟! فجاءه من بعيد منقلب أمريكاني يدعى حفتر، خارجا من قبره باحثا عن ثروات ينهبها، ودماء يسفكها، وأطفال ييتمهم، ونساء يرملهن، ووطن يسطو عليه. وكما يقول المصريون: الطيور على أشكالها تقع، أو كما يقول المثل الشعبي: “إتلم المتعوس على خايب الرجا”، فقدم له دعما عسكريا ولوجستيا غير محدود، مستعينا بكل مرتزق من أعداء الإنسانية، ليسعى في الأرض فسادا، فقتل الأبرياء من المدنيين، واستهدف المستشفيات، وليس ما كشفه الليبيون من مقابر جماعية في ترهونة عنا ببعيد.
لكن قدّر الله أن يُهزم هو ودميته وأضحت هزائمه ملء السمع والبصر على يد ثوار عمر المختار الذين فاجؤوا العالم بحبهم لبلادهم، وبأسهم في المواجهة والدفاع عن التراب الوطني، لتتحقق مقولة المختار: ستكون رمال ليبيا مقبرة للغزاة. فألحقوا بالمنقلب هزائم عدة على كل المستويات، من قاعدة الوطية، التي تحصن بها الغزاة ظنا منهم أن تحريرها سيكون مستحيلا، فهُزموا وفروا منها أمام عزيمة الثوار.
هُزم شر هزيمة، فلم يحقق الجنرال المأجور أي نصر يُذكر، رغم الدعم والإنفاق عليه، فبعد ما استقرت في عقله الهزيمة لا محالة وقبل اتخاذ قرار الفرار والانسحاب من المواجهة، قام بتلغيم البيوت في غياب أصحابها، ليشهد العالم والتاريخ على جرائمه.
فانكب ابن زايد على أنفه متحسرا على فشله في دعم صديقه، ليتحقق المثل القائل: عاد بخفيّ حنين، ويتحقق قول المولى عز وجل: “فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون”.. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
* كاتب ومدون مصري